فى شارع جانبى يحمل اسم "الأزهر"، يتفرع من شارع 23 يوليو، أكبر وأهم شوارع مدينة العريش بشمال سيناء؛ ارتفعت مجددًا جدران "كنيسة مار جرجس" أقدم كنائس شمال سيناء، بعد أن وأدتها نار الإرهاب وقضت على جدرانها القديمة ومحتوياتها النفيسة ما بين حرق وهدم ونهب، تزامنًا مع أحداث فض رابعة بالقاهرة فى أغسطس 2013. المبنى المشيد حديثًا فى موقع الكنيسة القديمة يتوسط مدينة العريش، وانتشرت فى محيطه مدرعات الأمن فى شارع 23 يوليو الرئيسى، واحيطت به المتاريس، واعتلى سطحه رجال أمن مسلحين لحمايته، بعد الانتهاء من تشييده بسواعد رجال القوات المسلحة. ووفق روايات كنسية وأمنية بالعريش؛ تعود وقائع حرق كنيسة ماجرجس بالعريش ليوم 14 أغسطس من عام 2013، إذ اقتحم العشرات من أنصار الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى والجماعة المحظورة مقر الكنيسة التى كانت مهجورة نسبيا، بسبب تعرضها فى سنوات الانفلات الأمنى وأحداث ثورة يناير لمحاولات تخريب، وخلال عمليات الاقتحام تم تدمير البوابة الرئيسية، وكسر الصليب أعلى البوابة، وإشعال النيران بها، وأتت ألسنة النيران على جميع ما تبقى من المحتويات.من جانبه قال الأنبا قزمان، أسقف شمال سيناء، إن كنيسة "ما رجرجس"، سبق إحراقها فى أغسطس 2013، وحوادث اعتداء متكررة ومحاولات إحراقها بزجاجات المولوتوف، وبقيت فى ذاكرة الكنيسة اعتداء أغسطس الأشرس، والأشد حيث اأرقت بالكامل.وأشار أسقف شمال سيناء فى تصريحاتٍ له، إلى أن بالإضافة إلى "مار جرجس" احترقت فى وقتٍ سابق إبان ثورة يناير 2011 كنيسة العذراء برفح كليا، ودمرت يوم 28 يناير 2011، ولا تزال مهجورة ولم تُعَمَّر أو تُقام فيها أية صلوات نظرًا للظروف الأمنية وخطورة الأوضاع.وأوضح أنه فى فبراير 2016؛ عادت الحياة لكنيسة مارجرجس بعد قرار القوات المسلحة هدم ما تبقى من الكنيسة وإعادة بنائها وإعمارها، تنفيذًا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته عشية عيد الميلاد بالكاتدرائية، والانتهاء من إعمار جميع ما دمره الإرهاب فى 14 أغسطس 2013 قبل نهاية هذا العام.من جانبها أوضحت مصادر كنسية فى مدينة العريش، أن الكنيسة أعيد بنائها بالكامل، واحتفل بإقامة أول صلاة قداس فيها فى عيد الغطاس مارجرجس بتاريخ 18 يناير 2017.وأشارت المصادر إلى توقف الصلاوت بها فى الوقت الحالى نتيجة الأوضاع الأمنية فى مدينة العريش، ومغادرة غالبية الأسر المسيحية للمدينة، وتخضع الكنيسة لحماية قوات الشرطة على مدار الساعة لحمايتها.
