استمرارا لحديثي في أجندة العمل الوطني في المرحلة القادمة وتلك المحاور التي يجب أن تتضمنها تلك الأجندة والمسئول عنها بالدرجة الأولي الأحزاب السياسية المصرية خاصة في تلك المرحلة التي سنقبل فيها علي انتخابات عامة للبرلمان تتحدد من خلالها شكل الحياة السياسية المصرية في المرحلة القادمة، وشكل الحكومة أيضا حيث الأغلبية هي التي سيكلفها الرئيس مبارك طبقا للدستور بتشكيل حكومة البلاد. وعلي ذلك فإن الحياة السياسية المصرية في خلال الشهور الخمسة القادمة تسعي أو هكذا يجب أن تكون ساعية عن طريق الأحزاب الرسمية طارحة لبرامجها السياسية والاجتماعية والاقتصادية علي الشعب لكي تحوز علي أصوات الناخبين لحجز مقاعد لأعضائها في المجلس النيابي الأول في مصر (مجلس الشعب)! وقد تطرقت في مقالي السابق لعدة محاور أري أهميتها وأري أهمية طرحها ضمن برامج الأحزاب السياسية ودراسة الرؤي المختلفة لمواجهة تلك المشاكل ولعل المشكلة التي أوردت عليها عنوان مقالي اليوم هي انضباط السلوك في الشارع المصري! هذه الظاهرة التي اجتاحت الشارع المصري والتي أهدرت فيها القواعد والأعراف بل تعدي سوء السلوك علي القانون سواء في وسط المدن أو في الطرق العامة أو في الطرق المسماة بالاوتوستراد أو السريعة، حيث لا انضباط إلا بصدور قرارات المنع، فهناك قرار يمنع التريللات (النقل الكبري) من السير في طريق مصر اسكندرية الصحراوي من مساء الخميس وحتي منتصف ليلة الجمعة ذهابا ثم المنع علي السيارات النقل القادمة من الاسكندرية علي نفس الطريق من منتصف ليلة الجمعة إلي منتصف ليلة السبت علي اعتبار ان المواطنين يستخدمون هذا الطريق بكثرة (كثافة عالية) في نهاية الأسبوع ذهابا وبداية الأسبوع عودة إلي القاهرة! وأنا أري أن قرارات المنع لا تضبط الشارع ولكن تأكيد تطبيق القانون ومتابعة تنفيذه هو الضابط الوحيد لايقاع الشارع المصري والعمل علي حسن السلوك لمستخدميه. وأري أن (01) من كونستابلات المرور (زمان) يستطيعون السيطرة علي مائتي كيلو متر هي طول الطريق الصحراوي ذهابا ومائتي كيلو متر عودة!! وبتقسيم الطريق علي طول 52 كيلومترا ذهابا وعودة علي (2) كونستابل بدراجات نارية أو بسيارات جيب مجهزة، يستطيعون وضع هؤلاء السائقين لتلك السيارات »الهاجمة« علي الملاكي والتي يشبهها البعض (بغيلان) الطريق الصحراوي يستطيع الكونستابل أن يسحب التراخيص وأن توقع غرامات لا تقل عن عشرة آلاف جنيه علي السيارة التي تخرج عن الحارة اليمني المخصصة للنقل الثقيل! وهؤلاء العشرة أيضا من الشرطة المرورية المسمون (زمان) كونستابل!! نستطيع أن نسميهم اليوم أمناء شرطة متميزين، منضبطين، يحصلون علي مكافآت عالية من الجهة الإدارية، ويحصلون علي (بونس) أمام ما يحصلون عليه من حسن الأداء ويقوم جهاز المتابعة علي ضبط سلوك الشارع بالمتابعة حتي لا تنقلب العملية (إلي سبوبة) لبعض الخارجين علي القانون حيث لم يحدث بالقرارات (المانعة) ان ننفذ سياسات أو نطبق عادات وتقاليد ونغير من سلوك خاطيء إلي سلوك حسن، ولكن بالقانون فقط واحترامه ومراقبة تطبيقه نستطيع تغيير كثير من العادات والسلوك السييء في الشارع المصري!! وللحديث بقية!! كاتب المقال: عضو اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني