نفى المدرب البرتغالي والمدير الفني الأسبق لفريق الأهلي مانويل جوزيه، أن تكون هناك مفاوضات معه من جانب إدارة الأهلي لعودته لقيادة الفريق الأحمر اعتبارا من الموسم المقبل . وقال مانويل جوزيه ، في مقابلة مع ال CNN بالعربية ، لا توجد مفاوضات بيني وبين الأهلي ، وأرفض العودة للعمل في مصر الآن، لأن الأسباب التي تركت الأهلي بسببها مازالت موجودة. وبرّر جوزيه وجوده بالقاهرة ، بارتباطه بعمل تجاري مع إحدى الشركات العالمية لاكتشاف المواهب في مصر . وكان هذا نص الحوار : ما حقيقة وجود مفاوضات مع النادي الأهلي لعودتك لتدريب الفريق ؟ لم يتحدث معي أحد من مسئولي الأهلي لتدريب الفريق ، خلال وجودي بالقاهرة، وكل ما تردد مجرد شائعات لا أساس لها . هل تقبل العودة للأهلي ؟ أحترم النادي الأهلي وجماهيره للغاية ، ولكن لا أفكر على الإطلاق في العودة لتدريب الأهلي في هذه المرحلة من عمر الكرة المصرية . لماذا الرفض ؟ مصر لم يعد بها كرة قدم الآن بل إنها تراجعت للخلف 10 سنوات ، بسبب توقف النشاط الكروي ، ثم عدم انتظامه ، كما أن غياب الجماهير عن الملاعب أفقد اللعبة رونقها وإثارتها ، فأنا أحزن للغاية عندما أشاهد مباريات الدوري المصري والمدرجات خالية من الجماهير، كما أن الظروف التي تركت الأهلي بسببها ما زالت موجودة من عدم استقرار النشاط الكروي . ما هو الفارق في الكرة المصرية الآن وقبل ثلاث سنوات ؟ الفارق شاسع لدرجة لا يمكن مقارنتها بما أشاهده الآن ، فقبل الثورة كانت كرة القدم المصرية على مشارف العالمية ، والآن الحال سييء لدرجة لا يمكن تصورها . هل تتابع مباريات الدوري المصري من البرتغال ؟ أنا حريص على مشاهدة الدوري المصري ، وحزين للحالة التي وصل إليها، فلا توجد جماهير والمدرجات خاوية، والأندية على وشك الإفلاس، لا توجد استثمارات واللاعبون يأتون للتدريبات ويتذمرون ويريدون أموالهم . ماذا لو قدم لك الأهلي عرضا مغريا ؟ لم أكن أسعى يوما خلف الأموال ، كنت أتقاضى من الأهلي ما أراه مناسبا لي ، وكان هدفي من كرة القدم هو الإمتاع والفرحة ، وهي غائبة الآن عن الكرة المصرية ، لذلك لن أسعى للتدريب في مصر وسط هذه الحالة ، وعودتي لمصر حاليا أمر صعب. كيف ترى مستوى الأهلي حاليا ؟ لا يختلف حال فريق الأهلي عن بقية الفرق المصرية ، فالمستوى متواضع لأسباب ليس للاعبين علاقة بها ، فلاعبو الأهلي في السابق غيروا فكر المدربين وغيروا كرة القدم في مصر، ولكن الآن لا توجد كرة قدم ، ولم تعد كرة القدم في مصر تمنحني الفرحة كما كانت من قبل . هل تتوقع عودة كرة القدم في مصر كما كانت في السابق ؟ مصر مليئة بالمواهب ، وأتوقع ظهور نجوم جدد مثل محمد أبوتريكة ، ومحمد بركات ، ولكن هذا يحتاج لعمل شاق ومستمر وسريع من جانب المسؤولين عن الكرة المصرية، وكما قلت فالمستوى الفني تراجع بشدة بسبب عدم الانتظام والتوقف الطويل ، وإلغاء المسابقة مرتين في آخر ثلاثة مواسم، وهذا كله أثر بشكل سلبي على اللاعبين، كما أن هناك عملا يجب القيام به الآن وسريعا . ما هو هذا الواجب ؟ لابد من خروج المواهب في سن صغيرة للاحتراف في الدول الأوروبية ، مثلما حدث مع لاعب فريق تشلسي الإنجليزي محمد صلاح ، الذي يتألق يوما بعد الآخر في صفوف الفريق اللندني ، وأتوقع له مستقبلا كبيرا ، فتجربة صلاح كانت لابد وأن تلفت نظر الأندية المصرية قبل ذلك ، وتحرص الأندية على احتراف لاعبيها في سن مبكرة ، بدلا من بقائهم في مصر دون نفع حقيقي ، ولكن هذا لم يحدث ، وإذا حدث ذلك الآن فستكون خطوة إيجابية على طريق عودة الكرة المصرية لسابق عهدها . هل فكرت في اعتزال التدريب بعد تجربتك الأخيرة مع الأهلي خاصة وأنك لم تعمل بعدها؟ لم أقرر الاعتزال بعد ولم أفكر فيه ، وأمتلك العديد من العروض لتدريب بعض الأندية الكبيرة في أفريقيا ، ولكني لا أفكر في التدريب حاليا ، ولكن في حال وجود عرض مغرٍ سأقوم بدراسته . ما سبب زيارتك الأخيرة لمصر ؟ جئت للقاهرة في عمل تجاري بحت، حيث أني متعاقد مع إحدى الشركات العالمية لاكتشاف المواهب في مصر ، ووافقت فورا بصرف النظر عن المقابل المادي الذي سأحصل عليه ، ولكنها مسؤولية وأتمنى أن أكون عادلا في اختياراتي ، وما شاهدته في البطولة التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة بالتعاون من الشركة أظهرت العديد من المواهب ، والذين تم اختيارهم طبقا للمعايير العالمية ، وهذا يؤكد أنهم نواة لأبطال موهوبين قادرين على خوض تجربة الاحتراف والوصول للعالمية من خلال إصرارهم وعزيمتهم ومهاراتهم . ما هى معايير إختيار الأفضل ؟ الأساس هو موهبة اللاعبين وإمكانياتهم ، وكان الاختيار من خلال اللعب الخماسي ، ولابد وأن يكون لدى اللاعب موهبة سواء في الدفاع أو الهجوم . هل ترى أن هذه المسابقة تخدم مستقبل الكرة المصرية ؟ في العام الماضي تم اختيار لاعبين يشاركون الآن في الدوري المصري ، وعدد آخر في منتخبات الشباب ، ومن لديه موهبه في سن ال 15 تختلف عن موهبة اللاعب فوق 20 عاما. كيف ترى اتجاه الشركات الكبرى لمثل هذا العمل ؟ أرى إنها فكرة ممتازة ولها مستقبل ، وسابقا الشركات العالمية لم تكن تفكر في الناحية الاجتماعية ، ولكن الحال تغير الآن وهو أمر جيد ، لأن الأطفال في الشوارع لديهم موهبة كبيرة ، ولابد من الاستمرار فيها . بماذا تنصح اللاعب الصغير ؟ اكتشفت من قبل الكثير من اللاعبين الموهوبين ، أشهرهم نينو غوميز ، ولويس فيغو ، وكلاهما كانا في سن 17 عاما ، وأحضرت أبوتريكة من الترسانة وإن كان في سن أكبر ، وقدم مشوارا طيبا مع الأهلي ، ومن مهام المدرب أن يمنح اللاعب الموهوب فرصة ، ودائما لدي فضول لاكتشاف اللاعبين . أنصح اللاعب دائما أن يتعود على كرة القدم السريعة لأنها لحظة ، وأن يكون لديه أصدقاء من أيام الطفولة يستشيرهم في خطوات حياته ، ويجب أن يعلم اللاعب أن حياته في الملاعب قصيرة جدا ، لذا يجب أن يستفيد من كل لحظة فيها ، لأن أهم مرحلة في عمر الإنسان هي مرحلة الشباب ، ولا يصح أن يعيش اللاعب حياة بقية الناس ، وأن يتدرب جيدا ولا يفكر في الشهرة ولا الإعلام ، ولا يظن أنه الأفضل في العالم مهما وصل إلى درجات الإجادة ، ولدينا الآن مثال مهاجم الأهلي عماد متعب ، فهو لاعب كبير ولكن الآن لا أحد يثق فيه ، ولو ركز في العودة للملاعب كما كان، سيعود، ففي كرة القدم أشياء جيدة وأخرى سيئة ، وعلى اللاعب أن يحسّن حياته المادية وهو في الملاعب ليكمل حياته بعد ذلك ، لأنه بعد اعتزال كرة القدم يكون من الصعب عليه العمل في أي مكان . لماذا تحرص على زيارة القاهرة دوما ؟ أنا دائما أحضر إلى مصر لرؤية أصدقائي وهم كثر ، وأشتاق دوما لمصر ، ففيها عشت أجمل لحظات حياتي. نقلا عن CNN العربيه