التبادل التجاري بين مصر وسنغافورة يسجل 137 مليون دولار خلال 6 أشهر    محمود محيي الدين: يجب أن يسير تطوير البنية التحتية التقليدية والرقمية جنبًا إلى جنب    مصر وسنغافورة توقعان 7 مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون المشترك    مصر ترحب باعتزام البرتغال الاعتراف بالدولة الفلسطينية    واشنطن بوست: وسط المجاعة والقصف.. الديمقراطيون يراجعون موقفهم من إسرائيل    مصطفى عسل وهانيا الحمامي يتوجان ببطولة CIB المفتوحة للإسكواش 2025    مجلس الشمس يشكر وزير الرياضة بعد نجاح جمعيته العمومية    فليك: يامال سيتوج بالكرة الذهبية يوما ما    وزير الثقافة ينعى مجدي قناوي المدير السابق للأكاديمية المصرية بروما    «الصحة» تبحث التعاون مع مستشفى رينجي الصينية بمجالات التكنولوجيا الطبية    9 كليات بنسبة 100%.. تنسيق شهادة قطر مسار علمي 2025    تحت شعار «عهد علينا حب الوطن».. بدء العام الدراسي الجديد بالمعاهد الأزهرية    أكاديمية الشرطة تنظم دورة لإعداد المدربين في فحص الوثائق    ترامب: نجري محادثات لاستعادة قاعدة بغرام بأفغانستان.. وإعادة تأسيس وجود عسكري أمريكي صغير هناك    الولايات المتحدة تلغي «الحماية المؤقتة» للسوريين    رئيس جامعة حلوان: لدينا 37 جنسية و7 آلاف طالب    أجواء احتفالية أثناء استقبال الطلاب في أول أيام العام الدراسي الجديد بجامعة أسيوط    إزالة 11 حالة تعد على الأراضى الزراعية ب5 قرى بمركز سوهاج    تشكيل ريال مدريد - رباعي يقود الهجوم ضد إسبانيول.. وجارسيا أساسي    بهدية صلاح.. ليفربول يتقدم على إيفرتون في الديربي    الدوري الإنجليزي.. محمد قدوس يقود تشكيل توتنهام ضد برايتون    "بحضور لبيب والإدارة".. 24 صور ترصد افتتاح حديقة نادي الزمالك الجديدة    رامي ربيعة يعود للتشكيل الأساسي مع العين بعد غياب 3 أسابيع    نص أمر إحالة رمضان صبحي للمحاكمة الجنائية بتهمة التزوير    حملات موسعة لإزالة الإشغالات واستعادة المظهر الحضاري بشوارع الزقازيق    بعد معاناة طويلة.. القليوبية تنهي أزمة طلاب ورورة بسور وبوابات جديدة (صور)    «الداخلية» توضح حقيقة مشاجرة سيدتين واستدعاء إحداهما ضابطا للتعدي على الأخرى بالشرقية    "كان بيعدي الطريق".. مصرع طالب بالعلاج الطبيعي في حادث مأساوي بالقليوبية    تحذيرات من النظر.. كسوف جزئي للشمس غدا الأحد (تفاصيل)    المشدد 7 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لمتهمين بالاتجار فى المواد المخدرة بقنا    إطلاق مبادرة لنظافة شوارع القاهرة بمشاركة 200 شاب    انطلاق الدورة الثالثة من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة الخميس المقبل    بالتخصص.. كريم عبد العزيز يتصدر موسم صيف 2025 ب"المشروع x"    كاتب "Bon Appétit, Your Majesty" يرد على الانتقادات: "لم نختلق شيئًا واستندنا إلى وثائق"    "مش قادرة أقعد وشايفاكم حواليا" رسالة موجعة لفتاة مطروح بعد فقدان أسرتها بالكامل (فيديو)    نيكول سابا تخطف الأضواء خلال تكريمها في حفل "دير جيست"    موعد صلاة العصر.. ودعاء عند ختم