ذكرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية إن الاستيطان الاسرائيلي يمثل قنبلة تهدد المباحثات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقالت إن هذه القنبلة قد تدمر هذه المفاوضات في أقل من شهر , أي بحلول يوم السادس والعشرين من شهر سبتمبر الجاري الذي تنتهي فيه فترة التجميد الإسرائيلي المؤقت للأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة. وأضافت الصحيفة في مقال لها الخميس إن المعضلة التي تواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واضحة , فإذا مدد هذا التجميد المؤقت ، كما يطالب الفلسطينيون ، فسيغامر بفرص بقاء ائتلافه الحكومي , كما سيثير غضب الجماعات القوية المؤيدة للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة. وأشارت الصحيفة إلى أن الغالبية العظمى داخل الائتلاف الحكومي الحالي القادم من "الليكود" تؤيد استئناف الاستيطان. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الفلسطينيين في الوقت ذاته حذروا مرارا وتكرارا من أنهم سيتخلون عن المفاوضات إذا ما تم استئناف بناء المستوطنات , ثم إن نتنياهو سيحمل مسئولية انهيار المفاوضات وهي مسألة كثيرا ماحاول جاهدا تجنبها. وتشير الصحيفة إلى أن نتنياهو يميل إلى التوصل إلى تسوية بشأن تجميد الاستيطان . وقالت الفاينانشيال تايمز إن هناك فكرة تحظي بتأييد متزايد بين الوزراء الإسرائيليين وهي التمييز ما بين ما يطلق عليه اسم الكتل الاستيطانية والتي تقع بالقرب من الخط الأخضر للحدود مع الضفة الغربية وبين المستوطنات الصغيرة المعزولة الواقعة في عمق المناطق المحتلة. ونقلت عن دان ميريدور نائب رئيس الوزراء عن حزب الليكود قوله إنه فيما يتوجب استئناف البناء في الكتل الاستيطانية , يبقى الاستيطان مجمدا في الثانية. ومضت الصحيفة البريطانية بالقول "أما الخيار الثاني فيتمثل في السماح لأصحاب المشروعات الخاصة الحاصلين بالفعل على تراخيص للبناء بالمضي في مشاريعهم , وفي نفس الوقت الامتناع عن إصدار أي تراخيص بناء جديدة وتجميد المشاريع الحكومية". وترى الفاينانشيال تايمز أن انهيار المباحثات سيسبب حرجا شديدا للرئيس الأمريكي باراك أوباما. ونقلت عن مسئول إسرائيلي سابق قوله إن "الولاياتالمتحدة ستضغط بشدة على إسرائيل لتمديد فترة التجميد , لكن ستضغط بشدة أكبر على عباس كي يقبل صيغة التسوية المحتومة ولا ينسحب من المفاوضات". واختتمت الصحيفة مقالها بالقول بانه بات من "الواضح أن الولاياتالمتحدة تأمل أن تترجع الأطراف خلال الأسابيع المقبلة , وإلا فقد يسجل التاريخ اجتماع واشنطن كواحد من أقصر محاولات تحقيق السلام في الشرق الأوسط عمرا".