قدم الرئيس الصربي بوريس تاديتش اعتذارا رسميا اليوم لكرواتيا عن الجرائم التي اقترفها جيش بلاده ضد المواطنين الكروات خلال الحرب الاهلية اليوغوسلافية في عام 1991. جاء ذلك خلال زيارة قام بها الرئيس تاديتش وهي الاولى من نوعها لموقع اكبر مذبحة اقترفها الصرب ضد المواطنين الكرواتيين في بلدة (فوكوفار) والتي ذهب ضحيتها ثلاثة الاف شخص غالبيتهم من المدنيين الابرياء. وقال تاديتش في كلمة له بعد تقديم اكليل من الزهور على ضريح ضحايا تلك المذبحة انه ينحني اجلالا لأرواحهم البريئة داعيا الى مصالحة شاملة بين دول يوغوسلافيا السابقة. بدوره اشاد الرئيس الكرواتي ايفو يوسيبوفيتش في كلمة له بالخطوة الجريئة التي قام بها الرئيس الصربي موضحا في الوقت نفسه انه "لا يمكن نسيان الماضي لكنه يمكن العمل على الاستفادة من تلك الدروس لعدم تكرار تلك الجرائم والبدء باقامة علاقات متكافئة على اسس جديدة من الاحترام المتبادل والاعتراف بحقائق التاريخ". واكد اهمية التخلي عن السياسة التوسعية والعدوانية لصربيا والبدء بروح جديدة في التعاون لمصلحة شعوب المنطقة التي تتطلع للانضواء تحت مظلة الاتحاد الاوروبي كضمان لسيادتها واستقلالها وتطورها الاقتصادي والاجتماعي ووصف المراقبون هنا هذه الزيارة بالتاريخية بكل المقاييس وهي تأتي بعد زيارة رئيس صربيا تاديش نفسه لمدينة (سيربرنتشا) البوسنية في يوليو الماضي حيث اعتذر عن جرائم الصرب ضد السكان المسلمين لكن حديثه هذه المرة في كرواتيا كان اشد وضوحا في الاعتذار والاعتراف بالمسؤولية عن تلك الجرائم.