الصلاة    بالصور.. تكريم 15 حافظًا للقرآن الكريم بالبعيرات في الأقصر    ماذا يعلمنا دعاء الوتر؟.. رئيس جامعة الأزهر يوضح    دليل مواقيت الصلاة اليومية اليوم السبت 20 سبتمبر 2025 في المنيا    محافظ الأقصر يكرم عمال النظافة: "أنتم أبطال زيارة ملك إسبانيا" (صور)    المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل تستهدف 12 مليون مواطن    وزير الصحة يبحث مع مسئولي هواوي التعاون في التكنولوجيا الطبية    طريقة عمل العيش الشامي في البيت، توفير وصحة وطعم مميز    ليفربول ضد إيفرتون.. محمد صلاح يقود هجوم الريدز فى ديربي الميرسيسايد    خطة شاملة لتعزيز الصحة المدرسية مع انطلاق العام الدراسي الجديد    الأردن يفوز بعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية    رئيس جامعة بنها يهنئ الطلاب بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد    اتفاقية تعاون بين التخطيط القومي وتنمية المشروعات لدعم استراتيجيته وتطوير برامجه    مركز حقوقي فلسطيني: الاحتلال يحاول خلق أمر واقع تستحيل معه الحياة بغزة لتنفيذ التهجير القسري    من كنوز الفراعنة إلى سبائك الصاغة.. حكاية الأسورة الضائعة من المتحف المصري    9 محظورات للطلاب بالعام الدراسى الجديد.. تعرف عليها    «مفرقش معايا كلام الناس»| كارول سماحة ترد على انتقادات عملها بعد أيام من وفاة زوجها    بينها أطفال بلا مأوى وعنف ضد نساء.. التضامن: التدخل السريع تعامل مع 156 بلاغا خلال أسبوع    مدير مدرسة بكفر الشيخ يوزع أقلام رصاص وعصائر على تلاميذ الصف الأول الابتدائي    مدبولي: وجود بنية أساسية متطورة عامل رئيسي لجذب الاستثمارات في مصر    القومي للمرأة ينظم لقاء حول "دور المرأة في حفظ السلام وتعزيز ثقافة التسامح"    دعاء كسوف الشمس اليوم مكتوب كامل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



6 مصالحات بين الإخوان والأنظمة.. والحصيلة" إرهابية"
80 عامًا من الشد والجذب

استقبلوا الملك بالأناشيد وانقلب عليهم بسبب"تطبيق شرع الله".. هربوا من وثيقة المصالحة مع عبد الناصر لرغبته فى الانفراد بالحكم.. الانفتاح قطع شهر العسل بينهم وبين السادات.. فرحوا بمصالحة مبارك فحكم عليهم بالحظر.. وصولوا للحكم بصفقات فحولها العسكر لإرهابية
الإخوان: رغبتنا فى الإصلاح لا ترضى الأنظمة.. وسياسيون: الأطماع السياسية والتعنت أدخلهم مع الأنظمة فى نفق مظلم

6 مصالحات بين الإخوان والأنظمة المتعاقبة على حكم مصر، فشلت جميعها لأسباب عدة، فكان للجماعة نصيب فيها وكان لتلك الأنظمة الحظ الأوفر، ولعل سعى الإخوان للحكم والأفكار الإصلاحية والرغبة فى إصلاح الدولة سببًا رئيسيًا فى رغبة الأنظمة فى القضاء على الجماعة، والملاحظ فى المصالحات الست أنها أبرمت مع بداية حكم كل نظام ولكن تعثرت بسبب آراء الجماعة ونظرتها للمتغيرات الاجتماعية والسياسية .
ترصد "المصريون" فى هذا الملف تاريخ المصالحات الست، بين الإخوان والأنظمة وأسباب فشلها، كما يروى سياسيون وقيادات بالتيار الإسلامى من بينها الإخوان شهادتهم وروايتهم حول هذا الأمر .

