إحصائيات منظمة الصحة العالمية التي صدرت مؤخرا أشارت إلي وجود أكثر من مليار ونصف المليار شخص يعانون من زيادة الوزن في العالم و 400 مليون يعانون من السمنة بما فيهم 20 مليون طفل .. وتتوقع المنظمة زيادة حادة في هذا الرقم عام 2015 الاحصائيات أكدت أيضا أن هذه المشكلة التي كانت مقصورة علي العالم المتقدم فقط، أصبحت الآن مشكلة عالمية تشمل كثيرا من الدول النامية وبنسب مختلفة خاصة تلك التي يتمتع أفرادها بدخل مقبول وخاصة أولئك الذين يسكنون المدن. وإذا كانت نسبة المصابين بالسمنة تقل عن 5٪ في الصين واليابان وبعض البلدان الأفريقية فإنها تتجاوز 75٪ في بعض المناطق المدنية في جزر ساموا في المحيط الهادي وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية. وفي أوروبا .. تأتي بريطانيا في المقدمة بنسبة 23٪ ثم ألمانيا 12٪ وإيطاليا 8٪، وفقا لدراسة نشرتها السلطات البريطانية في أكتوبر الماضي ، وفي فرنسا يعاني 9.5 مليون شخص من السمنة بزيادة 2.3 مليون نسمة عن العدد المسجل قبل تسع سنوات. وتؤكد منظمة الصحة أن السبب المباشر في زيادة الوزن والسمنة يعود إلي أن كمية الطاقة المستهلكة (الطعام) تفوق حاجة الجسم للقيام بنشاطه الطبيعي وحركته ، ولذلك فإنها مشكلة عصرية تزامنت مع التغيرات التي حدثت في عالمنا المعاصر ومنها تغير العادات الغذائية من تناول الأغذية الغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات إلي تلك الغنية بالطاقة كالدهون والسكريات ، بالإضافة إلي وفرة الغذاء في أنحاء عديدة من العالم ، والميل لانخفاض مستوي النشاط البدني وإلي حياة الخمول وقلة الحركة مثل الأعمال المكتبية وتوفر وسائل النقل وغير ذلك. ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية.. يعيش 65٪ من سكان العالم في بلدان يقتل فيها فرط الوزن والسمنة من الناس أضعاف ما يتسبب فيه نقص الوزن من وفيات ، وتشمل جميع البلدان المرتفعة الدخل والبلدان متوسطة الدخل ، ويمكن - علي الصعيد العالمي - إرجاع 44٪ من حالات السكري ، و23٪ من حالات مرض القلب، و41 ٪ من بعض حالات السرطان إلي فرط الوزن والسمنة. ويؤكد الأطباء أن هناك اختلافا بين الناس في احتمالات الإصابة بالسمنة التي قد تعود لأسباب وراثية منها ما يتعلق بزيادة الشهية للطعام أو بحاجة الجسم لكمية أقل من الطاقة في نشاطه اليومي، ومعظم هذه الأسباب الوراثية مجهولة حتي الآن كما أن هناك أسبابا بيئية كالاختلاف بين الريف والمدن، فالسمنة أكثر انتشارا في المدن. وفي جميع أنحاء العالم هناك أكثر من 42 مليون طفل دون سن الخامسة ممن يعانون من فرط الوزن وذلك وفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية ، وسمنة الطفولة تعد من أخطر المشكلات الصحية العمومية في القرن الحادي والعشرين. ومن المحتمل أن يتحول الأطفال ذوو الوزن المفرط إلي أشخاص مصابين بالسمنة عند الكبر ، وقد يصاب هؤلاء الأطفال ، أكثر من غيرهم ، بأمراض السكري والأمراض القلبية الوعائية في سن مبكرة، مما قد يؤدي إلي وفاتهم وإصابتهم بالعجز في مراحل مبكرة. أ.ش.أ