عزمي كان الأقرب إلى قلب مبارك والشريف كان محل ثقته أخشى أن تنقسم القوى المدنية في انتخابات الرئاسة حتى لا نقع في الفخ مرة أخرى لن يجلس على كرسي الرئاسة مرشح ذو خلفية عسكرية إلا بمباركة القوات المسلحة أرفض توجيه أي انتقادات للجامعة العربية على الرغم من رؤيتي الكثير من الإخفاقات بها طنطاوى وعنان كانا يؤيدان ترشيحى لمنصب الجامعة العربية لو خاض موسى الانتخابات سأؤيده رغم تحفظي على علاقتي به الرئيس المخلوع كان مرحبا بالخلافات بين طنطاوي وسليمان مبارك لم يكن متحمسا لمشروع التوريث وعزمي وسرور والشريف كانوا ضد أحمد عز شفيق لن يتراجع عن الانتخابات إلا في حالة ترشح السيسي حزب النور لم يشارك في ثورتى يناير أو يونيو ونقبله على أنه "بركة" هو أحد مظاليم السياسة في مصر قبل وبعد ثورتي يناير ويونيو، دفع ثمن اتهامه بأنه من المحسوبين على نظام مبارك، رغم أنه خرج مطرودًا من جنة هذا النظام ولم يحصل على أي منصب، وكانت النتيجة أنه لم يوفق في الفوز بمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ولم يرشح لأى منصب وزاري بعد 25 يناير 2011، ولم ينضم إلى لجنة المائة لكتابة الدستور في زمن الإخوان، ولا للجنة الخمسين في زمن ما بعد الإخوان، حدث ذلك مع الرجل الذي كان لاعبًا رئيسيًا في معترك السياسة المصرية طوال أكثر من ربع قرن وواحد من المطلعين على خفاياها وأسرارها.
في حلق د. مصطفى الفقى غصة من تجاهله واستبعاده من معترك السياسة في مصر بعد أعظم ثورتين، لكنها غصة الرجل الذي تجرى عروق الوطنية في شرايينه، ويتمنى لبلده أن يكون أفضل مما هو عليه الآن، ويطمح في الاستفادة من خبراته في رسم خارطة الطريق التي يجرى رسمها..
في هذه الحلقة من حواره ل "فيتو" يكشف د. الفقى أسرارا حول علاقة مبارك برموز نظامه والصراعات داخل قصر الرئاسة وكواليس استبعاده من منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وعلاقته بأمينها العام د. نبيل العربى وموقف طنطاوى وعنان من ترشيحه للمنصب وهوية الرئيس القادم لمصر وتركيبة البرلمان وغيرها.
* أعود بك إلى فترة إدارتك مكتب الرئيس الأسبق مبارك.. ماذا عن حقيقة صراعات المقربين منه؟ - نعم كانت هناك صراعات ولكن زكريا عزمي كان الأقرب إلى قلب مبارك، وصفوت الشريف كان محل ثقته ويحترم عقليته، وأحمد عز كان يتبنى مشروع التوريث لأنه كان مقربًا من جمال مبارك، وفتحي سرور والشريف وعزمي لم يكونوا متحمسين لذلك، وأعضاء الحزب الوطني كانوا يعاملون جمال على أنه الرئيس القادم، على الرغم من أن مبارك قال لي في اتصال هاتفي إنه غير متحمس للتوريث ولا يرغب أن يحل محله جمال مبارك.
* هل تعتقد أن طرح اسم اللواء مراد موافي قد يغير خريطة المرشحين؟ - مراد موافي سيقلب الموازين لو خاض الانتخابات المقبلة وسيكون الأقرب لكرسي الرئاسة إذا لم يترشح الفريق أول السيسي، ولكن التوفيق لن يكون حليف أي مرشح عسكري ما لم يكن مرضيًا عنه من المؤسسة العسكرية، ولابد أن تبارك له بالترشح والدليل إخفاق أحمد شفيق لأنه لم يكن مؤيدًا من قبل المجلس العسكري.