بدأت ب"طلع البدر علينا" ومرت بوثيقة عبد الناصر وانتهت بمغادرة الحكم
ب"طلع البدر علينا" بدأت مصالحات الإخوان والأنظمة المتعاقبة فأرسلت الجماعة أفواجًا عدة لتهنئة الملك بوصوله للحكم مسطرة تاريخ أول المصالحات مع الأنظمة السياسية، ولكن سرعان ما فشلت أولى تلك المصالحات بقيام الإخوان بتقديم عريضة للملك يطالبون فيها بإلغاء البغاء الرسمى والسرى وتحريم الخمر، ومحاربة السفور والإباحية كما طالبوا بتحريم المقامرة وسن قانون يمنع الربا، وطالبوا بالعناية بالتعليم والمساجد إلا أن تساهله ورفضه لتلك الأفكار دفعه للتحالف ضد جماعة الإخوان والسعى للقضاء عليها ولكن رحيله قدر للجماعة أن تستمر .
و فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وبالتحديد عام 1954، حيث قام بعقد مصالحة أولية مع الإخوان فأفرج عن جميع الإخوان المعتقلين بمن فيهم حسن الهضيبى مرشد الجماعة، بل قام بزيارته فى منزله فى نفس يوم الإفراج عنه وكان يسعى عبد الناصر من وراء ذلك أو ما يسمى بأهداف الطرف الآخر وهو الحصول على دعمهم فى مواجهة محمد نجيب داخل الجيش .
وبرغم تعثر المصالحة إلا أن عبد الناصر توجه للشيخ محمد فرغلى أحد مؤسسى جماعة الإخوان فى مدينة الإسماعيلية، واتفقا على التصالح بين الإخوان والثورة التى قادها الضباط الأحرار وعقد ميثاق بين الطرفين كان على مبدأين أولهما أن يقر الإخوان بشرعية الثورة فى أن تحكم مصر لمدة خمس سنوات فى مقابل ذلك أن تطلق الثورة يد الإخوان فى تربية الشباب على الإسلام دون أن يتطرقوا إلى السياسة فى نفس المدة التى اتفقوا عليها .
إلا أنه مع اختفاء الشيخ فرغلى واختفاء وثيقة العهد مع عبد الناصر اشتاط عبد الناصر غضبًا فقرر الانتقام من الإخوان لتبدأ مرحلة الاعتقال والقبض والقتل لعدد كبير من قياداتها .
ومع حلول عهد الرئيس الراحل أنور السادات، كانت الفرصة قوية ومواتية لعودة جماعة الإخوان المسلمين مجددًا وكانت فرص المصالحة كبير للغاية بين الجماعة والنظام، فسعى السادات لفتح أبواب السجون وإطلاق الحريات الشخصية والاعتقاد، كما سمح للإخوان بالتحرك فى الشوارع والقرى والأرياف فكانت أيدهم القوية تتحكم فى غالبية الشعب عبر المنابر الدينية والسياسية ولم يمر شهر العسل طويلا بين الجماعة والسادات فكانت سياسة الانفتاح القشة التى قصمت ظهير البعير كما يروى المثل الشعبة، وبدأت حلقة جديدة من الصراع فأصدر السادات أمرًا باعتقال عدد كبير من قيادات الجماعة وفتحت السجون مجددًا.
وبعد اغتيال السادات فى أكتوبر 1981، خلفه حسنى مبارك الذى اتبع فى بدايات حكمه سياسة المصالحة والمهادنة مع جميع القوى السياسية ومنها الإخوان وكانت فترة سماح عاد فيها الإخوان بقوة إلى الحياة السياسية وشاركوا فى الانتخابات ووصلوا إلى البرلمان لأول مرة فى حياتهم وبوفرة وكثرة وكانت لهم أعمالهم ومشروعاتهم الاقتصادية المتوسعة، وسيطروا على معظم نقابات مصر إلا أن خشية مبارك من تمدد يد الإخوان دفعته للانتقام منهم عبر تحويلهم لجماعة محظورة واستغلال القوانين فى القضاء عليهم .
