تمكنت الحكومة العراقية بالاستعانة ببعثاتها الدبلوماسية في الخارج من استرداد مئات من التحف الأثرية التي سرقت من المتاحف والمواقع الأثرية العراقية خلال السنوات الماضية. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الثلاثاء عن وزير الخارجية هوشيار زيباري قوله، خلال حفل بهذه المناسبة حضره السفير الأمريكي لدى العراق جيمس جفري، إن الوزارة تسلمت من بعثاتها الدبلوماسية خلال السنوات الماضية قطعا أثرية نفيسة في عملية مستمرة لاسترداد الآثار العراقية المسروقة. وأقامت الخارجية العراقية معرضا للتحف التي تم استردادها، من بينها تمثال للملك السومري أنتيمينا الذي يعود تاريخه إلى أربعة آلاف و400 سنة، وكان قد سرق من المتحف الوطني العراقي عام 2003 خلال أعمال النهب التي تعرضت لها المتاحف العراقية بعد الحرب. يذكر أن العراق مهد لأقدم الحضارات المدنية، ولكن الآثار المتبقية من تلك الحضارات قد تعرضت للنهب خلال الحرب الأخيرة، وبيعت لهواة جمع الآثار. وتعرض الجيش الأمريكي لانتقادات حادة بسبب فشله في حماية الآثار الموجودة في المتحف الوطني العراقي على إثر سقوط بغداد عام 2003. وقد سرق اللصوص أو أتلفوا آثارا تعود لحقبة تمتد على مدى سبعة آلاف سنة من حضارات ما بين النهرين، بما فيها الحضارة البابلية والسومرية والأشورية. وكافح خبراء آثار عراقيون وأجانب على مدى سنوات لاقتفاء أثر المسروقات دون نتيجة تذكر، ولا تزال 15 ألف قطعة أثرية مفقودة وفقا لنائب مدير المتحف الوطني محمد محسن علي، الذي أكد أن أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية قد استعيدت منذ عام 2003.