بعد فشل الإخوان فى مواجهة الحشود الشعبية التى خرجت يوم 30 يونيو الماضى، لإسقاط رئيسهم محمد مرسى، ومحاكمته على جرائمه الجنائية قبل السياسية التى ارتكبها فى حق المصريين، تحاول الجماعة من جديد الاستقواء بالخارج عبر قنوات اتصال سرية، واجتماعات مشبوهة فى دول أوروبية، تضم ممثلين عن جهاز الموساد الإسرائيلى، لمعاقبة الشعب المصرى على خروجه ضدهم، مما يثبت تهمة الخيانة، على أعضاء الجماعة والتنظيم الدولى، ويؤكد أنهم فصيل غير وطنى، ولا يستحقّ أن ينتمى إلى هذا الوطن. الوثيقة الأولى التى حصلت عليها «التحرير» هى لتوصيات الاجتماعات المكثفة التى استضافتها صديقة الإخوان «تركيا» على مدار ثلاثة أيام فى شهر يوليو الماضى، والتى أكدت فى طياتها محاولات إخراس الأصوات المعارضة فى دول الربيع العربى، بأى طريقة، مع الإسراع فى العودة من جديد إلى التحالفات الإسلامية. أما الوثيقة الثانية، فكانت صادرة عن تنظيم إخوان مصر، فى آخر يوليو المنقضى، وفيها تحاول الجماعة مواجهة الإرادة الشعبية المساندة للجيش والشرطة، بتشتيت انتباهها عبر عدد من الأحداث والمواجهات وقطع الطرق وغيرها، بينما ترصد الوثيقة الثالثة، مراسلات لبعض أعضاء الإخوان فى أول الشهر الحالى، تؤكد استبعادهم لفض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة، وإن ما يحدث ليس إلا حربًا نفسية، حتى الانتهاء من التعديلات الدستورية.. الوثيقة الرابعة وهى الأخطر، جاءت لتؤكد خيانة الجماعة للوطن باجتماعها مع ممثلى أجهزة مخابرات غربية، ومن بينها الموساد، فى قاعدة أمريكية بألمانيا، وكشفت عن خطط هذه الدول وأعضاء الجماعة لمعاقبة مصر اقتصاديا، ومحاصرة القاهرة سياسيا، وإحراج السلطة أمام الشعب، عن طريق استهداف المنشآت الحيوية والمصالح العامة. الوثيقة الأولى.. قرارات اجتماع التنظيم الدولى بأسطنبول السقوط المدوّى للإخوان المسلمين فى مصر كان الموضوع الرئيسى الذى ناقشه اجتماع التنظيم العالمى للإخوان فى اجتماعات مكثفة ومطولة انعقدت فى إسطنبول ما بين 11 إلى 14 يوليو الماضى، وشارك فىها ممثلو التنظيم فى العالم العربى والإسلامى وأوروبا والعالم، وذلك بتسهيلات من حكومة أردوغان الذى شارك فى جزء من الاجتماعات، حيث ثبت أن هذا الاجتماع عُقد بمباركة أمريكية لأن ثلاثة من قادة الإخوان الذين شاركوا فى الاجتماعات كانوا على تواصل مستمر مع السفير الأمريكى فى تركيا وكذلك السفير الفرنسى والقادة الثلاثة هم: «راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة فى تونس، وحسن مالك رجل الأعمال الإخوانى الشهير، وزكى بن رشيد، نائب المراقب العام للاخوان المسلمين فى الأردن». الاجتماع بحث بشكل معمق تداعيات الأحداث فى مصر، وما أسفر عنه الاجتماع كان فى جوهره مهاجما ومنتقدا حركة الإخوان المسلمين فى مصر، حيث ابتعد تنظيم الإخوان المسلمين عن جماهير الشعب المصرى وعاش فى عزلة شعبية لأن التنظيم أراد السيطرة على كل مؤسسات الدولة وكانت تجربة فاشلة، حيث التهى التنظيم فى أمور الدولة مبتعدا عن نبض الشارع وهموم الشعب وفشل فى المحافظة على جبهة تحالف قوية مع القوى الإسلامية الأخرى فى مصر وخصوصا السلفيين بكل مسمياتهم. الإخوان المسلمين فى مصر لم يعطوا لمؤسسة الرئاسة خصوصيتها وتعاملوا معها كإحدى أطرهم وتسرعوا بأخونة مؤسسات الدولة. إن السقوط السريع للإخوان المسلمين فى مصر بتجربتهم الأولى فى الحكم شكل صدمة وضربة موجعة لمشروع الإسلام السياسى فى العالم العربى، وستكون له ارتدادات على مواقع مختلفة خصوصا