توقفت امس الحملات الانتخابية لجميع المرشحين لعضوية مجلس الشعب السوري حسب التعليمات التنفيذية الخاصة بالانتخابات بعد ان بلغت الحملات ذروتها امس الاول بمهرجانات دعا فيها المرشحون الى اختيار المرشح المناسب باعتبار ذلك مسؤولية وطنية. وسيتوجه الناخبون غدا الى صناديق الاقتراع الموزعة في 15 دائرة انتخابية هي عدد المحافظات السورية لاختيار ممثليهم للدور التشريعي التاسع لمجلس الشعب وعددهم 250 عضوا. وبلغ عدد المرشحين 9807 منهم 1007 نساء، بزيادة مائة مرشحة عن الدور التشريعي السابق، موزعين على قطاعين الاول قطاع العمال والفلاحين ويرمز اليه ب (1) وعددهم 5086 يتنافسون على 127 مقعدا، والثاني قطاع باقي فئات الشعب وعددهم 4721 يتنافسون على 123 مقعدا. ويبلغ عدد الذين يحق لهم الانتخاب 11 مليونا و967 الفا من اصل نحو 19 مليون نسمة عدد سكان سوريا. دعوات للمقاطعة : ودعا النائب السابق المعارض مأمون الحمصي امس مواطنيه الى مقاطعة الانتخابات التشريعية واصفا اياها بأنها 'باطلة'. وقال الحمصي في بيان 'الاجهزة الامنية هي التي تقود الانتخابات وترشح من تريد وتبعد من تريد باساليب مختلفة'. وتساءل 'اين الحرية والسجون في ازدياد وتوسع ومليئة برجال الفكر والسياسة والقانون الذين وضعوا فيها دون اي جرم سوى التعبير عن آرائهم؟'. وقررت احزاب المعارضة التي لا تتمتع بوجود قانوني في سوريا ان تقاطع العملية الانتخابية، معلنة ان 'الوعود الرسمية' منذ عام 2000 بإجراء اصلاحات سياسية بقيت مجرد كلام. لكن المسؤولين السوريين يعزون عدم اجراء الاصلاحات الى الضغوط الدولية، ويكررون ان 'الوقت ليس ملائما' مشددين على ضرورة اعطاء الاولوية 'للوحدة الوطنية في وجه التحديات الخارجية'. وقال النائب الاسلامي المنتهية ولايته والمرشح 'المستقل' في دمشق محمد حبش لوكالة فرانس برس 'رغم الضغوط السياسية والاحتلال 'الاميركي' في العراق اختارت سوريا ان تجري الانتخابات في وقتها'. في واشنطن قال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفير ديفيد وولش، 'يبدو أن سوريا ستجري الانتخابات بالطريقة المعهودة.. الناشطون في الدفاع عن الديموقراطية سوف يبقون في السجن، والاقبال سيكون مثيرا للشفقة، واعتقد ان العالم سيتعامل مع هذه الانتخابات بتثاؤب كبير'، واضاف وولش ضاحكا، في لقاء عقده امس مع عدد من مراسلي وسائل الاعلام العربية والاسرائيلية ان 'السوريين محظوظون لأن الانتخابات (الرئاسية) الفرنسية ستجري في الوقت ذاته، وهم يأملون الا يلاحظ احد الانتخابات' السورية. وقال سكوت كاربنتر نائب مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الاوسط ان حكومته 'قلقة جدا لغياب الاصلاح السياسي الجوهري عن هذه العملية، وهو الاصلاح الذي وعد به الرئيس بشار الاسد شعبه مرارا'، بما في ذلك إقرار قانون جديد للانتخابات. وكان كاربنتر، الذي يراقب عن كثب العملية الانتخابية وقضايا الاصلاح السياسي في العالم العربي، قد التقى اخيرا بممثلين عن المعارضة السورية المنضوين تحت لواء جبهة الخلاص السورية واوضح امس ان المعارضة لم تطلب اي مساعدات محددة من واشنطن، وان حكومته تدرك ان صدقية المعارضة في اعين السوريين تتأثر سلبا اذا اقتربت كثيرا من واشنطن. وحول ما اذا كانت واشنطن نقلت هذا الموقف مباشرة الى الحكومة السورية، قال كاربنتر 'نحن لا نتحدث مباشرة مع النظام السوري، ولسنا مضطرين لذلك، لقد تحدثنا معهم الى ما لا نهاية الى ان اقتنعنا بأننا نتحدث مع حائط'. وكرر وولش المواقف نفسها التي تطرق اليها خلال شهادته يوم الاربعاء حول المحكمة الدولية في لبنان والتدخل السوري والايراني.