ثم تأتى المصالحة الكبرى مع الإخوان بعد 25 يناير، وتحويل الجماعة المحظورة إلى حزب معترف به وسيطرتها على كل مفاصل الدولة السياسية حتى وصولها إلى سدة الحكم زلك سرعان ما لفظتهم الدولة وعادت الجماعة بخارطة الطريق المعلنة فى 3 يوليو لجماعة إرهابية غير معترف بها، وتفشل كل المصالحات السياسية مع الجماعة لتصل حجم المصالحات لست مصالحات انتهت جميعها بالفشل .
....................................................................
فشل المصالحات
اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين، أن رغبتها الدائمة فى الإصلاح هى السبب الرئيسى لإقصاء جميع الأنظمة لها عبر العقود السابقة وعدم وجود تصالح مع السلطة، فيما أكد مدنيون أن حلم الخلافة الإسلامية الذى سيطر على الإخوان أفشل كل المصالحات وجعلهم دائمًا فى مواجهة الأنظمة .
وقال الدكتور محمد سراج القيادى بالحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، إن الفكر الإصلاحى لجماعة الإخوان فى جميع العصور كان سببًا فى قيام الأنظمة باضطهاد الجماعة واعتقال وقتل قياداتها والزج بهم فى السجون، موضحًا أن الجماعة ظلت تنصح الملك فاروق خلال حكمه كما دعته للحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وقدموا عريضة للملك يطالبون فيها بإلغاء البغاء الرسمى والسرى وتحريم الخمر، ومحاربة السفور والإباحية، كما طالبوا بتحريم المقامرة وسن قانون يمنع الربا وطالبوا بالعناية بالتعليم والمساجد إلا أن تساهله دفعه للتحالف ضد جماعة الإخوان .
وحتى فى عهد عبد الناصر فعلى الرغم من كونه مناصرًا للجماعة إلا أنه مع وصوله للحكم قام بالزج بهم فى السجون واعتقالهم وإعدام بعضهم، وهكذا تواصل تاريخ الجماعة مع الأنظمة إلى أن وصل لحالة سيئة للغاية فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، موضحًا أن فشل التصالحات دائمًا سببه الرئيسى رغبة الأنظمة فى القضاء على جماعة الإخوان إلا أن فشلها دفعهم للانتقام عبر الحشد والقتل ضد الجماعة .
فيما أكد خالد سعيد المتحدث باسم الدعوة السلفية والقيادى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، أن الاحتلال الإنجليزى لترك لمصر مجموعة من النخبة والعلمانيين التابعين له لإجهاد أى مشروع إسلامى يطمح إلى إعادة الخلافة الإسلامية وبناء قوة فى بلاد الشرق، الأمر الذى يضر بمصالح الغرب والصهاينة بشكل مباشر لذلك حارب عملاء الغرب بكل قوة التيار الإسلامى وعلى الأخص جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن هذا العداء أيدلوجى لدرجة أنه يريد أن يمحيك من الوجود، مشيرًا إلى أن الإمام حسن البناء عندما أسس جماعة الإخوان المسلمين كان من ضمن أهدافه إعادة الخلافة الإسلامية وكذلك عمل على محاربة اليهود فى عام 1948 عندما احتلت إسرائيل فلسطين .
وأضاف خالد سعيد، أن السعى للوصول إلى السلطة ليس عيبًا ولا جريمة على الإطلاق كما يروج بعض العلمانيين وإنما الاتهام الحقيقى أن هناك من يريد إقصائهم من الظلمة الدكتاتوريين، لعلمهم أن التيار الإسلامى يحمل مشروعًا حضاريًا مختلفًا تماماً عن الهيمنة الغربية ووكلائها فى الداخل، مؤكدًا أن التيار الإسلامى سيستمر رغم أنف القوى العلمانية ولو اجتمعت جيوش العالم للقضاء عليه لن تستطيع لأننا قدر الله على الأرض .
وأشار سعيد، إلى أن وصول الإخوان المسلمين جاء إلى السلطة عن طريق الانتخابات الحرة النزية وبإرادة هذا الشعب لأول مرة فى تاريخ هذا الوطن، مؤكدًا أنه لو تواجدت أى انتخابات نزية مستقبلا بعد هذا الانقلاب ستنال الحركة الإسلامية الأغلبية أيضا وستصل إلى السلطة.
