تصوير محمد اللو "دخلت كلية الهندسة جامعة القاهرة رغم أنفى منذ عدة سنوات ،والآن أعترف أننى ضللت الطريق " .. هذا الاعتراف لم تخجل إلهام عبد المنعم من البوح به لموقع أخبار مصر الالكترونى لتقدم توصية للطلاب المتقدمين لتنسيق الجامعات بأن المجموع ليس مقياساً للنجاح بكليات القمة . إلهام تعلمت من التجربة ، وقررت ألاتكررها مع أبنائها ،وأن تكتتشف مواهبهم وقدراتهم الحقيقية حتى توجههم للكلية المناسبة بغض النظرعن كونها كلية قمة أم قاع رغم تحفظها على هذا التعبير . وتقول صاحبة التجربة: " أنا شخصياً تعثرت أثناء الدراسة ورسبت عدة مرات حتى تمكنت من النجاح بمقبول بعد عذاب ،ورغم أن زوجى مهندس ماهر لم أتمكن من العثور على عمل يلائم ظروفى وخبرتى .والحقيقة أننى أعشق الموسيقى جداً ، وكم شاركت فى مسابقات وفزت بجوائز فى المدرسة لكن الأسرة أصرت على أن تظل الموسيقى هواية منفصلة عن الدراسة خاصة بعد حصولى على مجموع كبير فى الثانوية شعبة علمى رياضة . وأخيراً عادت خريجة الهندسة الى متعتها الفنية ، وأصبحت مدرسة موسيقى ومشرفة حفلات رسمية بمدرسة ابتدائية ، وتؤكدإلهام أنها رغم ابتعادها عن تخصصها وفقدانها "لقب باشمهندسة " إلا أنها سعيدة فعلاً ولن تمارس الهندسة أبداً ؟. مصطفى : درس فى كلية الطب ورسب 3 مرات بحجة وجود خلافات مع الأساتذة والشئون الادارية ، هنا أصبح مضطراً الى الانتقال الى كلية أخرى ، ولأنه لم يتحرر من عقدة كليات القمة رغم رسوبه المتكرر انتقل الى احدى كليات الاعلام ، فكانت الصدمة الكبرى هى معاودة الفشل . ساعتها شعر مصطفى أن هناك خطأ فى اختياراته وبدأ متأخراً رحلة البحث عن ذاته وقدراته لكنه فوجىء بمشكلة أكبر تمثلت فى لوائح التعليم العالى التى تفرض عليه دخول كلية خاصة بعد استنفاده مرات الرسوب أو الاكتفاء بالثانوية العامة والعمل بها . وتحكي نهاد كمال قصة تورطها فى دخول كلية الطب، التى تبدأ بحصولها على الثانوية من السعودية بمجموع مرتفع أهلها لدخول كلية الطب بجامعة اقليمية ، فذاقت المعاناة بالمدينة الجامعية، ورسبت في أول عام، ثم نجحت في الإعادة،ولم تتمكن من الحصول على البكالوريوس الا بالدروس الخصوصية التى استنزفت أموال الغربة. واكتشفت نهاد أن أسطورة كلية الطب انتهت ، وأنها ستصبح مجرد ممارس عام بمستشفى حكومية بمنطقة ريفية ، ولن تتخصص وتتميز إلا بعد الماجستير والدكتوراه ، ففضلت الجلوس فى البيت لتربية الأبناء لكن المشكلة أنها تتمنى أن تحقق ابنتها ما لم تنجح فيه ، وفى الوقت نفسه تخشى أن تجبرها على مالاتحبه خصوصاً أن سوق العمل مكتظ بالأطباء ؟ . الواقع يفرض نفسه .. هكذا علقت نجوى صالح على تجربتها بكلية طب الأسنان ، فهى لم تفشل لكنها أخفقت ماديا وعمليا فى الاشراف على عيادة، خاصة أن الثقة فى السيدات بهذه المهنة تستلزم مهارات طبية واتصالية متميزة . وقالت د. نجوى : " لن تصدقى أننى الآن أعمل فى حضانة ابنتى "بيبى سيتر" حتى أساعد زوجى فى أعباء المعيشة أثناء اغترابه للعمل مرشدا سياحياً فى الأقصر بشركة خاصة ؟. وتضيف أمانى سيد :" الالتحاق بكلية الاعلام كان حلم بابا وماما وعندما فشلت فى دخولها لأن مجموعى ضعيف ، جاءت العصا السحرية بتضحية الأسرة بعشرة آلاف جنيه لادخالى الاعلام فى جامعة خاصة لكننى رسبت وأصيبت باكتئاب ، لحظتها فقط استجابت الأسرة لرغبتى فى التحويل الى كلية أفضلها هى الآداب قسم لغة فرنسية ". وحتى تحقق أمانى رغبة أسرتى سأحاول العثور على وظيفة مترجم باحدى وسائل الاعلام .