فى ليبيا وتونس. وكانت أهم القرارات التى صدرت عن الاجتماع هى: أولا العودة لعمل أوسع تحالف للتنظيم فى مصر مع كل قوى الإسلام السياسى والفئات المهمشة وتعبئة الشارع المصرى وكشف هدف الانقلاب والتركيز على زج إسرائيل فى كل ما حدث وتصوير ذلك للشعب المصرى على أن السيسى قام بهذه الخطوة بالتنسيق المباشر مع إسرائيل بما يخدم أمنها ووجودها. ثانيا عدم القيام بأى خطوات استفزازية تبعد الأمريكان والأوروبيين عن تفهم الموقف الإسلامى خصوصا موقف الإخوان المسلمين، والتركيز إعلاميا على إبراز الإخوان المسلمين كإسلام معتدل، وشن هجوم عنيف على الإسلام المتشدد والمتطرف وربطهم بتطرف الحركات القومية وقيادة الجيش المصرى. ثالثا الانتباه والعمل بحذر وبسرية تامة فى مجابهة خطر الارتداد عن ثورات الربيع العربى فى كل من تونس وليبيا، ومحاولة مجابهة كل رموز المعارضة فى تونس وليبيا بصمت وبخفاء من خلال الاتفاق والإيحاء للقوى السلفية بأنهم فى خطر فى حال عدد العلمانيين وبقايا النظام السابق للحكم، ورصد كل أسماء ورموز المعارضة من صحفيين وكتاب ونقابيين والتعامل معهم من خلال إسكات صوتهم بأى طريقة كانت لتجنب ما حدث فى مصر. رابعا محاولة كسب كل الأقليات فى العالم العربى وكسب ودهم وإشعارهم بأن مصالحهم لم تتحقق إلا من خلال حكم إسلامى معتدل وعادل، يجب التركيز على كل التنظيمات الكردية فى العراق وسوريا وتركيا وكسبهم لجانب الإسلام السياسى. خامسا إنشاء صندوق طوارئ يموَّل من قبل التنظيم العالمى للإخوان المسلمين ومتبرعين لمساعدة حركة حماس فى فلسطين وحزب النهضة فى تونس. سادسا تشكيل لجنة طوارئ عليا تكون فى حالة اجتماع متواصل للتعامل مع هذه الأزمات وتكون ممثلة بكل تجمعات الإخوان فى العامل العربى والعالم الإسلامى. الوثيقة الثانية.. وضوح الرؤية حول الأوضاع فى مصر كما حصلت «التحرير» أيضا على وثيقة صادرة عن تنظيم إخوان مصر بتاريخ 31/7/2013 بعنوان وضوح الرؤية حول الأحداث، قال فيه أعضاء الإخوان «ينبغى علينا أن نتذكر الأصول والقواعد والمنطلقات فى أى حدث يمر بنا، فما يحدث الآن من تدافع بين الحق وأهله والباطل وحزبه هو جولة من جولات التدافع والصراع ونحن على يقين أن العاقبة للمتقين». وأضافت الوثيقة «نحن نتعبد إلى الله بالأخذ بالأسباب ولا نتعلق بها.. فقلوبنا معلقة بالله، وأن الله بقدر الخير لدعوته حتى ولو كان إدراكنا البشرى لا يحتمل ذلك، فالله يرتب لدعوته من حيث لا نحتسب ولا نتوقع»، وساقت الوثيقة عددا من الأمثلة على غزوات الرسول، ومنها غزوة «بدر» بقول «وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم»، وفى «الأحزاب»، صمد المسلمون شهرا، وضاقت عليهم الأمور كلها.. وانتهت المعركة بريح قلعت خيام المشركين وقلبت قدورهم. وفى «تبوك» 200 ألف من الرومان وانتصر العرب أمام 30 ألف من المسلمين قطعوا مسافة نحو 1000 كم كل 3 يتعاقبون على بعير، وماذا حدث: ضرب الله الرعب قلوب الرومان فانسحبوا من دون قتال بعد أن بنى رسول الله بتبوك عشرين يوما. وقالت الوثيقة «مطلوب أن نستنزع الوسع والقدرة، ونتحلى بالثبات والصبر، واستشعار نعمة الله وفضله علينا.. نحن فى رباط فى سبيل الله وفى سبيل دعوته، وفضل ونعمة من الله أن أوجدك فى هذا الرباط»، وأضافت «طبيعى أن نستشعر الخوف (فأوجس فى نفسه خيفة موسى)، ونستشعر الضيق والحزن.. ولكن واجبنا أن نعالج ذلك فى نفوسنا ونرتبط بالله القادر القاهرة فوق عباده (تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا)، والتأكيد أن