روى الصحافي عبدالله كمال، رئيس تحرير صحيفة روز اليوسف السابق، أسرار الأيام الأخيرة للرئيس المصري السابق حسني مبارك في قصر الرئاسة قبل أن يترك الحكم في 11 فبراير 2011 مكلفاً المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد. كمال الذي عرف بمدى اطلاعه على ما يجري داخل الدائرة الضيقة لاتخاذ القرار بحكم موقعه الصحافي، تحدث بشكل مباشر في حوار مطول مع بوابة "الأهرام" عن شخصيات محورية كانت سبباً مباشراً في الانهيار السريع للنظام بدءاً من وزير داخليته اللواء حبيب العادلي الذي حمله المسؤولية الأولى، والدور الغامض لرئيس ديوانه الدكتور زكريا عزمي، ووزير إعلامه أنس الفقي. وتطرق الحوار إلى دور جمال مبارك، وما تردد عن أنه حاول الانقلاب على والده وأرسل خطاباً بذلك إلى عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري في ذلك الوقت، لكنه سلمه للجيش. وأشار عبدالله كمال إلى أن مقتل النظام الأساسي في هذه الأزمة "خطيئة" العادلي، قائلاً: "خطيئته لم تكن فقط في استخفافه بالأمر إلى درجة رهيبة، بحيث لم يعرف حدود تبعاته، ولم يقدر حجم هذا الذي يجري من تحته، معتقداً أنها أزمة وسوف تمر، لدرجة أنه ذهب لافتتاح مسجد الشرطة بقرية الخمائل بعد ظهر جمعة الغضب، وعاد إلى بيته قبل أن يعود إلى مكتبه مهرولاً في الساعة الخامسة من مساء هذا اليوم! أنا قابلت العادلي يوم 26 بعد ساعات من أحداث يوم 25 وفوجئت به يلقي على مسامعي قفشات جنسية! في محاولة منه ليبدو متماسكاً، حتى إنه وضع في يدي 20 قطعة شيكولاته على سبيل الهزار! فأدركت وقتها أن هناك مشكلة حقيقية". وكشف أن مبارك كان بصدد ترك منصبه "كان مطروحاً عليه أن يترك موقعه. كان هذا أهم خيار يدرس ويمكن القول بأن خطاب التنحي كان جاهزاً من يوم 7 فبراير". قال كمال: "يجيبك عن هذا التساؤل عبداللطيف المناوي، لكني لا أعتقد أنه صحيح". مشيراً إلى أن "العلاقة بينهما – جمال ووالده - كانت أعمق من أي علاقة بين الابن وأبيه. هذه العائلة كانت مترابطة بشكل لا يمكنك تخيله ".