"أقبل وجود مجموعة لا تكون على توافق معنا، وتعيش وسطنا، لكن بشرط ألا تؤذينا أو تؤذي بلادنا، والله والله والله لن نسمح لأحد أن يهد هذه البلد، وأقول مجددًا والله لن نسمح لأحد أن يهد مصر". كان هذا جزءً من خطاب مطول ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمناسبة تدشين محور قناة السويس، اليوم الثلاثاء، وهي بمثابة رسالة مبطنة إلى جماعة الإخوان، التي انحرفت عن مسار الحياة السياسية عقب عزل الرئيس المنتمي إلى جماعتهم محمد مرسي، تدعوهم إلى العودة إلى أحضان الدولة المصرية، بحسب ما أكد عدد من الخبراء في شئون الحركات الإسلامية، وأن الكرة الآن أصبحت في ملعب الجماعة، إذا ما أرادت العودة إلى السياق الوطني الذي انحرفت عنه خلال عام ونصف تقريبًا، ارتكبت فيه الكثير من المجازر بحق الشعب المصري. سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، رأى أن "الدولة المصرية تواجه مشكلات على الحدود، لذا فهي تحتاج إلى الهدوء في الجبهة الداخلية حتى يتسنى لها الانطلاق في المشروعات الكبرى وجذب الاستثمارات"، مشيرًا إلى أن الرئيس بهذه الجملة يوجه رسالة مبطنة إلى قيادات الإخوان بالعودة إلى الصف الوطني ونبذ العنف، لمن لم يتورط في دماء المصريين. وأشار إلى أنه "قبل عيد الفطر بأيام قليلة، تم إطلاق سراح عدد من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات، ما يعطي انطباعًا بأن هناك توجهًا عامًا بعدم التشدد في التعامل معهم، مقابل التعامل بقوة وحسم مع المتهمين في قضايا متكاملة الأركان، خاصة وأن عدد أعضاء الجماعة ليس بالقليل". وأضاف "عيد" أن الرئيس يفتح الباب مرة أخرى أمام من لا يمارس العنف المسلح لمراجعة نفسه، ويريد العودة إلى المسار الوطني، وربما يكون هناك تفاهمات من الأبواب الخلفية (حسب قوله)، وعلى الإعلام أن يخفف من التصعيد الكبير الذي يزيد من الاستقطاب واستدعاء مشاعر الكراهية. من جانبه، قال أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن "السياسة الطبيعية لأي حاكم عاقل أن يُبقي الباب مفتوحًا أمام التيارات المتناقضة مع الدولة، لذا يترك السيسي الباب مفتوحًا أمام الإخوان لاستيعاب العقلاء من هذا التيار". وأضاف، السيسى يبعث برسالة غير صريحة للإخوان، بأنه لا يمانع في عودتهم، شرط عدم إيذاء الدولة، مشيرًا إلى أن الأوفق للمرحلة القادمة الدخول في مرحلة تفاوض مباشر بين الدولة وقادة الجماعة دون وجود وسطاء، لعودة الهدوء للشارع المصري. أما ماهر فرغلي، الباحث الإسلامي، فلفت إلى أن "حديث السيسي ليس بالجديد وتكرار لما قاله في السابق"، موضحًا أن "الدولة المصرية تتعامل مع التيارات الإسلامية بناء على 3 سياسات هي: سياسة الإقصاء، وهي ما اتبعها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وسياسة الاحتواء، وهي التي اتبعها أنور السادات، والطريقة الاخرى هى التى اتبعها حسنى مبارك منطقة وسط حظر الجماعة والسماح لها بالعمل فى نفس الوقت، وهو ما يتحدث عنه المشير. وقال "فرغلي"، إن "الرئيس يوجه رسالة للإخوان، اعتنق ما تشاء من أفكار دون مناهضة الدولة، من خلال التواجد على الأرض وقانونيا ليس لهم وجود، وكذلك الفصل بين العمل كجماعة دعوية، والعمل في السياسة، بما يشكل في النهاية عودة منقوصة، تتمثل في أن تحمل أفكارًا لا تصطدم مع الدولة. وأضاف أن "السيسى يوجه رسالة لأعضاء الجماعة بترتيب أفكارهم مرة أخرى والباب مفتوح لهم اذا أرادوا ذلك