إن مهنة التدريس من أشرف المهن التي يؤديها الفرد بصفة عامة والمعلم بصفة خاصة، فالمعلم يترك أثرًا كبيرًا في نفوس الطلاب وزرع القيم الأخلاقية والتربوية والدينية المختلفة، ويعتبر المعلم هو النموذج الذي يحتذي به الطالب كقدوة مميزة له يتعلم منه الأخلاقيات المختلفة، فالمعلم له أيضًا آثار واضحة في المجتمع كله وليس على الأفراد فحسب، فالمعلم يتخرج من تحت يده الأطباء والمهندسون والمستشارون والمحامون والحرفيون وكافة الحرف المختلفة سواء التعليم العام أوالصناعي، فالمعلم ينقل خبراته التعليمية ليس لطالب واحد وإنما العشرات والمئات والآلاف من الطلاب. فهناك فرق شاسع بين مهنة المعلم ومهنة الطبيب، فالطبيب يعالج بعلاجه فردًا واحدًا على حسب حالته ومرضه وعلى حسب تخصص الطبيب ولا يترك أثرًا علميًا على مريضه ولكن المعلم يؤثر في تشكيل العديد من عقول طلابه وشخصياتهم وكيفية نموها وتفتحها على حقائق الحياة. فأهداف مهنة التدريس متعددة تتمثل في (تجديد وابتكار عقول التلاميذ، إنارة عقول التلاميذ، تهذيب طباعهم، توضيح الغموض، كشف الستار عن الخفي، الربط بين الماضي والحاضر، خلق الأمل واليقين في نفوس الأجيال الناشئة، اكتشاف قدرات الطلاب، معالجة مشكلاتهم، تأهيل الطلاب لبناء المجتمع الناجح القائم على فهم الحياة ومتطلباتها وهي الرسالة الأسمى في الحياة). فمصطلح التدريس قديمًا يشمل ما يقوم به المعلم من نشاط لأجل نقل المعارف إلى عقول التلاميذ ويتميز دور المعلم بالإيجابية ودور التلميذ بالسلبية في معظم الأحيان بمعنى أن التلميذ غير مطالب بتوجيه الأسئلة أو إبداء الرأي لأن المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة بالنسبة للتلميذ، أما اليوم فتغيرت المفاهيم وتبدلت الظروف وغزا التطور العلمي كل مجالات الحياة. لذا فالتدريس بمفهومه الحديث هو عملية تربوية هادفة وشاملة تأخذ في الحسبان كافة العوامل المكونة للتعليم والتعلم ويتعاون خلالها كل من المعلم والتلاميذ والإدارة المدرسية والغرف الصفية والأسرة والمجتمع ويساند عملية التدريس عملية التفاعل الاجتماعي ووسيلتها الفكر والحواس والعاطفة واللغة لتحقيق الأهداف التربوية السليمة وبناء مجتمع مزدهر بالعقول المستنيرة والمفكرة والمستندة على أساس علمي تحليلي ومنهجي شامل لإنشاء مستقبل باهر ومزدهر.