لا أدري كيف يستحل أو "يستسيغ" أي شخص أن يحصل علي قرار علاج علي نفقة الدولة أو حتي ليس علي نفقة الدولة وفي هذا القرار "شبهة مخالفة"؟.. كيف يظن شخص مريض أن القرارات التي حصل عليها هذه يمكن أن تهيئ له الشفاء؟.. أليس الشافي هو الله وحده سبحانه وتعالي؟!.. هل يجتمع الشفاء مع الاختلاس وإهدار المال العام ومخالفة القانون؟! أقول ذلك وأنا أطالع نص البلاغ الذي تقدم به عضو مجلس الشعب مصطفي بكري حول قضية العلاج علي نفقة الدولة حيث استمعت نيابة الأموال العامة العليا الأربعاء الماضي إلي أقوال مصطفي بكري وناقشته في ما ورد في البلاغ من أرقام وبيانات.. قال بكري إنها جاءت في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات. عمليات تجميل.. علاج طبيعي بالحمام المائي.. جلسات مساج.. تبييض أسنان.. وزرع شعر.. كل هذا صدرت به قرارات علاج علي نفقة الدولة.. وبالتأكيد فإن الذين صدرت لهم هذه القرارات وفقاً لما جاء في أقوال مصطفي بكري وبلاغه من "المرفهين".. حيث لا يوجد فقير يطلب جلسات "مساج" أو تبييض أسنان أو زرع شعر أو ما شابه ذلك.. وطالما هؤلاء من المرفهين إذاً يستطيعون إجراء هذه العمليات من أموالهم الخاصة.. فلماذا إذاً يستحلون أموال الدولة وينسون أن شفاء "أي مرض" هو بيد الله سبحانه وتعالي. الشفاء من المرض لا يكون بيد الطبيب أو بالسفر للخارج أو بالحصول علي أكبر كمية من قرارات العلاج علي نفقة الدولة.. نعم نحن مأمورون بالأخذ بالأسباب.. لكن الشافي هو الله وحده سبحانه وتعالي.. لذلك فعلي أي شخص يحاول أن يرتكب "أي مخالفة" في "أي شيء" يتعلق بعلاجه من مرض معين.. عليه أن "يخجل" من الله سبحانه وتعالي.. فطالما يستطيع العلاج علي نفقته الخاصة فلماذا لا؟!.. وإن كان لا يستطيع ذلك فعليه بالطرق المشروعة للحصول علي هذه القرارات.. سمعت بأذنيَّ وشاهدت بعينيَّ الدكتور مصطفي محمود رحمة الله سبحانه وتعالي عليه في برنامجه التليفزيوني الشهير "العلم والإيمان" يروي واقعتين كان هو "شاهد عيان" عليهما ربما لو استمع إليهما أطراف قضية العلاج علي نفقة الدولة لتغيرت أشياء كثيرة في ذلك. الواقعة الأولي التي رواها الدكتور مصطفي محمود أنه كان ذات مرة في زيارة لإحدي دول المغرب العربي وتقابل هناك مع سيدة لا أتذكر فرنسية كانت أم إسبانية أشهرت إسلامها.. وروت له كيفية دخولها الإسلام.. قالت إنها رأت في منامها ذات ليلة رجلاً يقدم لها "كتاباً" ويقول لها "هذا هو القرآن".. وعقب ذلك وجدت نفسها تبحث عن تعلم العربية ودراسة القرآن.. وعقب إسلامها أصيبت ذات يوم "بورم خبيث في ثديها".. ووصل هذا المرض إلي مرحلة متقدمة وكانت تتابع حالتها مع طبيب.. وعندما عرفت أن هذا الطبيب يئس من حالتها.. صلت ركعتين في "قلب الليل" وكانت في خشوع وتضرع تام وأخذت تدعو الله سبحانه وتعالي أن يشفيها وظلت تدعو بإلحاح حتي "نامت" علي سجادة الصلاة.. وكانت المفاجأة عندما استيقظت. لم تجد هذه السيدة أثراً للورم الذي كان في ثديها وأسرعت إلي الطبيب فكاد أن يصيبه الجنون بعدما أجري الفحوصات والأشعة اللازمة.. لقد اختفي المرض تماماً. هذه الواقعة مسجلة في حلقات برنامج العلم والإيمان بلسان الدكتور مصطفي محمود.. وأي شخص يمكنه البحث عن هذه الحلقة إما في مكتبة التليفزيون أو من خلال شبكة الإنترنت الواقعة الثانية التي رواها الدكتور مصطفي محمود وسمعتها وشاهدتها بأذنيَّ وعينيَّ حدثت له خلال زيارة قام بها إلي "ليبيا".. قال إنه شعر بآلام شديدة في بطنه تبين أنها بسبب حصوات في "الكلية" وعندما توجه إلي الطبيب.. عرف منه ضرورة إجراء عملية جراحية عاجلة لإزالة الحصوات. تذكر مصطفي محمود ما قامت به السيدة التي روت له كيفية دخولها الإسلام.. وتوضأ وصلي ركعتين ودعا الله سبحانه وتعالي بإلحاح ويقين ثم نام.. ويقول الدكتور مصطفي محمود وهو يشير بيديه إلي "حجم الدورق".. إنه عندما استيقظ وجد نفسه مسرعاً إلي "الحمام".. وهناك أخرج من البول ما يقرب من "دورق" وكان لونه غريباً كأنه حجر جير مذاب في الماء.. لقد تفتت الحصوات.. وهذه الحلقة أيضاً مسجلة في برنامج العلم والإيمان ويمكن لأي شخص أن يبحث عنها علي شبكة الإنترنت. الأجهزة الرقابية تبذل ما في وسعها لحماية المال العام ومن بين ذلك المال المخصص للعلاج علي نفقة الدولة.. لكن علي الرغم من ذلك فهناك من لا يجد حرجاً ولا حياءً في ارتكاب أي مخالفة للنيل من هذا المال للعلاج!!.. إن الشفاء من أي مرض بيد الله سبحانه وتعالي وحده. * كنوز: قال الحبيب محمد صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم: تداووا عباد الله فإن الله أنزل لكل داء دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله.. صدق الحبيب المصطفي صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم. * نقلا عن جريدة الجمهورية