أبوظبى : احمد عنانى في برنامج محاضرات مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة، والتي اختتمت بمحاضرة للدكتور محمد المخزنجي، الأديب والكاتب الصحفي، بعنوان الأفلام العلمية ولغة الأدب، والذي أشاد بالمهرجان كونه يتبنى عملاً نبيلاً ويجمع هموم العالم والفنون ويكرس للمصير الإنساني، بدأ حديثه عن اهتمام أبوظبي بالبيئة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد آل نهيان واهتمامه الشديد بالحفاظ على عناصر البيئة. وذكر "المخزنجي" قصة بداية زيارته لدولة الإمارات عام 1995 وبالتحديد لجزيرة صير بني ياس، حيث شاهد مشروع كبير على أغلب الطرق الصحراوية وهو تحويل الصحراء إلى واحة خضراء والاهتمام بكل أنواع الطيور والحيوانات والتي تحولت بعد ذلك من طيور مهاجرة إلى طيور قابعة على أرض الجزر، وكانت تجربة جادة وقوية وتوفرت بها كل الإمكانيات لتكون محمية طبيعية تعيش عليها كل الحيوانات والطيور النادرة وأهمها طير الفلامنجو.. وقال: هناك قلة في المراجع البيئية في مجال التوثيق بالصورة المتحركة، بل كلها اجتهادات مثل تجربة الدكتور حامد جوهر والدكتور مصطفى محمود، والأفلام العلمية ولغة الأدب تعد مزيجاً هاماً يوضح إنسانيات الحياة البيئية، كنموذج للبشرية لأن الأدب هو سجل المشاعر .. والعلم هو سجل الوقائع، والتي يمكن أن تكون حيوية أو فسيولوجية أو فيزيائية أو كيميائية. واضاف "المخزنجي"، أن العلوم والحقائق العلمية الدقيقة تمر بمطبات أمام المتلقي، فلغة الأدب توضح وتعمق وتجعل المعلومة أكثر سهولة للمشاهد، وهناك أمثلة كثيرة في الطبيعة مثل زهرة اللوتس والتي تنمو من قلب وحل المستنقعات وتخرج للطبيعة وعندما تموت، تسقط في قاع الوحل لتنتج بذوراً جديداً تنمو منها زهرة جديدة.. وضرب المخزنجي مثالاً ثانياً عن حيوان الأخطبوط والذي يمتلك فماً للأكل وخلايا حسية ليتعرف بها على طريقه، ونجد أنه يبكي قبل أن يودع الحياة ثم يفرز مادة سامة ليموت. وفي ختام المحاضر قال المخزنجي، نحن نعيش وسط بيئة يجب أن نحافظ عليها فالكوكب الأزرق ضعيف ويحيط بنا خيمة رقيقة من الغلاف الجوي، وعندما نغوص داخل الأرض لمسافة 15 كيلومتراً نجد حرارة قاتلة، وعندما نرتفع مسافة عشرة كيلومترات، لا نستطيع التنفس .. وهنا تتجلى أهمية التوعية بالحفاظ على البيئة من خلال تناول هذه الظواهر في المهرجانات والمحافل السينمائية، والمعادلة الهامة في بناء فيلم بيئي ناجح هي وجود معلومات علمية ومقدمة في صورة أدبية حتى يسهل على المتلقي فهمها.