عيش الإنسان في دوامة حرب لا تنتهي مع "الفيروسات" منذ بداية الخلق إلى الآن وإلى الأبد بدءًا من إنفلونزا الطيور والخنازير إلى الكورونا والإيبولا، ولكن العالم الآن يعيش حرب فيروسات من صنع الإنسان تسمى "حرب فيروسات بيولوجية مهجنة". فمازال العلماء يكتشفون فيروسات جديدة منها مؤذٍ للإنسان وغير مؤذٍ مثل فيروس "Pithovirus" التي أفادت مجلة science daily العلمية، في شهر مارس، أن العلماء اكتشفوه في شرق سيبيريا ، وقالوا إنه مدفون تحت الأرض ومتجمد منذ 30 عامًا ولا يؤذي الإنسان والحيوان.
كما اكتشف العلماء عام 2012 فيروسًا جديدًا قاتلًا في الصين تسبب في وفاة ثلاثة عمال في منجم جنوب غرب الصين إثر إصابتهم بالتهاب رئوي حاد، وأوضحت مجلة "ساينس ماج" الأمريكية، أن هذا الفيروس الجديد يشبه فيروس henipaviruses القاتل الذي تم اكتشافه منذ 20 عامًا في أستراليا وتسبب في مقتل الأحصنة وبعدها أربعة أشخاص تعاملوا مع الأحصنة المريضة بشكل مباشر.
ولكن الجديد أن "الفيروسات" ليست وليدة الطبيعة وعوامل الجو فقط، فالإنسان يبتكر فيروسات قاتلة أيضًا ليهدد بها العالم أو لمجرد التجربة مثل العالم "يوشيهيرو كاواوكا" الأستاذ بجامعة ويسكونسن ماديسون، الذي تمكن من اختراع سلالة جديدة قاتلة من فيروس إنفلونزا الخنازير لا يوجد لها أي لقاح، ومن المحتمل أن يقضى هذا الفيروس على مئات الملايين من البشر أو ربما حتى بليون. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في يوليه الماضي أن العلماء قلقون من هذا الفيروس مثل العامة تمامًا، فقد كشف " كاواوكا" عما فعله في اجتماع سري هذا العام، ويبدو أن زملاءه من علماء الفيروسات كان رد فعلهم مليئًا باليأس.
ومن جانبه، قال "مارك ليبستكش"، أستاذ علم الأوبئة في كلية هارفارد للصحة العامة: "أقلق كثيرًا بشأن أن يتسبب ما حدث في انتقال الفيروسات الجديدة طوعًا أو كراهيةً، فهذه مخاطرة حتى إذا كانت في معامل آمنة".
وقد تبتكر الدول تلك الفيروسات لأغراض سياسية مثل د جيفري تاوبينبرجر من معهد القوات المسلحة الأمريكية الذي تمكن من استعادة فيروس الأنفلونزا الإسبانية من خلال إستئصاله من الحمض النووي الفيروسي بجثث الضحايا في منتصف التسعينيات.
ومن منظور الحد من التلسيح، قال موقع "رينس" الأمريكي: سيكون الأمر أكثر حساسية إذا شرَعت المؤسسة البحثية العسكرية الأمريكية في إعادة الأمراض الخطيرة للعالم.
وقال عالم الأحياء "فان أكين": "إذا عمل "جيفري" في المعمل الصيني أو الإيراني، قد ينظر إلى عمله كجزء من حرب بيولوجية هجومية".
وفي هذا الصدد، اتهمت منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان، أغسطس الحالي، الدول الأوروبية بشن حرب فيروسات بيولوجية مخلقة ومهجنة على مدى سنوات في معامل أستراليا وألمانيا لإبادة سكان القارة الأفريقية، آسيا، كوريا، أمريكاالجنوبية والهند محاولةً لتقليل عدد السكان ومواجهة أزمة الغذاء.