كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان - وهي جماعة معارضة تقوم بتوثيق حملة بشار الأسد العنيفة ضد الانتفاضة - أن عناصر الشبيحة الذين يستعين بهم النظام يأتون من قرى علوية مجاورة، مشيرة إلى أن أقارب بشار شكلوا شبكات للتهريب والابتزاز في مدينة اللاذقية الساحلية، ثم تحول هؤلاء الشبيحة إلى فرق موت رهيبة تحمل مسئولية أبشع الأعمال الوحشية. وقالت الشبكة السورية: "لقد استعان الأسد بشكل متزايد بأقاربه في تقوية قبضته على حكم سوريا ذات الأغلبية السنية بعد أن ورث السلطة عن أبيه عام 2000، وبدأ ظهور الشبيحة في اللاذقية وفي الجبال العلوية القريبة". ويقود أقارب الأسد سيارات مرسيدس زجاجها معتم من طراز معروف باسم (الشبح) بها ترسانة متحركة من الأسلحة يقتحمون بها الاختناقات المرورية في الشوارع، وتبعهم مسلحون أعجبتهم التسمية التي تصفهم بالشبيحة. وذكرت الشبكة أن الشبيحة تطوروا بدعم من الدولة ليتحولوا إلى ميليشيات حقيقية بعد الانتفاضة الشعبية، واستخدم الشبيحة بتوجيه من مسئولين في حزب البعث أو من جانب قوات أمن بشار في إخماد الاحتجاجات في مدن سورية غالبًا عن طريق إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وحمل الشبيحة في تظاهرات موالية للحكومة في دمشق ومدن أخرى في وقت سابق من هذا العام لافتات تقول: "يا أسد إحنا شبيحتك للأبد" وغيرها من اللافتات التي تؤكد ولاءهم لرئيس النظام السوري. وفي بداية الانتفاضة، جندت قوات أمن بشار آلافًا من السنة لدعم القلب العلوي للشبيحة خاصة بعد إطلاق بشار سراح الآلاف من السجون في عفو عام العام الماضي، لكن الشبيحة أصبحوا أكثر اعتمادًا على التجنيد من صفوف العلويين بعد أن تحولت الانتفاضة إلى نشاط مسلح وبدأ المعارضون المسلحون في استهداف عصابات الأسد. وقالت الشبكة السورية: المذابح وتزايد مخاطر التعرض للاغتيال على أيدي المعارضة المسلحة أدى إلى انسحاب كثير من السنة من ميليشيات الشبيحة على الرغم من أن راتب الواحد منهم بلغ مئة دولار يوميًّا، وهو مبلغ كبير في بلد يبلغ متوسط الراتب الشهري فيه بين 200 و300 دولار". وقال مصدر دبلوماسي: "تحول الشبيحة إلى ميليشيا علوية توجد غالبًا في المناطق المختلطة. مهمتهم هي إرهاب السكان المدنيين والقيام بالتطهير العرقي". ويقول نشطاء: إن الاتجاه إلى تجنيد وتسليح وتدريب الشبيحة من القرى العلوية - وبعضهم يبلغ من العمر 15 عامًا فقط - قد تزايد مع انسحاب مزيد من السنة من الميليشيا. وقال فواز تللو الناشط المعارض المخضرم الذي فرَّ من سوريا العام الماضي: إن الشبيحة لديهم شعور بالحصانة بأنهم يمكنهم قتل أكبر عدد ممكن من السنة، بينما يؤدي دعم روسيا للنظام السوري إلى القضاء على أي إمكانية للتدخل الدولي.