قال دوري جولد سفير إسرائيل السابق في الأممالمتحدة والمستشار السابق لبنيامين نتنياهو، إن إعلان الرئيس محمد مرسي عن نيته زيارة طهران لحضور قمة عدم الانحياز في نهاية الشهر الجاري يمكن أن يقود إلي مصالحة بين السنة والشيعة، وهي المصالحة التي يسعي إليها الإخوان المسلمون منذ أن أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928. وأضاف جولد في مقال له اليوم الجمعة، بصحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن من القادة الإيرانيين من اعتبروا فكر الإخوان المسلمين مصدرا للإلهام، فقد ترجم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي بعض كتب سيد قطب من العربية إلي الفارسية .
ولكن رغم هذا التاريخ من التسامح بين الجانبين، يشير جولد إلي تحديات تواجه المصالحة السنية الشيعية أولها الثورة السورية، فإيران لم تتوقف عن دعم نظام بشار الأسد، ولم تتوقف عن إرسال السلاح والمال له، بل إن جنودا شيعة إيرانيين يذبحون العرب السنة في المنطقة بين حلب وحمص، ولذا فمن الصعب، حسب جولد، أن نتخيل كيف يعانق مرسي القيادة الإيرانية.
أما التحدي الثاني الذي يواجه ذلك التقارب فيتمثل في الأصوات المتزايدة داخل الإخوان المسلمين والتي تعارض هذا التقارب، فالشيخ يوسف القرضاوي الذي يعد المرجعية العالمية العليا للإخوان المسلمين، اتهم الشيعة بأنهم يريدون اجتياح العالم السني بدعم من إيران وأنهم يريدون تحويل السنة إلى المذهب الشيعي.
والعقبة الثالثة أمام هذا التقارب تأتي من دول الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، فالسعودية تتهم الشيعة بالوقوف وراء التفجيرات التي وقعت في مدينة الخبر عام 1996 ، وفي هذا العام كشفت المباحث الفيدرالية الأمريكية "الإف بي آي" عن محاولة حرس الثورة الإيراني التعاون مع عصابات المخدرات في المكسيك لاغتيال السفير السعودي في واشنطون، وهذا يعني أن مرسي إذا حاول بناء علاقات مع إيران، فسيجد نفسه في مشكلة مع المملكة السعودية التي طلب منها مؤخرا مساعدات اقتصادية.
ويختم جولد مقاله بالقول بأن هذه التحديات لن تجعلنا نفاجئ إذا قرر مرسي إلغاء زيارته إلي إيران، وسيتضح للإخوان المسلمين أن محاولة رأب الصدع بين السنة والشيعة أكثر تعقيدا بكثير من مجرد العناق في مكة .