اليأس ليس من شيمة المؤمن أبدا (وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون) يذكّرنا بالغاية.. وهى الجنة ولم يقل النصر، لا بد أن نستفيد من هذه النعمة فى علاج الضعف التربوى، وتأكيد معانى التعارف والتفاهم والتكافل والتراحم، وحدة القلوب وروح الأخوّة والحب فى الله.. والاستفادة من الحدث وهذه الفرصة فى تأكيد ذلك». لا بد للمربى أن تكون عينه على الأفراد وأحوالهم، وتأكيد الواجبات التربوية مع الصف، والواجبات الدعوية مع عموم المجتمع (مكسب دعوى) ومع التيارات الأخرى (تواصل قلبى وحدة المشروع وحدة الغاية). أما عن المشهد الحالى، فتؤكد الوثيقة أن بعض الجهات تستهدف إزاحتهم عن الرئاسة، عن طريق مؤامرة دولية للقضاء على المشروع الإسلامى ككل، إضافة إلى ضرب الجماعات التى تحمل المشروع الإسلامى وتضييق نطاق حركتها وتأثيرها فى المجتمع، بحيث لا تمثل عليه خطرا بعد ذلك، كما أنها تشمل على ضربة موجهة إلى المجتمع لتحجيم العاطفة الإسلامية ومظاهر التمسك الإسلامى والرجوع بالشعب إلى ما قبل 25 يناير. أما عن كيفية المواجهة، فتؤكد الوثيقة ضرورة تحقيق الاصطفاف الإسلامى واتساعه ليشمل شرائح واتجاهات المجتمع (التحالف الوطنى يجمع كل الفصائل حتى غير الإسلامية) ويكون تحالفا حقيقيا بحق لا يقطع أمرا دون مشاورتهم. إضافة إلى السلمية والنضال الدستورى والسياسى.. هم يريدون أن ننزلق إلى نموذج الجزائر. وأضافوا أن السلمية لا تعنى عدم الرد ودفع الأذى. وحول المعركة الإعلامية، فتشير الوثيقة إلى أن هدفهم هو كسر الانقلاب عن طريق الإعلام الشعبى حيث الوصول للناس والحوار والاتصال المباشر وتوزيع البيانات والمنظورات والبوسترات والشعارات، إضافة إلى التركيز على الخارج عن طريق الضغط على المؤسسات الدولية (الاتحاد الإفريقى المحكمة الإفريقية جنوب إفريقيا تركيا الاتحاد الأوروبى). وتستهدف الجماعة أيضا كسر الانقلاب العسكرى وعودة الشرعية الدستورية بكل أركانها (الرئىس الدستور مجلس الشورى)، وأضافت الوثيقة «نرحب بأى وساطة أو مبادرة لعودة الشرعية الدستورية (التحالف أعلى مبادرة أساسية تعبر عن موقفه وفق الشرعية الدستورية)، وأى حوار يكون من خلال التحالف الوطنى يؤكد الشرعية الدستورية». ولفتت الوثيقة إلى أن الجيش رفض الجلوس فى مبادرات مع بعض المصلحين مثل (هشام قنديل العوا)، مؤكدة أن ثبات الموقف إحدى علامات القوة وهذا الحشد واستمراره عامل ضغط عليهم. أما عن وسائل الضغط فأكدت الوثيقة أنها كالتالى: الحشد المتصاعد المستمر «مفاجأة إرباك تشتيت إرهاق»، ومقاومة كل خطواته الميدانية «إجراءات قانونية ملف دولى مظاهرات شعبية على مستوى العالم الإسلامى»، وعلى مستوى الفاعلية أكدت الوثيقة أن نسبة نجاحها فى الصعيد كبيرة جدا، بينما هى فى القاهرة من 20% إلى 30%. أما عن مبشرات النصر فتؤكد الوثيقة أنها تظهر فى حجم الحشود بفضل الله كبير والاستمرار فى رمضان والحشود تزداد، وطول الوقت، والتخويف (مذبحة الحرس والمنصة مثالان)، والرد أقوى والحشد أكبر، فضلا عن الروح الموجودة حتى من أُصيب أو من استُشهد أخوه بجانبه. أما عن علامات النصر فهى «الثبات الصمود الروح العالية الهمة العالية عدم الخوف من هؤلاء الناس مهما فعلوا التعلق بفرج الله عز وجل فى الوقت المناسب بحكمته وقدرته». وتؤكد الوثيقة أيضا المضى فى فترة انتقالية حتى يتمكن الرئيس من استعادة القوة التنفيذية. وأضافت الوثيقة أن الإخوان سوف يركّزون دوليًّا على فكرة «اختطاف الرئيس، وجرائم القتل والاعتقالات والخطف» أما رسائلهم