رحب الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم الاربعاء ببعض القوات الامريكية العائدة من العراق في اعلان رمزي عن نهاية الحرب التي استمرت نحو تسع سنوات واستنزفت القوات المسلحة الامريكية والحقت اضرارا بوضع الولاياتالمتحدة في العالم. ولم يصل اوباما في خطاب القاه امام الجنود في قاعدة فورت براج بولاية نورث كارولاينا إلى حد إعلان الانتصار في العراق لكنه وصف الانسحاب بأنه "انجاز غير عادي". وقال امام نحو ثلاثة آلاف من الجنود الذين تجمعوا في حظيرة للطائرات "إنهاء حرب أصعب من بدئها." واستقبل الجنود كلماته بالتصفيق. وقال اوباما انه على الرغم من التساؤلات الكثيرة بشأن ما اذا كان من الصواب ان تغزو الولاياتالمتحدة العراق فإن آخر الجنود الامريكيين "سيعبرون الحدود خارجين من العراق مرفوعي الرأس." واضاف "بالطبع لن يكون العراق مكانا مثاليا. لكننا نترك وراءنا عراقا ذا سيادة ومستقرا ويعتمد على نفسه بحكومة تمثله انتخبها شعبه. "نحن ننهي الحرب لا بمعركة نهائية وانما بمسيرة نهائية نحو ديارنا." وحتى هذا الاسبوع لم يبق في العراق سوى 5500 جندي امريكي بعد ان كان عدد هذه القوات قد وصل إلى 170 الفا في ذروة الحرب التي بدأها الرئيس السابق جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001. وألقت ميشيل اوباما التي تحدثت قبل زوجها مباشرة بتلميح ينتمي لخطاب الدعاية الانتخابية عندما اشادت بدور الرئيس في انهاء الحرب. وقالت امام الجنود في فورت براج "لقد أوفى بوعده بإعادة القوات بشكل مسؤول من العراق." ويحقق انهاء الحرب وعدا ساعد اوباما في الفوز في الانتخابات الرئاسية عام 2008 ويسمح للبيت الابيض بالتركيز بشكل اكبر على افغانستان إلى جانب المخاوف الاقتصادية في الداخل حيث يمثل ارتفاع معدل البطالة باعث قلق كبيرا للناخبين. لكن المنتقدين اتهموا اوباما بانهاء الحرب بشكل متسرع ليتناسب توقيت ذلك مع حملته الانتخابية وحذروا من ان الانسحاب يمكن أن يشجع المتمردين الذين لم يتوقف نشاطهم فضلا عن إيران المجاورة. وقال ميت رومني المنافس الجمهوري الرئيسي في السباق الرئاسي لعام 2012 في رسالة مفتوحة إلى اوباما اليوم الاربعاء ان "كلمات الترحيب بجنودنا العائدين ليست كافية" وان من "المخزي" ان العائدين من الحرب في العراق يواجهون بطالة تزيد على 11 في المئة وهو معدل اكبر بعدة نقاط عن النسبة الوطنية. واسفرت الحرب في العراق عن مقتل 4500 جندي امريكي و60 ألف عراقي على الاقل. وقال اوباما يوم الثلاثاء ان التكلفة الإجمالية للحرب ستصل إلى اكثر من تريليون دولار.