يحتاج رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الخميس الى أداء متميز يلقى استحسانا كبيرا في اخر مناظرة تلفزيونية له قبل الانتخابات المقررة يوم السادس من مايو/أيار ليعوض أثر الدعاية السيئة لوصفه ناخبة من أنصار حزبه بالتعصب بعد تحديها لسياسة الهجرة التي تنتهجها حكومته. واعتذر براون فيما بعد للناخبة بشكل شخصي لكن أسف براون قد لا يكفي لارضاء العديد من الناخبين مما يزيد الضغوط عليه لاستعادة ما فقده من شعبية خلال المناظرة التلفزيونية الثالثة والاخيرة لزعماء الاحزاب قبل الانتخابات وسوف يفاضل الناخبون في هذه الانتخابات بين منح حزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء جوردون براون فترة ولاية رابعة على نحو غير مسبوق , أو إعادة نظام حكم المحافظين بعد 13 عاما قضتها حكومة حزب العمال في السلطة ويتقدم المحافظون في جميع استطلاعات الرأي في حين يتنافس حزب العمال مع حزب الديمقراطيين الاحرار على المركز الثاني. و تمثل الانتخابات البريطانية هذة المرة فرصة العمر بالنسبة لحزب الديمقراطيين الاحرار ,الضحية التقليدية للنظام السياسي البريطاني الذي يهيمن عليه حزبان اثنان بينما يقبع هو في المرتبة الثالثة , حيث يزداد الامل من خلال استطلاعات الراي أن تتمخض الانتخابات عن "برلمان يفتقد للأغلبية" وهي حالة لا يحصل فيها أي من الحزبين الكبيرين على أغلبية مطلقة وسيحتاج إلى دعم الديمقراطيين الاحرار حيث يتم دعوتهما إلى لعب دور "صناع الملوك",ليقدما دعمهما لحكومة أقلية مقابل امتيازات سياسية . وتجرى المناظرات على غرار الاسلوب الامريكي في الحملات الانتخابية لاول مرة في بريطانيا وهيمنت على الحملة الانتخابية. ومن المقرر أن تتركز المناظرة الاخيرة على الاقتصاد وهو الموضوع الاكثر أهمية للناخبين اذ تواجه بريطانيا صعوبة في معالجة عجز ضخم في الميزانية مع تباطؤ النمو. و سيسعى حزب العمال تحت قيادة براون إلى تقديم نفسه باعتباره الحزب الذي قاد بريطانيا عبر تحديات الركود وساعد على تفادي التهديد الذي شكلته الأزمة الاقتصادية العالمية وإقناع الناخبين بأن استمرار الحكومة في السلطة هو وحده ما سيضمن تواصل التعافي الاقتصادي الهش ,بينما ستهدد خطط المحافظين الرامية إلى تقليص فوري في معدل العجز الهائل في ميزانية الدولة بالعودة إلى دائرة الركود. و في المقابل يلقي المحافظون بقيادة ديفيد كاميرون باللوم على براون بشأن اقتصاد "الازدهار والكساد" قائلين إن سياسات حزب العمال أدت إلى "مجتمع محطم" في بريطانيا. وتمثل الهجرة والتهديد "الإرهابي"والحرب في أفغانستان القضايا الرئيسية في الحملة الانتخابية , التي تواجه فيها الأحزاب الرئيسية تنافسا من الأحزاب القومية واليمينية التي تسعى إلى إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتطالب بوقف عمليات الهجرة.