كما أكد أن المتعنت فى عملية المصالحة هم القوى العلمانية والنظام الانقلابى فنحن نطالب بعودة الوضع القانونى والشرعى للبلاد وأن تكون آخر مؤسسة على الأقل موجودة وهى الرئاسة وبعد ذلك يقرر الشعب بقائها من عدمه بعيدًا عن الجيش لأن مهمة الجيوش حماية الأوطان وليس العمل السياسى .
من جهته أكد أحمد بهاء الدين شعبان القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى أن جميع الأنظمة احتضنت جماعة الإخوان المسلمين بداية من الملك فاروق ووقوفهم مع إسماعيل صدقى والنظام الملكى ضد الحركة الشعبية والطلابية ضد الملك وقتها وكذلك حدث نفس الأمر بعد قيام ثورة 52 وتولية الرئيس جمال بعد الناصر السلطة حينما قام بضرب جميع الأحزاب السياسية وأبقى على جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن الإخوان كان لديهم طمع شديد فى الحكم وهذا ما أغلق كل نوافذ الحوار معهم، الأمر الذى أغضب الرئيس عبدالناصر ضدهم خاصة بعد محاولة اغتياله الشهيرة فى حادثة المنشية حتى اضطر لوضعهم فى السجون بعدما انكشفت نيتهم السوداء ضد الوطن .
وأضاف شعبان، أن الرئيس محمد أنور السادات بعد توليه للحكم قام بالإفراج عن عناصر الإخوان المسلمين والإسلاميين من السجون وفتح ذراعه لهم للاندماج فى الحياة السياسية أعاد لهم صحفهم وانتهى الأمر فى النهاية بقتله على يد عناصر إسلامية مؤكدا أن فشلهم على مدار جميع الأنظمة التى حكمت مصر جاء لرغبتهم بالسيطرة على الحكم بأى شكل من أجل إقامة حلم الخلافة الإسلامية .
وتابع شعبان، أن هذه الجماعة انتهت بعد ثورة 30 يونيه ولا يمكن التصالح معها أبدا بعد كل وسائل الإرهاب والعنف التى تستخدمها ضد الوطن وخاصة بعد تعنتهم بوصف ما حدث فى 30يونيه بأنه انقلاب عسكرى حتى طالبوا برجوع مرسى إلى الحكم ومجلس الشعب وكذلك مجلس الشورى، بالإضافة إلى محاكمة السيسى وبعض السياسيين الأمر الذى أغلق كل نوافذ الحوار معهم أو أى نية للمصالحة مع هذه الجماعة.
............................................................................
عناد الإخوان صخرة تتحطم عليها المصالحات
أسدل باحثون في الإسلام السياسي، الستار عن تاريخ المصالحات التي تمت بين جماعة الإخوان والأنظمة المتعاقبة، مؤكدين أن الجماعة هى من بيدها الحل وحدها، ومن طرق انتهاء الأزمة الراهنة بين التنظيم والدولة بأن يعلنوا توبتهم ويقبلوا بخارطة الطريق ويخرجوا من المشهد السياسي ربما يغفر لهم المجتمع ما اقترفوه من ذنوب في حقه.
كشف منير أديب، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، عن أن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بأنظمة الحكم السابقة كانت علاقة متفاوتة ولم تكن على وتيرة واحدة فمرت هذه العلاقة بمراحل صدام، وكانت تشهد علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالأنظمة الحاكمة مرحلة احتواء سواء من قبل النظام أو من خلال الجماعة نفسها، فعلى سبيل المثال كان حسن البنا، المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين، على علاقة قوية بالقصر الملكي وكان يعتبر الملك هو خليفة المسلمين، محاولًا استثارة نزعته الدينية. وتوترت العلاقة بين الإخوان والملك بمقتل حسن البنا على يد الإنجليز وبمعاونة الملك.