إلى قوات الجيش فسوف تكون عبر إرسال رسائل إليهم عن طريق أسرهم وأهاليهم بأن هناك عملية غسيل مخ وشحن لهؤلاء الجنود. أما عن البلطجية فيستهدف الإخوان كما تشير الوثيقة إلى قطع الصلة بين البلطجى والداخلية، والاستعانة ببعضهم على بعض. الوثيقة الثالثة.. مراسلات حول فض اعتصامَى «رابعة» و«النهضة» منذ أسابيع، وبعد أن ضيّق الشعب على الإخوان، وزادت المطالب الشعبية بفض اعتصامى رابعة والنهضة مهما كلفت الظروف، أجرى أعضاء الجماعة عددًا من المراسلات سجلت أيضا فى وثيقة بتاريخ 10/8/2013، تضمنت آراءهم حول مخططات ما سموهم الانقلابيين فى مصر لفض مظاهر الاعتصام فى الميادين، حيث تم وضع مقترح بتشكيل مجلس ثورى من داخل مجلس الشورى ووضع خطة لمدينة الإنتاج الإعلامى، كما أن هناك مقترحات لعمل رأى عام على مستوى الجامعات المصرية. أما أحمد فهمى «الكاتب والباحث السياسى» فيقول: كل أسبوع تبادرنا صحيفة أو موقع موالية للانقلابيين بتسريب الخطة السرية لاقتحام ميادين الاعتصام، وخطة من تحت الأرض، وأخرى جوية وثالثة نارية، ثم خطة مرحلية، وكل ده طبعًا لزوم التمويه، يبدو أن عندهم خطة تمويه معقدة ربما تستمر لمدة عام، حتى يصعب على المعتصمين تحديد موعد الفض بدقة. آخر تسريب، ما نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» عن الخطة السرية المتدرجة التى ربما تستغرق 3 أشهر، لو بحثنا عن مفاهيم تصلح لتفسير التفكير والأداء الانقلابى، سنجد من بين أيدينا، 3 مفاهيم، ليست متطابقة بالضرورة: الأول: استنادا إلى مفهوم «التمويه» التقليدى، فإن تسريب خطة متدرجة، ربما يعنى أنها ستكون خطة فورية، وتسريب خطة مرنة، ربما يعنى أنها ستكون خطة شرسة. الثانى: مفهوم «إخفاء عجز الفعل فى قوة الخطاب» فنظرا لأنهم يعجزون فعليًّا عن فض الاعتصامات، فهم يسدون العجز بالكلام، بأن يضعوا المشهد كله «على ذمة فض»، ثم يتحركون سياسيًّا تحت هذه المظلة. الثالث: مفهوم «تغيير عنوان الصراع»، هم يريدون أن تتراكم الأحداث لتصبح «مقاومة الحصار» بدلا من «مقاومة الانقلاب»، وهذه قضية مهمة جدا للتأثير على الرأى العام، فقد كان سياق الأحداث طيلة الأسابيع الماضية هو «رفض الانقلاب» والمطالبة بعودة الشرعية، وهذا ما يرفضه الانقلابيون ويرغبون بتغييره. إنهم يسعون لتكون قضيتنا هى الحصار أو الفض وليس الانقلاب. فلو صح أن ذلك ما يقصدونه فعلًا، فإن أول خطوة لمواجهته، هى التمسك بالهدف الأصلى، وعدم الانزلاق إلى أهداف أخرى حتى لو فرضت علينا. يجب التركيز على قضية «رفض الانقلاب» لتكون هى العنوان الثابت الدائم، وما عداها مسائل فرعية. لا يصلح أبدًا الانسحاب من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع. هنا انتهى كلام فهمى. أما العضو محيى الدين شلبى: فيقول «أنا من الناس اللى بقت معتقدة بشكل شبه يقينى أنه لن يتم فض الاعتصام أبدا.. قد يحاولون عدم بعض المناوشات ومحاولات الاقتحام والفاشلة ثم التحدث بعدها إلى الإعلام عن أنهم تراجعوا من أجل سلامة الأطفال والنساء مع الوعد بفضه فى أقرب فرصة.. وذلك لإرضاء أصحاب التفويض.. ولإبقاء المعتصمين والمتظاهرين فى حالة تحفز وخوف دائم.. هذا التحفز يفرغ شحنة قوية داخل نفوس المعتصمين كانت من الممكن أن تتفجر فى أوقات وأماكن أخرى لا يريدون لها أن تتفجر فيها! طيب هيسبونا كده لغاية امتى؟! ببساطة: لغاية ما تكتمل التعديلات الدستورية ويتم طرح استفتاء شعبى عليه.. وقتها سيكون هناك اعتراف دولى بالانقلاب، لأن هناك استفتاءً قد حدث.. حدوثه فى حد ذاته