رغم التقدم العلمى الذى تعيش فيه روسيا لدرجة وصول علمائها الى القمر فقد شاع فى الأونة الأخيرة أمر المشعوذين الذين يدعون المعرفة بالطب ويستخدم بعضهم الفودكا في علاج الأمراض الناتجة عن الإشعاع وآخرين يستخدمون آلات بدائية لعلاج سرطان البشرة. فالطفل الروسي ديما كاساتشوك البالغ من العمر أربعة أعوام لم يكن أمامه أي مخرج عندما انهالت عليه مشعوذة مطلع يوليو/تموز 2010 في مدينة أوسوريسك شرق روسيا "لتخرج منه الجن الذي سكنه" قائلة:"أنت مسكون بالعفريت لوسيفر". ومضى وقت قصير قبل أن يلقى الطفل المسكين مخنوقا على الأرض وليس هذا الموت المأسوي حالة فريدة من نوعها حيث تكرر عدة مرات في روسيا خلال عمليات "العلاج بالمعجزات" مما دفع البرلمان الروسي لمواجهة هذا النوع من الجرائم حيث ينظر حاليا في مشروع قانون يجرم مجرد عمل إعلان لهذا النوع من الشعوذة بدعوى العلاج. لا يزال مشعوذو الأعشاب ومستخدمو الورق في الكهانة يعلنون عن أنفسهم في صفحات كاملة بالصحف الشعبية في روسيا ومن بين هذه الإعلانات على سبيل المثال إعلان جاء فيه:"نظرة واحدة فقط للكرة البلورية لبابوشكا ناديا تحل جميع مشاكلك الزوجية" وإعلان آخريقول صاحبه:"سحر سريع وبالرسالة القصيرة عبر المحمول إن شئت". عن هذه الإعلانات قال فيكتور سفاجلسكي عضو الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم "روسيا موحدة" في البرلمان الروسي "دوما" إن وراء هذه الإعلانات غشاشون يتقاضون الكثير من المال مقابل تكهناتهم و سفاجلسكي هو صاحب مشروع القانون ويرى أن هذه الكهانة والشعوذة بمثابة "جانب هائل من اقتصاد الظل لا يأبه له المسئولون رغم أن وراءه منتفعون عديمو الضمير". وحسب تقديرات وزارة الصحة في روسيا فإن نحو 500 إنسان يلقون حتفهم سنويا جراء "طقوس الشعوذة" ويزداد الطلب على العرافين والمشعوذين في مثل هذه الأوقات التي تتسم بالأزمات. تكمن حقيقة المشكلة في أن معظم الروس دأبوا على تصديق الخرافات ويصف النائب سفاجلسكي الكثيرين من هؤلاء بالسذاجة ويضرب مثالا لذلك باستمرار تمجيد المستشار راسبوتين الأسطوري للقيصر والذي عاش في الفترة من عام 1869 حتى عام 1916 .