ولفت أديب، إلى أن العلاقة توترت فيما بعد بالرئيس عبد الناصر، وكان الإخوان مسئولين عن جزء كبير من هذه العلاقة المتوترة بالنظام السياسي بسبب محاولة استحواذهم على ثورة 1952، واعتقاد الإخوان أنهم مسئولون عن نجاح هذه الثورة وهم أوصياء عليها. وصار الصدام مع عبد الناصر والجماعة بعدما كانت تجمعه علاقة قوية بالمستشار حسن الهضيبي، المرشد الثاني لجماعة الإخوان.
و أشار أديب، إلى أن أيام السادات تغيرت هذه الخصومة إلى علاقة طيبة وكان السادات يستخدم الإخوان لضرب خصومه من رجال عبد الناصر، فأتاح لهم العمل الدعوي، وتوترت العلاقة بين السادات والتنظيمات الإسلامية حتى انتهت بمقتل السادات على يد الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد.
وقال أديب، إن جماعة الإخوان المسلمين كانوا على علاقة قوية بالرئيس السابق حسنى مبارك وقت أن كان نائبًا للرئيس السادات، وأنهم كانوا يتوددون له ويعتبرونه أبًا لكل المصريين وكان كثيرًا ما تتم اتفاقيات بين الدولة والإخوان والدليل أعضاء الإخوان 88 في مجلس الشعب الذي كان باتفاق مع الحزب الوطنى الحاكم آنذاك، وتوترت العلاقة بعد إمساك جمال مبارك ورجاله بزمام الأمور وإقصاء جميع التيارات المدنية والدينية من الحياة السياسية.
حتى جاءت ثورة 25 يناير ولحق الإخوان بركب الثورة، فادعوا بأن هم من فجروا الثورة وأنهم سبب رئيس في نجاحها حتى جاء ارتماؤهم في حضن المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي، الذي نفذ لهم الكثير من مطالبهم، فادعوا أن من يهاجم المجلس العسكرى بأنه خائن وعميل، حتى توترت العلاقة بسبب تمرد جماعة الإخوان ورغبتها في الوصول للحكم بطريقة أسرع والرغبة في استحواذهم على كل شىء.

وأضاف منير، أن خروج الإخوان من الأزمة الراهنة بأن يعتذروا للشارع، عما أجرموه في حقه بعد ثورة 25 يناير، وأن يقدموا ديات للذين قتلوا بتحريض منهم, أو من كانوا هم سببًا في قتلهم، وأن يعتزلوا الحياة السياسية لفترة طويلة حتى يعيدوا ترتيب أوضاعهم من جديد ويضمدوا جراحهم وجراح من جنوا عليهم.
و قال مختار نوح، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والأنظمة الحاكمة كانت تشهد نوعًا من التفاؤل في بدايتها ولكن سرعان ما كانت تنقلب الجماعة على النظام الحاكم بسبب خلافات في إيديولوجيات الفكر ورغبة الجماعة في الاستحواذ.
وأكد أنه كان هناك تفاهم غير مكتوب بين الرئيس مبارك، ومرشد الإخوان عمر التلمسانى، الذي اتبع المنهج السلمي وتغيير الخطايا التى وقع فيها سابقوه، واعتمد على الفكر الدعوي حتى جاء المرشد مصطفى مشهور عن طريق "بيعة المقابر" حتى بدأت الجماعة فى الخروج من نطاق العلانية إلى الدخول في حيز الظلامية.
وكشف نوح، عن أن الإخوان هم وراء فشلهم السياسي لأنهم لم يتدربوا على العمل السياسي من قبل، فعندما أمسكوا بالغنيمة لم يتمكنوا من التعامل معها، وكان هذا جليًا في سياسة العمل النقابي وعلى سبيل المثال تم تعيين 22 إخوانيًا في نقابة المحامين لا يوجد بهم واحد يفهم شيئًا في العمل النقابي، لفقدهم العقليات الابتكارية، فمثلًا منهم محام عن محمد مرسي الآن لا ينتمي إلى الإخوان هو سليم العوا، واضطروا بعد ذلك أن يأتوا بالدماطي وهو ليس محاميًا سياسيًا وهو يساري لايؤمن بفكر الإخوان.