هو اعتراف شعبى بشرعية الحكومة الانقلابية وموافقة الشعب على خارطة الطريق وهو ما يتطلعون إليه بشدة.. وبالطبع ستظهر أمريكا فى الصورة لتقول إنها تجدد الثقة فى الحكومة المصرية لالتزامها حتى الآن بخارطة الطريق لدولة مدنية وأنها تتطلع إلى المزيد من التقدم. بعدها هنبقى إحنا فى أمر واقع.. الشعب نزل استفتى على التعديل ووافق عليه بما يعنى موافقته على خارطة الطريق.. قاعد ليه؟!.. وقتها بقى ممكن تبتدى عمليات مداهمة وعمل مذابح متكررة مع تعتيم إعلامى كامل للقضاء على ما تبقى من معنويات المعتصمين. الخطة دى لو خالفوها يبقوا أغبياء جدا.. عشان كده لو سمحنا إنها تستمر نبقى أكثر غباءً منهم! طيب والعمل؟!. تجاوز الخطوط الحمراء!.. الخطوط الحمراء عند الانقلابيين كثيرة. مدينة الإنتاج الخط الأحمر، الأول والاستراتيجى لأنه مصدرهم الأوحد لغسل المخ. ميدان التحرير والاتحادية: وده مش عشان قيمتهم الرمزية بس ده عشان همه عارفين برضه أنه لو امتلأ عن آخره واتكرر نفس مشهد 30 يونيو بس من المؤيدين سيكونون فى حرج بالغ! عشان كده عاملين تأمين رهيب عليهم! ماسبيرو.. يكفى بيان واحد ينطلق منه لإفقاد الثقة فى حكومة الانقلاب برمتها. محاصرة المبانى والمصالح الحكومية والمحافظات بشكل يومى وإغلاقها بالجنازير.. ودى خطوة ليها مضار بالنسبة لشعبيتنا فى الشارع بس شديدة الحرج بالنسبة لهم.. فحالة الانفلات والتأزم فى الشارع ستضغط عليهم بشكل هائل وسيضيق فرصة عمل استفتاء أو انتخابات. الحرب الإعلامية بالنزول بين الناس فى الشارع بمسيرات ضخمة وتوزيع منشورات بسيطة وسهلة وشديدة التأثير لكشف الأوضاع الحالية. هناك الكثير والكثير من الاقتراحات.. لكن اللى أنا متأكد منه جدا.. إن الأوضاع الحالية لن تؤدى أبدا إلى زوال الانقلاب إلا أن يريد الله أمرًا كان مفعولًا.. نجحت الاعتصامات فقط فى عمل ضغط دولى وعدم اعتراف من أغلب دول العالم.. ودى أقصى حاجة الاعتصام يقدر يعملها.. أما «تحريك» الوضع لمزيد من التحجيم ومحاصرة الانقلابيين فذلك لن يتم أبدًا إلا بتجاوز الخطوط الحمراء وعمل فعاليات جدية ومبتكرة تربك الانقلابيين وخططهم. والله المستعان.. ولله الأمر من قبل ومن بعده. الوثيقة الرابعة.. توصيات الاجتماع الاستراتيجى فى ألمانيا «انقلاب مصر»، هو الاسم الذى أطلقته جماعة الإخوان على اجتماعات مستمرة عقدت فى قاعدة عسكرية أمريكية بدار مشتادت فى ألمانيا، بين تاريخى 16 إلى 18 أغسطس 2013، بحضور ممثل عن وكالة الأمن القومية الأمريكية، وممثل عن الموساد، وممثل عن القوات البريطانية فى قبرص، وممثل عن وزارة الدفاع الفرنسية وممثل غرفة العمليات لحلف شمال الأطلسى، وصدرت خلالها 29 تقارير مسجلة تصنيف «سرى جدا». «التحرير» استطاعت الحصول على إحداها وكان نصه. يتفاهم المجتمعون على أن أعمالهم لم تنته بعد بسبب طول أجندة البحث، وبسبب الحاجة لبعض الدراسات الإضافية والنتائج المعروضة، هنا أولية وسيتم تحديثها فى الاجتماع المقبل. إن هذا الاجتماع المطول قد تبنى مواقف يجب المباشرة بتنفيذها بانتظار اتخاذ باقى القرارات. تذكرنا القيادة السياسية أننا بحاجة إلى نحو سنتين من القرار الحر فى منطقة العمليات، وذلك لإنهاء السدود على مصادر النيل فى إثيوبيا وأوغندا وبعض المواقع الأخرى. لقد تمكنا من مياه وادى الفرات بواسطة السدود التركية، لكننا بحاجة إلى سنتين إضافيتين من حكم الإسلاميين هناك. النظام التركى مهدد بشكل جدى. إن المخاطر إذن لا تزال كبيرة، ولا يمكننا درؤها مع نظام ثابت فى مصر لا يعترف