* ماذا عن استبعادك من منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وحكايتك مع الدكتور نبيل العربى؟ ليس صحيحا ما تردد عن وجود انقسام بشأني، وهذا كلام غير صحيح تماما والدولة لم تساعدني وفوجئت بموقف عمرو موسى كما فوجئت بموقف الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية آنذاك، وعدم مساندته لي كمرشح مصري لأن العربي كانت لديه تطلعات للمنصب ولم يوفر لي تذاكر السفر، ولا وفد مرافق، ولم يتحرك كما تقضي الأعراف للترويج للمرشح المصري واكتفى فقط بتكليف مستشار من الوزارة لمرافقتي، والمهندس نجيب ساويرس والمهندس خالد القاضي هما من قاما بتحمل تذاكر السفر ووفرا طائرة خاصة لتجوب 10 دول عربية وتحمل 150 ألف دولار، واستقبلت استقبالا حافلا، وشعرت بأن هناك دعما عربيا في مقابل أي تصويت" و"تشاورت مع عمرو موسى عن تطلعات العربي للمنصب، وسألته هل هناك تطلعات لنبيل العربي للترشيح لهذا المنصب فقال لي نعم، وذهبت إلى نبيل العربي وسألته وقال لي وقتها إنه لا يفكر مطلقا في هذا المنصب، وقال إنها ليست شغلتي، وكان ودودا وطيبا وقتها وقال كلاما طيبا عني، وعندما عدت من جولتي العربية شعرت بأن هناك مخططا خفيا يجري ولا أعلم به".
*ماذا عن رأيك الشخصي في ترشح السيسي للرئاسة؟ أنا غير معارض تماما لترشح السيسي ولكن لابد أن يتقاعد أولا من القوات المسلحة ثم يترشح، على اعتبار أن هناك مواقف تحققت على الأرض وأوصلتنا للمشهد الحالي، قد لا يكون مؤتمن عليه أحد إلا من قام به وهي القوات المسلحة.
- هل تتوقع أن يكون الرئيس القادم ذو خلفية عسكرية؟ العلاقة بين الشعب المصري والجيش تاريخيا علاقة عضوية منذ عرابي وعبد الناصر وأنا ليس لدى مانع لشخص على خلفية عسكرية طالما كان مواطنا عاديا، والتغيير لن يأتي في مصر لضعف النظام الحزبي إلا من خلال القوات المسلحة.
*هل صحيح أن المشير طنطاوى والفريق عنان كانا يؤيدان ترشيحك لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية؟ المجلس العسكري كان متحمسًا لترشحى لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، والفريق سامي عنان استدعاني في المجلس العسكري وقال لي إن مهمتنا أن نصل بك وبمصر إلى موقع أمين عام جامعة الدول العربية، وبدأت أسمع أن قطر معترضة على ترشحي وأيضا السودان بسبب مهاجمتي النظام وقتها، وكنت الأكثر شعبية بين الدول العربية، ولكن المجلس العسكري كان ضعيفًا أمام قطر وفوجئت بموقف عمرو موسى ونبيل العربي يرفعان شعار لا للتصويت لأن هذا يقسم العالم العربي، على الرغم من أن جميع الدول العربية كانت مساندة لي باستثناء دولتين فقط، ودخل الجميع صالة الاجتماعات، وانفرد العربي بوزير الخارجية القطري وخرجا للإعلان عن الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية المصري مرشحًا لمنصب أمين عام جامعة الدول في استهانة بمصر ومرشحها، وتولى العربي المنصب وأصبح على علاقات وطيدة جدا بدولة قطر، ومع ذلك رفضت توجيه أي انتقادات لجامعة الدول العربية ولا أتناولها بأي ملاحظات، على الرغم من رؤيتي الكثير من الإخفاقات بها.
- أعود بك إلى انتخابات الرئاسة.. ماذا لو كرر عمرو موسى التجربة وخاض الانتخابات الرئاسية، هل ستؤيده؟ - نعم سأؤيده لأنه كفاءة، ورئاسته للجنة الدستور إضافة لأنه حقوقي وهو ما لا يعرفه الكثيرون، ولو كرر التجربة سوف ينتقص قليلا من إمكاناته لتقدمه النسبي في السن لأننا نحتاج لشخصيات أكثر شبابًا للمرحلة المقبلة.
* هل تؤيد عودة الإخوان لممارسة العمل السياسي؟ - لست ضد عودة الإخوان للعمل السياسي ولكن بشروط أن يؤمنوا بالوطنية المصرية وليس الأممية الإسلامية ويعتذروا عما جرى منهم، وأن يحترموا حدود الوطن وسلامة أراضيه، وأن ينبذوا العنف ويعلنوا أنهم ليسوا حزبًا دينيًا على الإطلاق، وأن يؤمنوا بالديمقراطية الغربية التي لا يقتنعون بها، وبتداول السلطة.