__________________________________
سياسيون: صفقات الإخوان مع الأنظمة وسعيها للحكم وراء فشل مساعى التصالح
لخص سياسيون وخبراء أسباب فشل المصالحة بين الدولة من جهة وبين جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدين أن طمع الإخوان فى الحكم وعقد صفقات سرية مع الأنظمة كانت أهم أسباب فشل التصالح والمعارك التى دارت بينهم وبين الحكام، مؤكدين أن درجة المصالحة ترتبط بقوة الجماعة فى الشارع وقوة الظهير الشعبى للنظام.
وقال عمار على حسن، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن الدولة طيلة الوقت فى تصالح مع الإخوان، وسرد "حسن" المصالحات التى تمت بين جماعة الإخوان المسلمين والدولة على مر عقود مضت قائلًا إن أول مصالحة كانت بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام السياسي القائم بعهد عبد الناصر بعد تورطهم فى حادث اغتيال النقراشى باشا والمستشار أحمد الخازندار مرورًا بحوار مصالحة آخر تم بين الجانبين بعد اغتيال حسن البنا سنة 1949م، ومن بعدها حدثت أبرز التصادمات التى تمت بين الإخوان والسلطة كانت على عهد الرئيس جمال عبد الناصر لأن الإخوان تآمروا على الثورة محاولين أن يحولوهم إلى أداة لتحقيق المشروع الإخوانى فتسبب ذلك فى صدام، وبعد ذلك حدثت مصالحة جديدة فى عهد الرئيس محمد أنور السادات، فتم فتح الباب كاملًا لهم ومارسوا الحريات السياسية ولكن سرعان ما فشلت تلك المصالحة بمقتل السادات.
وفى عهد مبارك تم حظر الجماعة وبعد ذلك دخلوا الانتخابات الرئاسية 1994 فتم استيعابهم داخل النظام السياسى، وبعد ذلك حدث أكثر من مرة اتفاقات أمنية مع السلطة منها الحشد فى استاد القاهرة بتنسيق مباشر بين السلطة والإخوان فى المظاهرات التى انطلقت للتنديد بالعدوان الأمريكى على العراق عام 2003، ولآخر وقت كانت هناك صلة جيدة بين الإخوان والنظام إلى أن قامت ثورة 25 يناير.
اعتبر حسن، أن فشل جميع المصالحات يعود للتحجر الفكرى، حيث إن الجماعة لا تراجع أفكارها فى حين تغير كثير من الجماعات أفكارها وإستراتيجيات أدائها عدا جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن الجماعة بحاجة إلى مراجعة جذرية لأفكارها وقطيعة مع الماضى فحاولت الدولة أن تصالح جماعة الإخوان المسلمين أكثر من مرة وكانوا يتعاملون مع هذه التصالحات كخطوات تكتيكية لتنظيم صفوفهم ثم العودة للانقضاض على الدولة من جديد.
فيما قال يسرى العزباوى، الخبير السياسي، إن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين شهد صراعًا طويلًا مع السلطة بداية من عهد جمال عبد الناصر وحتى الآن، موضحًا أن جماعة الإخوان المسلمين تتبع سياسة النفس الطويل مع السلطة، كما تورطت فى عقد صفقات سرية مع الأنظمة خاصة فى عهد مبارك.
وأضاف أن الأنظمة استخدمت الجماعة لتحقيق مصالحها فاستخدمها السادات لضرب التيارات اليسارية وأفرج عنهم من السجون ليواجه القوى المعارضة، وعندما بدأ يستشعر خطرهم قام بزجهم فى السجون ولكن اختلف الوضع قليلًا فى عهد عبد الناصر فكان سبب الخلاف وفشل التصالح بين الطرفين هو الطمع السياسي لدى الجماعة فى الوصول لحكم مصر.
واختتم العزباوى، قائلًا: "إن فكرة المصالحة بين الدولة والإخوان تربطها عدة قواعد طبقًا لقوة شوكة الإخوان من عدمها، وأيضًا للنظام الدولى والهامش الذى تتمتع به الجماعة من مساندة وطنية من عدمها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.