جرت خلال الأيام الماضية ما يمكن أن نطلق عليه تسريبات مخابراتية، عن انتهاء سوزان مبارك من كتابة مذكراتها، واستعداد دار نشر بريطانية لنشرها قريبا، وقد عزز هذه التسريبات تقرير نشرته جريدة روزاليوسف اليومية - وكتبه الزميل توحيد مجدى- عما تتضمنه مذكرات زوجة الرئيس المخلوع. أهم ما كشفه تقرير روزاليوسف كان اتهام سوزان مبارك لعدد من رموز النظام الذين عملوا مع مبارك خلال فترات مختلفة بأنهم خونة، تخلوا عن زوجها وقت الثورة وراحوا يهاجمونه.
سوزان حددت ثلاثة بالاسم الأول هو الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وقالت إنه كان أول من تخلى عن زوجها..والثانى هو الدكتور حسام بدراوى الذى كان أحد قيادات الحزب الوطنى المبعدين بسبب آرائه الإصلاحية، وتولى رئاسة الحزب وقت الثورة ثم أعلن استقالته لعدم جدية الرئيس فى الاستجابة لمطالب الثوار..والثالث هو الدكتور مصطفى الفقى الذى أعلن منذ اليوم الثانى للثورة أن الرئيس يجب أن يأخد إجراءات إصلاحية، وفى فترة لاحقة طالبه بالرحيل، بل ونزل ميدان التحرير بعد موقعة الجمل مؤكدًا إدانة النظام فيها ومطالبًا برحيله.
غضبة سوزان مبارك على الثلاثة كانت لأنهم طالبوا مبارك بالتنحى – ليس واضحًا متى قال فتحى سرور هذا على وجه التحديد – لكنها وضعته على رأس قائمة الخونة.
طلبت سوزان مبارك أن يعتقل حبيب العادلى كلاً من مصطفى الفقى وحسام بدراوى وفتحى سرور – ويبدو أنها نسيت أنه رئيس مجلس الشعب لا يزال-، لكنه استمهلها بعض الوقت، ووعدها بتنفيذ ذلك فور أن تنتهى المظاهرات ويفشل الثوار، لأن اعتقالهم فى هذا الوقت يمكن أن يزيد غضب الثوار، كما أنه سيصنع منهم أبطالاً للثورة.
العادلى من جانبه كان قد كلف بعض مساعديه تحديدا فى جهاز أمن الدولة، بإعداد قائمة من السياسيين المعارضين والمفكرين والكتاب والأدباء والنشطاء والصحفيين، تمهيدًا لاعتقالهم بعد أن يحاصر الثوار ويقطع عليهم طريق إكمالهم الثورة..وإن كان استبعد اسم الدكتور سرور من القائمة بسبب وضعه البرلمانى.
مصطفى الفقى عندما وصلته هذه التسريبات لم ينزعج، لكنه علق بأنه كان ينتظر من سوزان مبارك أى انتقام إلا أن تحرض على اعتقاله، لكن بعدما وصلته إليه فإنه يعذرها فى تفكيرها الانتقامى والإرهابى الذى أبدته أيام الثورة.
علاقة مصطفى الفقى بسوزان مبارك مرت بمحطات درامية كثيرة، فقد اقترب منها خلال فترتى الثمانينيات والتسعينيات، وكانت ترسل له بكلماتها التى تلقيها أمام الندوات والمؤتمرات ليراجعها، بل طلبت منه أكثرمن مرة أن يكتب لها بعض هذه الكلمات، بل ساعدها فى إنشاء منظمة المرأة العربية وترأس الاجتماعات التحضيرية من خلال المجلس القومى للمرأة.
لكنه هذه العلاقة انتهت بمشادة جرت بين الدكتور الفقى وأحد موظفى أمانة المجلس القومى للمرأة، بسبب عدم وجود مقعد للفقى فى أحد المؤتمرات، علا صوت الفقى وهو ما اعتبرته سوزان إساءة لها، فكلفت جمال عبد العزيز سكرتير الرئيس أن يخبر الفقى بأن الهانم تريده أن يقدم استقالته من المجلس..ولما قالت فرخندة حسن أمينة المجلس لسوزان إن الدكتور الفقى لم يكن يعرف أنك موجودة أثناء المشاجرة، قالت: ولو..أنا محبش حد يرفع صوته فى مكان أنا رئيسته.