* وهل سيرث حزب النور جماعة الإخوان؟ - لا يمكن لأن حزب النور لم يشارك في ثورتي يناير ويونيو ولم يكن له دور في الحياة السياسية ولا يستطيع أن يدعي ذلك ولكن نقبلهم على أنهم بركة ويحبون الدين أكثر من السياسة فهم انتماءاتهم الدينية 80% و20% سياسة بعكس الإخوان الدين 20% و80% سياسة.
* وهل سيعود رموز الوطني المنحل؟ - لا أتوقع ولكنهم سيدعمون مرشحًا بعينه ولكن لن يعودوا للعمل السياسي مرة أخرى وليس لهم أرضية في الشارع، وأخشى أن تنقسم القوى المدنية في انتخابات الرئاسة، حتى لا نقع في الفخ الذي وقعنا فيه من قبل، ولذلك أنا أطلب أن يدعم الجميع السيسي حتى لا ننقسم.
* وماذا عن فرص الفريق شفيق في حال خوضه الانتخابات المقبلة؟ - الفريق شفيق أدلى بعدد من الأحاديث الإعلامية مؤخرًا ولقيت تعاطف الأغلبية، ورفعت قدرا كبيرا من أسهمه ويشعر الكثيرون بأن الرجل قد ظلم في انتخابات 2012 وهو رجل معني بقضية مصر ويأتي من خلفية عسكرية أيضًا وله موقف محترم ويحسب له عندما قال لو خاض السيسي الانتخابات سأتراجع عن الترشح، وأعتقد إذا لم تخض أي شخصية عسكرية أخرى الانتخابات المقبلة وخاض شفيق التجربة فإن الريف المصري والمحافظات ستكون قوة داعمة له وستزيد من فرص نجاحه.
* هل تتوقع قطع العلاقة المصرية مع قطروأمريكا خلال الفترة المقبلة على غرار ماحدث مع تركيا ؟ لا اتصور أن تنقطع العلاقات المصرية القطرية لأنهم شعبين عربيين، وقطر جزء من الأمة العربية ونستطيع أن نرجع اليها من خلال مجلس التعاون الخليجي، أما عن علاقة مصر بأمريكا فهي علاقات إستراتيجية وليس من المصلحة المجازفة والحديث عنها.
- أسماء في رسائل، ماذا تقول لهؤلاء ؟ الفريق أول السيسي ابن الوطنية المصرية ويمزج بين كبرياء عبدالناصر ودهاء السادات
المشير طنطاوي رجل وطني جدا لم يكن محبا لسياسة أمريكا، ولكن خطيئته هي وصول الإخوان إلى الحكم في عهده وكان يمكن تداركها.
الفريق عنان أخ عزيز ولكن الفرص غير متاحة لمجموعة كبيرة من المرشحين المحتملين لأن المشهد السياسي تغير.
المرحوم عمر سليمان كان يمكن أن يكون المعادلة الإيجابية لو أن مبارك فوض إليه الأمر بدلًا من القوات المسلحة.
الرئيس الأسبق مبارك أتمنى له الصحة وأن يفك الله أسره وله إيجابيات أكثر من السلبيات والتاريخ سينصفه في بعض الأمور.
جمال مبارك اقتصادي متميز وكريم الخلق، ولكنه يفتقد الكاريزما لمن يتطلع للزعامة خصوصًا في بلد مثل مصر.
فتحي سرور أستاذنا في القانون ومن أذكى القانونيين في العالم العربي على الإطلاق.
محمد البرادعي أثق في طهارته وبراءته ولكنني أعذره فيما قام به لأنه لم يكن مؤهلًا للعمل الجماهيري
الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح كنت أرى فيه أملا يمثل جسرًا بين التيارين الليبرالي والإسلامي
نبيل العربي كنت أعتبره صديقا ولكن ما جرى معي في جامعة الدول العربية لم يكن مقبولًا.
عمرو موسى من أكفأ الدبلوماسيين الذين رأيتهم في حياتي، ولكن مشكلته الشخصنة الشديدة ولا يستطيع أن يعمل ضمن فريق.
حمدين صباحي مناضل صاحب تاريخ سياسي كبير، ولن أنسى دعمه لى في منصب أمين جامعة الدول العربية.
الفريق شفيق صديق عزيز ودوره السياسي لم ينته بعد
المستشار عدلي منصور محل احترامي وأعطى للمنصب هيبته ومكانته وانبهرت كثيرًا بحديثه الأخير للتليفزيون
الدكتور حازم الببلاوي كان صديقًا عزيزًا وكنت أتمنى أن يتحدث معي في بعض الموضوعات ولو من قبيل التشاور ولكن أقدر الأسباب التي تمنعه من ذلك.