قالت صحيفة "إيه بى سى" الأسبانية إن القوات المسلحة فى مصر الأكثر عددا فى أفريقيا دائما تكون حاضرة مع الشعب المصرى فى لحظات سياسية حاسمة، وكان أول من فعل ذلك هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى انقلاب عسكرى عام 1952، وآخر من سيفعل ذلك هو الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، حينما مهد لهذه الخطوة بالبيان الذى ألقاه ظهر أمس الاثنين، حيث أمهل الأطراف السياسية المختلفة مدة 48 ساعة لتلبية مطالب الشعب كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى التى تمر به مصر. وأكدت الصحيفة أن القوات المسلحة هى الجهة الوحيدة التى تضمن حالة أمنية سليمة فى هذا الوقت، خاصة وأن الإخوان المسلمين لن يستسلموا بسهولة لمطالب الشعب المصرى بعد عقود من الزمن، وهم يحلمون بهذه المكانة وهذا المنصب، كما أن القوات المسلحة هى القادرة على إعادة هيكلة البلاد، وخاصة من الناحية الاقتصادية، حيث إن ميزانية الدفاع هذا العام 2.264 مليون يورو. وأشارت الصحيفة إلى أن القوات المسلحة أصدرت هذا البيان كإنذار لجميع القوى السياسية بعد احتجاجات واسعة تطالب باستقالة الرئيس محمد مرسى، مؤكدة أن القوات المسلحة هى الوحيدة القادرة على تاريخ مصر، ودائما تقف بجانب الشعب المصرى فإنها تفعل الآن كما فعلت فى ثورة يناير 2011 كضامن للسلام خلال المرحلة الانتقالية للحكم المدنى، بعد أن أجبرت الرئيس السابق حسنى مبارك على التنحى فى فبراير 2011. وأوضحت الصحيفة أن ثورة يناير خلفت أكثر من 800 قتيلا وقاد الجيش البلاد، بعد ذلك مفاوضات مكثفة لإقناع مبارك، كما أنه وعد بالتنازل عن صلاحياته بعد انتهاء الفترة الانتقالية إلى سلطة مدنية منتخبة ديمقراطيا، وبالفعل قام بذلك وأدى دوره. وفى انتخابات 2012 فاز زعيم الإخوان المسلمين محمد مرسى الذى أصبح أول رئيس مدنى منذ 1952 عندما أطاح عبد الناصر بالملك فاروق، وفى نوفمبر 2012 بعد أشهر من انتخاب مرسى عاد الجيش ليلعب دورا هاما أثناء وجود عنف فى شوارع القاهرة عندما أصدر الرئيس مرسوما بأنه فوق القانون، مما أثار حينئذ موجة عارمة من الاحتجاجات، وتم إلغاء هذا المرسوم فى ديسمبر على الرغم من أنه لا يزال يحتفظ ببعض الأحكام المثيرة للجدل. وقد حارب الجيش المصرى فى العديد من الحروب، وخاصة ضد إسرائيل، بما فى ذلك الحرب العربية الإسرائيلية (1948-1949) وقناة السويس (من 26 أكتوبر إلى مارس 1956)، وحرب الأيام الستة 1967، أو يوم الغفران "6 أكتوبر" عام 1973
