قرار مصر بفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين ابتداء من الثلاثاء الماضي.. هو قرار صائب بكل المقاييس وفي وقته المناسب تماماً. فهو الرد الوحيد الذي يقبله المصريون والعرب علي المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل ضد قافلة الحرية التي تضم المئات من نشطاء السلام من دول العالم المختلفة حاملة المساعدات بهدف فك الحصار عن غزة. إنه الرد المناسب ايضاً علي عجرفة إسرائيل واصرارها علي عدم تخفيف الحصار حتي بعد صدور بيان مجلس الاتحاد الذي شدد علي الحاجة لانسياب السلع والناس بشكل منتظم ومستمر إلي غزة وتوفير البضائع دون عوائق. إضافة إلي ان العالم كله اصبح يطالب بفك الحصار عن غزة وإذا كانت إسرائيل ترفض فليس من المنطقي ان تساعدها مصر علي هذا وكان يجب ان تكون أول المستجيبين لهذا الطلب العالمي الشعبي والرسمي. أيضاً قيام مصر بهذا العمل قطع الطريق علي الكثير من المزايدين العرب الذين كثيراً تهجموا علي مصر واثاروا ضدها الجماهير العربية لغلقها المعبر أحياناً.. أما الآن فأسقط في ايديهم وزالت الذريعة التي كثيراً ما تذرعوا بها للنيل من مصر وزعامة مصر للعالم العربي. والأهم من ذلك كله هو ان الوضع في غزة اصبح غير قابل للاستمرار كما أكد علي ذلك بيان مجلس الأمن الدولي. إذ اننا لا يمكن ان نساهم في خنيق مليون ونصف مليون فلسطيني ونأخذهم بجريرة ما فعلته حماس من اختطاف للقطاع واصرار علي عدم الانصياع لمطالب مصر والعالم بتوحيد الفلسطينيين حكومة وشعباً وجهداً من اجل قيام دولتهم التي اعترف لهم العالم اجمع بضرورة قيامها كي تعيش هذه المنطقة في سلام. القرار اراح كل المصريين.. وإذا كانت إسرائيل تريد خفق القطاع بزعم القضاء علي قوة حماس فإننا يجب ألا نكون عاملاً مساعداً في ذلك.. ويجب ان تكون كما كنا دائماً الجانب الذي ينفس عن الفلسطينيين ويذهب عنهم آثار الحصار. نحن كمصريين سنظل متعاطفين مع اخواننا الفلسطينيين مهما كان الأمر ورغم سقطات حماس وتجاوزاتها.. فلا ذنب لغالبية الفلسطينيين الذين من بينهم نساء وأطفال ومرضي وشرفاء محبين لمصر ويرونها ملجأهم الاول والاخير. * نقلا عن جريدة الجمهورية