فى ختام اجتماعاتهم أمس الأربعاء 30/5 بمدينة " بوتسدام " الألمانية اتفق وزراء خارجية دول مجموعة الثمانى الصناعية الكبرى على دعم أية إجراءات مناسبة للتعامل مع رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم استجابة لمطالب مجلس الأمن الدولى، كما وجهوا نداءً مزدوجاً إلى الفلسطينيين لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وكذلك إلى الإسرائيليين بضبط النفس وهدد الوزراء بأنه فى حالة مواصلة طهران تجاهل نداء مجلس الأمن فإنهم سيدعمون اتخاذ إجراءات إضافية ضدها بما يتفق وقرار مجلس الأمن رقم 1747 . وبالنسبة للشرق الأوسط وجه وزراء خارجية الثمانى نداء إلى القيادة الفلسطينية لمنع المسلحين من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، كما حثوا إسرائيل على إظهار ضبط النفس فى رد فعلها على هذه الهجمات والامتناع عن اتخاذ أية إجراءات لا تتفق مع القانون الدولى وبالنسبة لإقليم دارفور السودانى أعلن " برنار كوشنر " وزير الخارجية الفرنسى أن مجموعة الثمانى أعربت عن استعدادها لدراسة فكرة إقامة ممرات إنسانية لمساعدة أهالى الإقليم، إضافة إلى تشكيل فريق اتصال يكلف بالسعى إلى التوصل إلى حل للنزاع، مُشدداً على أن الأمر لا يعنى بأى حال القيام بعمل عسكرى مُشيراً إلى أنه يجب القيام بذلك من الأممالمتحدة . وقد شهد الاجتماع الوزارى اتهام " سيرجى لافروف " وزير الخارجية الروسى الولاياتالمتحدة بإعادة إطلاق " سباق تسلح " دولى بمشروعاتها لنشر درع أمريكية مضاد للصواريخ فى أوروبا، كما فشل الوزراء فى التوصل إلى تسوية بشأن قضية استقلال إقليم كوسوفا . وكان وزراء خارجية مجموعة الثمانى والتى تضم القوى الغربية الرئيسية واليابان بالإضافة إلى روسيا قد عقدوا اجتماعاتهم فى مدينة " بوتسدام " الألمانية تمهيداً لقمة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء فى المجموعة الأسبوع المقبل،والسعى إلى تقريب وجهات النظر المتعارضة خصوصاً بشأن ملف كوسوفا،وملف المناخ بين الأوروبيين والأمريكيين، وأشار وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن مصير صربيا وكوسوفا لا ينبغى أن يتقرر فى نيويورك " الأممالمتحدة " أو فى بوتسدام أو فى أطر أخرى، ولكن فقط من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وقد أقر وزير الخارجية الألمانى " فالتر شتا ينماير " الذى رأس الاجتماع بأن مواقف الدول حول كوسوفا متباعدة بدرجة لا تسمح بتوقع حصول اختراق بشأن هذه الأزمة داخل مجلس الأمن الذى تسلم هذا الملف . أما ملف المناخ فإنه كان غير مدرج رسمياً على جدول هذه الاجتماعات، لكن الخلافات بين الأمريكيين والأوروبيين بشأنه أرخت ظلالاً كثيفة من الشك فى احتمال التوصل هذا الأسبوع إلى اتفاق فى هذا الملف الأساسى بالنسبة للرئاسة الألمانية، وهذا ما ألمح إليه بوضوح " ميتسيو ساكابا " المتحدث باسم رئيس الوزراء اليابانى " شينزوابيه " الذى قال إن قمة مجموعة الثمانى المقبلة من 6 إلى 8 يونيو لن تكون بالتأكيد المحطة النهائية فى " مسيرة طويلة جداً " .. ومن جانبه أقر وزير الخارجية الألمانى أن هناك خلافات حول طريقة التعامل مع ملف الاحتباس الحرارى .. فى حين أشارت الصحف الألمانية إلى أن الأمريكيين قد تكون لديهم النية فى القدوم إلى القمة بمقترحات مضادة . وقد شارك فى هذه الاجتماعات وزيرا خارجية أفغانستان " رانجين دافدار سبانتا " وباكستان " خورشيد قاصورى " تلبية لدعوة من الرئاسة الألمانية لحثها على البحث عن حل للخلاف حول عمليات توغل الإسلاميين عبر الحدود بين البلدين، وأكد قاصورى أن باكستان ليس لديها خلافات كبيرة مع أفغانستان التى هى دولة صديقة وجارة . وتبنى وزراء خارجية مجموعة الثمانى إعلاناً حول تشجيع إقامة دولة القانون فى الوقت الذى تتعرض فيه روسيا العضو فى المجموعة إلى انتقادات من باقى أعضاء المجموعة بشأن التضييق على الحريات والضغوط على المعارضين، وجاء فى البيان أن دول مجموعة الثمانى تكلف الرئاسة الألمانية بالدعوة إلى مؤتمر خبراء فى النصف الثانى من العام 2007 لبدء حوار أكثر تركيزاً حول تعزيز دولة القانون على أن يكون المؤتمر مفتوحاً للدول غير الأعضاء فى مجموعة الثمانى . 31/5/2007