فقر وأمراض" بهذه الكلمات تتلخص حياة المواطن المصرى البسيط, فعلى الرغم من أن الصحف المصرية لا تخلو يوميًا من تصريحات براقة لمسئولين بالحكومة يتوعدون بحل الأزمة إلا أننا نجد العكس تمامًا تتغير خريطة الفقر والأمراض فى مصر بشكل سريع ومرعب فى ذات الوقت. ولم يعد غريبًا الآن على المصريين أن يستيقظوا صباح كل يوم على وفاة شخص أو اثنين وفى نتيجة مرض جديد وفتاك أو حتى مرض قديم عاد للظهور في ثوب جديد لتظل معاناة هذا أبدية.
خريطة الأمراض فى مصر
ظلت أنفلونزا الطيور التي ظهرت منذ (2006) ومن بعدها أنفلونزا الخنازير في (2009) ثم فيروس كورونا في(2014)، ورغم عدم انتشار الأخير في مصر، فإنه يظل التخوف من أن يصبح مقلقًا مثل جميع الفيروسات السابقة له، وسط عجز المنظومة الصحية عن التعامل معه.
وبالإضافة إلى الفيروسات الثلاثة التي ظهرت مؤخرًا، هناك أمراض عفا عليها الزمن وتوافرت الأدوية وطرق الوقاية منها، ورغم ذلك تستعيد قوتها لتضرب بجذورها في المحافظات، وعلى رأس هذه الأمراض "الملاريا" الذي عاد من جديد وأصاب عشرات الحالات في إحدى قرى محافظة أسوان.
وقد أرجع استشاريون تغير خريطة الأمراض إلى عدد من العوامل في مقدمتها التغيرات المناخية التي تحيى أمراضًا اختفت منذ زمن ومنها الملاريا التي تنتقل مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، بالإضافة إلى سوء أنظمة الترصد للأمراض المختلفة والكشف المبكر عنها في المحافظات، بالإضافة إلى وجود طب وقائي قوى داخل المحافظات لاكتشاف الأمراض المختلفة الجديدة والتي تظهر بعد القضاء عليها.
من جانبه، قال الدكتور علاء غنام، مدير برنامج الحق في الصحة، إن خريطة المرض في مصر تتغير باستمرار، مطالبًا وزارة الصحة بإصدار إحصائيات حديثة كل عامين بخريطة الأمراض، مشيرًا إلى أن آخر مسح صحي أصدرته الوزارة كان في عام 2006 وإلى الآن لم يصدر مسح جديد يوجد به الوضع الوبائي للأمراض في مصر.
وأشار إلى وجود 10 أمراض تسبب الوفاة هى: "القلب، الأوعية الدموية، الجهاز الدوري، السكتات القلبية، أمراض الجهاز التنفسي، الفشل الكلوى، أمراض الكبد ومضاعفاته.
ووفقًا لآخر إحصائيات وزارة الصحة فإن أمراض "الأنفلونزا والقلب والكبد والدفتاريا والجزام أو شلل الأطفال وحمى الوادى المتصدع موجودة بعدد من المحافظات، بينما تظهر أنفلونزا الطيور بشكل واضح في محافظات الصعيد والمحافظات الحدودية والريف أكثر من الحضر.
وأكد المسح الصحى الأخير لوزارة الصحة تفاوت نسب انتشار أمراض السرطان والقلب والجهاز التنفسى بكل المحافظات سواء في المحافظات الحدودية أو الحضرية أو الريفية أو الصعيد، فضلاً عن إشارته إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي الأسباب الرئيسية للوفاة في مصر، كما أن مرض السكر يؤثر في 7% من المصريين وتنتشر أمراض القلب والأوعية الدموية على نطاق واسع.
وعن أمراض ضغط الدم، أثبتت الإحصائيات أن سكان المدن الحضرية أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم من سكان الريف، وأن 17 % من أبناء الصعيد يعانون ارتفاع ضغط الدم، بينما 13% من المواطنين بسكان المحافظات الحدودية يعانون المرض نفسه.
وبحسب المركز المصري للحق في الدواء فإن أبرز الأمراض القاتلة "العدوى بفيروس التهاب الكبد الوبائى (سي) وهو مشكلة صحية عامة رئيسية في مصر، وكانت نسب الإصابة به في المناطق الريفية 92% منه في المناطق الحضرية، 81 % وينتشر في محافظات الحدود بنسبة 79%.
كما انتشر في نهاية العام الماضى وبداية العام الحالى مرض الالتهاب الرئوي ومضاعفاته بصورة كبيرة بمحافظتي الدقهلية والقليوبية، في حين بلغ انتشار مرض الأنفلونزا الموسمية المعروف بأنفلونزا الخنازير في محافظات الدلتا 53% من نسبة الإصابات، والقاهرة الكبرى 34%، والصعيد 10% والمدن الحدودية 3%، من نسبة الإصابات به.
وفى مايو 2004، كانت آخر حالة إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في أسيوط، وعندما تم الحصول على عينات بيئية من عدد من المحافظات، أشارت العينات إلى إيجابيتها لدى بعض الوافدين الحاملين للمرض من محافظة الفيوم في عام 2005، فضلاً عن حالتين بمحافظة الجيزة في 2008، وحالة في أسوان، كما تم اكتشاف حالات بالقاهرة وعينات أخرى في الإسكندرية والإسماعيلية آخرها في نوفمبر 2012.
ومن الأمراض المعدية التي تظهر بصورة موسمية "الغدة النكافية"، ودائمًا تظهر مع بداية الموسم الدراسى في محافظاتالشرقية والقاهرة والغربية والجيزة والمنيا والمنيا والقليوبية، فيما يأتى مرض حمى الوادى المتصدع الذي ينتقل من الحيوان للإنسان ويوجد في الأبقار والماشية والخنازير ودخل المرض مصر لأول مرة في أغسطس 1977 بأسوان، وحدث التفشى الوبائى من المرض خلال عامين بأسوانوالشرقية والإسماعيلية وقناوالجيزة وبلغت الحالات المصابة به 18 ألف حالة.
وظهر مرض الجذام فجأة في مناطق بالصعيد، خصوصًا في مركزى قنا وإسنا، ثم امتد إلى نجع حمادى وأصاب ما يقرب من 529 مواطنًا، بعد أن أعلنت وزارة الصحة أن معدل انتشار المرض وصل إلى أقل من حالة واحدة من بين كل 10 آلاف شخص منذ عام 1994.