بقراراتنا. (إن خسارة مرسى تكاد تكون أكبر من خسارة مبارك، بهذا المعنى). الحاجة إذن ملحة لكسب الوقت فى مصر وإبقاء القرار السياسى الاقتصادى فى حالة شلل. إن معدل القتلى فى سوريا والعراق هو فى حدود الستة آلاف شهريًّا. وعلى هذا المعدل أن يجاور (HOVER AROUND) رقمًا مناسبًا شغال البلد عن قدرة فى التأثير الإقليمى، ربما كان ضعف هذا الرقم فى مصر بما فى ذلك الدلتا والجنوبوسيناء يجب درس هذا الرقم بدقة حتى لا تتعرض مواردنا للخطر. تذكرنا القيادة السياسية أن أعلى الأولويات التى تطلبها القيادة السياسية هى إقناع الرأى العام فى بلادنا بأهمية وضرورة الإجراءات التى ننوى اتخاذها.. إن حملة العلاقات العامة لم تنجح بعد.. فشعوبنا لا تزال إما بعيدة عن فهم الصورة فى مصر أو غير مقتنعة بأهميتها أو بضرورة الإجراءات، ويكلف الحاضرون الفريق البريطانى بصياغة سياسة إعلامية مناسبة والاتصال بمصادر التمويل، خصوصًا بواسطة المندوب الخاص (SPECIAL COMMISSIONER) المكلف بشؤون قطر وتقديم تقرير على أسرع وجه. لقد أتى قرار مواجهة الإخوان مفاجأة سيئة لنا، إذ إن كل التقارير التى عرضت علينا أشارت إلى غياب قدرة اتخاذ القرار عند القيادة الانتقالية الحالية.. إن ضعف هذا التحليل قد أدى إلى مفاجأتنا بشكل أثر على مسار عملنا على مستوى استراتيجى. يسجل الحاضرون الموقف المؤسف لأقباط الولاياتالمتحدة الذين رفضوا التعاون مع حكومة بلادهم فى أى عملية تدخل، وأيدوا الإدارة الانتقالية المصرية الجديدة.. ويضاف هذا الموقف إلى قرار الكنائس المصرية بعدم الإدارة الانتقالية، مما قد يؤثر سلبًا على حرية حركتنا وربما أيضا على مواقف الكنائس الأوروبية والأمريكية من خططنا المقبلة. يضاف إلى ذلك التصرف المتوحش لتحالف الإخوان المسلمين، الذى يشبه تصرف قبائل الأباشى (APACHELIKE PRIMITIVE BEHAVIOUR) الذى أدى إلى استهلاك مبذر (WASREFUL CONSUMPTION OF HUMAN AND MATERIAL RESURCES) للموارد البشرية والمادية والناتج عن التسرع فى الهجوم بلا حساب، وسوء التخطيط والعاطفية، مما أدى إلى إفشال فرص كانت متاحة، خصوصًا فى ظل حكومة كانت لا تزال مترددة فى اتخاذ القرار.. لقد كان بالإمكان تحسين ظروف الصراع، مما يسمح لنا بالاستنتاج أن التخطيط يجب أن يبقى فى أيدى مسؤولين من الحلف. (مع التأكد من العودة إلى الطريقة المعتمدة فى كل من العراق وسوريا تبليغهم الأهداف لكل يوم أو أسبوع على حدة). لقد ثبت أن المناورات الدبلوماسية التى بذلناها لم تكن على المستوى المطلوب، إذ إنها لم تنجح باكتساب دور الوسيط، ولا استطاعت ربح الوقت ولا التأثير على القرار المصرى. إن تبعثر موقف المتحالفين معنا يقتضى العمل على إعادة توحيد وتنسيق مواقفهم بإشراف موحد: التأكد من القيادة التركية أن لا تبالغ فى إظهار مواقفها كما فعلت فى سوريا، بحيث تتمكن من لعب الأدوار التى سوف توكل إليها بشكل ذكى. العمل على إعادة انضباط السعودية والاعتماد على مخابرات المملكة بدلا من المرور بالقنوات العادية وعدم التعويل على قرارات الملك، رغم الحاجة إلى المحافظة على شكليات الحكم. تعزيز التنسيق بين الأردن وإسرائيل بحيث يتم اتخاذ القرارات الآيلة إلى تسهيل مرور الموارد المطلوبة (REQUIRED RESOURCES) عبر النقب وسيناء إلى مصر. إصدار وعود لحماس بواسطة قطر أو تركيا بقصد تمكين خطها السياسى والحفاظ على دورها متناسقًا مع برامجنا. إعادة تنظيم العلاقة مع إخوان ليبيا وتنظيم خط النقل الصحراوى على المسارين الساحلى والصحراوى. وضع برنامج للتعاون مع