قررت محكمة جنايات الجيزة أمس في أولي جلساتها ايداع محمود طه أحمد سويلم »45 سنة« السائق بشركة المقاولون العرب المتهم بقتل 6 من العاملين بالشركة والشروع في قتل 6 أشخاص آخرين واحراز سلاح آلي وذخائر بدون ترخيص مستشفي الامراض العقلية لمدة 45 يوما لاعداد تقرير عن حالته العقلية ومدي مسئوليته عن افعاله وقت ارتكابه الجريمة وقررت التأجيل لجلسة 21 سبتمبر المقبل لنظر القضية بعد ايداع تقرير المستشفي. عقدت الجلسة برئاسة المستشار اميل حبيشي مليكة رئيس المحكمة وعضوية المستشارين محمود طاهر شتا ومحمود السبروت وبحضور محمود عبود وهيثم أبوالحسن وكيلي النيابة. وأمانة سر سمير رزق وناصر لاشين. بدأت الجلسة في الحادية عشرة صباحا ولم تستغرق أكثر من ربع ساعة وأكد ممثل النيابة أن المتهم قام في صباح الثلاثاء 6 يوليو الجاري بقتل 6 أشخاص وشرع في قتل 6 آخرين من العاملين بشركة المقاولون العرب الذين كانوا يستقلون سيارة الشركة قيادته من محال اقامتهم بمدينتي حلوان و51 مايو متجهين إلي مقر عملهم بفرع الشركة بدائرة مركز أبوالنمرس بمحافظة السادس من أكتوبر وكان ذلك بقصد أن يقتل المتهم المجني عليه عبدالفتاح عبدالفتاح تيتلي لاعتقاده بقيامه باعمال حفر وتنقيب عن الآثار أسفل مسكنه فأعد لذلك سلاحا ناريا »بندقية آلية وذخيرة« واخفاها اسفل مقعد القيادة بالسيارة.. وفي صباح يوم الحادث أقل الجاني كعادته بالسيارة قيادته المجني عليهم وقبل الوصول إلي فرع الشركة بمنطقة أبوالنمرس بمسافة خمسمائة متر تقريبا أوقف السيارة فجأة علي جانب الطريق مغلقا بابها الرئيسي وأخرج سلاحه الناري واشهره نحو ركاب السيارة وقام بالنداء علي المجني عليه الأول مهددا اياهم بالقتل وقام باطلاق عدة أعيرة نارية لتأكيد تهديده فاصابت بعض المجني عليهم المتواجدين في مقدمة السيارة ثم اندفع لمنتصف السيارة بحثا عن المجني عليه عبدالفتاح عبدالفتاح تيتلي وما أن ظفر به اطلق عليه وابلا من الأعيرة النارية أردته قتيلا واحدثت إصابات باقي المجني عليهم وعقب ذلك تمكنت أحد المستقلين للسيارة من السيطرة علي المتهم وانتزاع السلاح من يده بعد ترك المجني عليهم مابين قتيل وجريح ثم قام المتهم بقيادة السيارة لداخل مقر الشركة. وأضاف ممثل النيابة أن التحقيقات انتهت إلي توجيه اتهام للمتهم بالقتل العمد مع سبق الاصرار واحراز السلاح الآلي والذخائر فأجاب المتهم انه لا يتذكر أيا من هذه الاشياء أو الأفعال المنسوبة إليه وطلب دفاعه احالته إلي مستشفي الأمراض النفسية والعصبية ومصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليه لبيان ما إذا كان يعاني من أية أمراض نفسية وعصبية وما إذا كان مدركا لأفعاله وقت ارتكابه الجريمة والتصريح للدفاع بالاطلاع علي ملفات القضية. مشيرا إلي أن المتهم احيل للمحكمة في غضون فترة وجيزة للغاية لم تتجاوز الاسبوع ولم يتسني للدفاع خلالها الالمام واتمام الاطلاع علي ما جاء بالتحقيقات وأوراق القضية وأكد الدفاع أمام المحكمة أن القضية تم تضخيمها اعلاميا بحيث اخذت أكبر من حجمها الطبيعي وهو الأمر الذي عقبت عليه المحكمة بالتأكيد علي انها لا تلتفت لوسائل الإعلام انما تنظر في أوراق ووقائع القضية بغض النظر عن أي مؤثرات خارجية. وأكد الدفاع أن المتهم تعرض لضغوط عصبية ونفسية غير مسبوقة خلال العامين الماضيين وطلبوا اجلا للاطلاع. حضر الجلسة الشهود زملاء المتهم والمجني عليهم وكان اكثرهم مصابين. وأكدوا للأخبار بأن المتهم يعمل معهم منذ ثلاثين عاما وكان مثالا للإنسان الخلوق المحترم.