الأمة العربية.. مرت بمراحل عديدة.. ولا تزال.. وسوف تكون. ما بين تقارب وتباعد.. وما بين خلافات وانشقاقات، وتفاهم وود ووئام. كان ذلك يحدث دائما ما بين دولتين أو مجموعة وأخري. هذا منذ انشاء جامعة الدول العربية. أحداث. تقرب العرب، وتوحدهم وتجمعهم وهي نادرة. وأحداث تفرق العرب وتشتتهم. هكذا عرفوا ثنائية الخلاف فرادي أو جماعات. ما بين ملكية وجمهورية أو ثورية. وما بين جبهة السلام، والصمود والتصدي وما بين محاور الاعتدال والممانعة. وبين كل هذا خلافات ثنائية بلغت حد احتلال دولة عربية لأخري. كل هذا يحدث رغم وجود مظلة الجامعة العربية للجميع. وحتي لا تواجه دولة الأخري. أو يتحاشي نظام اتهام آخر. وجد العرب في الجامعة »الشماعة« التي تعلق عليها خلافاتهم أو علي الأقل الاختلاف في الرؤي بين القادة. وحتي تكون الشماعة أكثر واقعية وأكثر اقناعا ومنطقية للرأي العام العربي. يطول نقد الأمين العام للجامعة مباشرة. ولكن سكون حالة الأمناء السابقين كانت تلقي بظلالها علي سكون الجامعة وهدوء الأمور، ومنع القيل والقال، وحالة صمت في تبادر الرؤي سواء اتفق العرب أو أختلفوا. ولكن مع ديناميكية عمرو موسي وإحداث الحركة في المياه الراكدة. والتفاعل مع كل الأفكار والسعي الجاد لتطوير وتفعيل الجامعة والعمل العربي المشترك. كان لابد أن يحظي بأكبر قسط دون الأمناء السابقين من الجهد والنقد في ذات الوقت. خاصة أنه تولي الأمانة في فترة من أسوأ فترات العالم العربي. اشتدت فيها الخلافات وتفرعت النزاعات، وسط موجات عاتية من التغيرات علي الساحة العالمية. أنعكست بقوة علي العمل العربي المشترك، من تحالفات ونزعات هددت الوجود العربي نفسه. كان موسي الدرع القوي بكل أمانة وصبر وسلامة قصد ووضوح للرؤية ورجاحة العقل وهدوء الأعصاب. استطاع أن يبحر بالمركب وسط هذه الأنواء. طارحا المبادرات ومبلورا للأفكار ومقربا لوجهات النظر. بل وازدادت الجامعة في ظل أمانته فاعلية وتطويرا. ولكن بدا للجبل أن يلين. معبرا عن رغبته خلال القمة العربية الأخيرة في ترك المسئولية مع انتهاء فترة أمانته الثانية. بينما في نفس اللحظة يطرح أفكارا جديدة. ففيما هو يبغي الارتكان الي الراحة، مهموما بقضايا الأمة العربية. وتأتي هذه الرغبة من أنشط وأقوي أمين عام للجامعة العربية. في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن نقلة نوعية جديدة لتطوير العمل العربي المشترك. وفي ظل نشاط مكثف علي مستوي القادة، أيا كان المسمي الجديد للاتحاد العربي أو الجامعة. وهي مهام لن يستطيع رجل القيام بها سوي عمرو موسي. وما كان أبدا يتخلي عن مسئوليته في هذه الأوقات الحرجة من تاريخ الأمة. فإذا كنا نعيش السيئ الآن. فالأسوأ قادم.. ولكن هذا القادم الأسوأ له رجاله القادرون علي تحويله الي بر أمان. قد يكون هناك من يريد ابتعادك سواء أشخاصا أو دولا. ولكن يجب أن تنحي موسي الشخص جانبا، لتواصل أمانة المسئولية. إبق ياموسي.. نداء يصون مستقبل الأمة.. علي الأقل لنعرف الي أين نحن ذاهبون بالاتحاد الجديد!