القوى الصديقة فى السودان وتنظيم خط التموين إلى وسط وجنوب مصر مع إعادة تنظيم المواقع فى وادى حلفا. إعادة فتح خط التشاد إلى درب الأربعين وبحيرات توشكى وتعيين ضابط اتصال فرنسى مع السلطة المحلية. إن السطحية فى مستوى التنسيق بين مواقف أعضاء الحلف الأطلسى قد بعثرت قدرات المجموعة، لذلك وجبت إعادة تصويب توجهات العلاقات بين أعضاء الحلف خاصة. تنشئ الولاياتالمتحدة خلية لإدارة الأزمة تنسق كل نشاطات إدارات الفيدرالية المتعلقة باستراتيجية المشرق (LEVANT)، ويتم مركزة إصدار التعليمات فى هذه الخلية، وتكون هذه الخلية هى الطرف المنسق لنشاطات الفيدرالية مع حلف شمال الأطلسى.. تعنى هذه الخلية بمركزة المعلومات لكل عناصر هذه الخطة والمؤسسات المناطقة (ASSIGNED TO IT) بها. على الحلف أن يشكل خلية مماثلة تنسق بين أعضاء الحلف، يرأسها ممثل الخلية الأمريكية. تنظيم جلسة مراجعة دبلوماسية لأعضاء الحلف واعتماد مواقف متناسقة مع توزيع واضح للأدوار وصياغة فلسفة متكاملة لكل دور من الأدوار المقررة. على هذه الفلسفات أن تأخذ بعين الاعتبار الخلفيات السياسية للتيارات السياسية المصرية والعربية التى يقصد الحلف استنفارها ضمن إطار خطته العامة. تحييد إسرائيل عن كل الأوجه الظاهرة والمنشورة للعمليات وحصر وظائفها بالأعمال والعمليات المستورة (COVERT ACTIONS AND OPERATION). تعيين خلية إدارة الأزمات التابعة للحلف مندوبًا للتنسيق مع كل الدول والأجهزة الإقليمية والمحلية مع اعتماد نظام مواصلات موحد فى كل المنطقة. مركز عمليات المواصلات والمعلوماتية الجغرافية (COMMUNICATION AND GEOPOSITIONNING IT) وبنك الأهداف فى هرتزليا مع الأخذ بعين الاعتبار نقاط الضعف الفنى فى هذا المركز وتوفير التجهيز الذى ينقصه وتبقى القاعدتان البريطانيتان فى قبرص مولجتين بتأمين سهولة التخابر والتواصل (COMMUNICATIONS AND LIAISON) بين نقاط العمل الميدانية. تنظر الولاياتالمتحدة بإمكانية إعادة تأهيل وتجهيز قاعدتها فى الأردن وسيناء وأنجرليك فى تركيا بقصد تنسيق أساليب العمل وتوحيد القيادة وتنظيم الحضور الإقليمى العسكرى. إن غياب التنسيق الإقليمى والمحلى قد كلفنا الكثير من الوقت الضائع والموارد المهدورة.. إن الخلافات بين السوريين حول إدارة عمليات زعزعة النظام، وبين العراقيين حول مواجهة تمدد التأثير الإيرانى قد أدت كلها إلى فشل ما زلنا ندفع ثمنه على الساحة الدولية، خصوصا فى مفاوضاتنا مع الصين على الأجندة الآسيوية، ومفاوضاتنا مع روسيا على الأجندة الأوروبية والمتوسطية.. يجب رفع التنسيق إلى مستويات مقبولة: درس الاقتراح المتعلق بتوحيد خلية إدارة الأزمة التابعة للحلف فى كل من سوريا والعراق ومصر ورفع تقرير بذلك بأسرع وقت ممكن. بانتظار ذلك، المسارعة لتنسيق عملنا الإقليمى عن طريق تكثيف التداول بين خلية مصر وخلية الحلف لسوريا وخلية الحلف للعراق وربط الثلاثة بشكل دقيق مع الخلية المركزية التابعة للحلف. ضبط التمويل الإقليمى للوحدات المحلية العاملة ميدانيًّا بقصد فرض خط سياسى على الجميع، يتناسق مع خططنا. ضبط الاتصال مع الوحدات المحلية العاملة ميدانيًّا بقصد فرض توحيد التصرف السياسى على الجميع وحماية تناسق الخطة. السيطرة على شبكة الاتصالات القطرية فى سوريا والعراق وتحويل قيادتها للسعوديين. التنسيق النشط (ACTIVE) والتفصيلى مع الفريق السعودى ومنع التجاوز والمبادرات الفردية والالتزام بما يصدر من قرارات وتوجيهات عن لجنة إدارة الأزمة التابعة للحلف. بمنتهى السرية، المسارعة لتنظيم قيادات محلية مصرية لتنسيق العمل مع كل فريق سياسى إسلامى على حدة، وإبعاد عملائنا المصريين عن مراكز القرار والاستعانة بهم بصورة موضعية عند الحاجة، مع مراعاة الناحية النفسية وإشعارهم بأنهم يأخذون القرارات. تكليف فريق بريطانى للأعمال اللوجستية على الجبهة الجنوبية والغربية، وفريق أردنى إسرائيلى لجبهة سيناء والنقب، كل ذلك تحت القيادة الموحدة للجنة إدارة أزمات مصر. التوصيات: تذكرنا القيادة السياسية بأن قرار مقاطعة مصر اقتصاديا قد تم اتخاذه، على أن يبقى القرار مكتوما حتى يحين الموعد المناسب للمباشرة بهذا المسار (PROCESS)، وبهذا تبلغنا القيادة السياسية أن الذى سوف يركِّع مصر هو الجانب الاقتصادى. يستنتج الحضور حاجتهم إلى التركيز على السيناريو الذى يؤخر أو يمنع الاستثمار فى مصر ويصعب تمويل المشروعات فى أسواق المال الدولية. وأن تؤدى الخيارات التى يتم اعتمادها إلى تصعيب الاستثمار فى المشروعات. تكليف مؤسسات مالية اختصاصية للمراهنة المالية على العملة المصرية للتأثير على قيمتها. إطلاق حملة للتأثير على سمعة مصر الإدارية والمالية. وتنفيذ حصار للبلد فى المؤسسات المالية الدولية. الحاجة إلى الاستعانة بالاختصاصيين لوضع خطة مالية فعالة تساعد على تنفيذ برامجنا. أما عن الأمن فيؤكد التقرير: أن إنجاح مهمة زعزعة الأمن فى مصر يستوجب إجراءات، نبقى مسيطرين عليها تماما لتفادى الارتجال وتصرف المحليين الأهوج (APACHE LIDE BEHAVIOUR OF LOCALS): التأكد من استحداث شبكة مالية لاستبدال شبكة الإخوان التى يجرى تصفيتها الآن. وضع تفاصيل خطط التمويل بالذخيرة والتجهيز: عن طريق النقب، وعن طريق السودان وليبيا وتشاد. أما عن خطط التمركز فى سيناء، فتستوجب هذه التحضيرات بعض الوقت، لذلك يجب فصل المستودعات المعدة للاستعمال الحالى عن تلك التى تتعلق بإطلاق العملية (الثورة) الجديدة. على برامج التدريب أن تنتقل من مصر إلى الدول المحيطة أو إلى سيناء. الأهداف الجديدة: عند انتهاء الاستعدادات، يجب أن تكون لائحة الأهداف قد تم التحقق منها ومودعة فى بنك الأهداف، وتغطى التصنيفات التالية: «أنابيب الماء والغاز المحلية، والمحولات والمقاسم الكهربائية، والجسور الرئيسية، والألياف البصرية، وقواعد الرافعات فى الموانى المختلفة، والمستودعات الكبرى للبنزين والغاز، وعبّارات النيل وقناة السويس». ويطلب من اختصاصيى الأهداف استكمال اللائحة حتى يتبناها المجتمعون. وعلى الأهداف التى يتم اختيارها أن تستوجب ردودا من السلطة المصرية لها كلفة شعبية عالية جدا (HIGHEST POSSIBLE COLLATERAL DAMAGE) مع مفعول يؤدى إلى التململ الشعبى. الحفاظ على حالة من التوتر فى مصر مبنية على احتجاجات ومظاهرات محدودة وسلمية بقصد استدراج العطف الداخلى، لكن أيضا بقصد كسب الوقت حتى يتم استكمال الاستعدادات، مع الإصرار على عدم تهور القيادات الإسلامية ولجم حماسهم غير المدروس ووضع حد نهائى للارتجال. الطلب من الدبلوماسية كلها التعاون من أجل الحفاظ على حد من الضغط على الحكومة المصرية، لكن دون الوصول إلى شفير القطيعة، التى لا تفيدنا .. المطلوب كسب الوقت فى الوقت الراهن، وعند انطلاق العمل فى الخطوة الجديدة، يتم تسليمها الخطط الجديدة بقصد صياغتها دبلوماسيا والعمل على تنفيذ ما فيها. المباشرة حالا بتنفيذ ما تم التفاهم عليه من الاستعدادات والتحضير حتى يكون المخطط جاهزا للتنفيذ عند صدور القرار السياسى. تبلغنا القيادة السياسية أن المدة المتاحة لا تتجاوز منتصف شهر سبتمبر. المصدر التحرير