عاش جريجوري بريلمان أربعة أعوام في عزلة بمنزله الصغير بمدينة سان بيترسبورج نجح بعدها في حل "معضلة بوانكاريه" وهي أصعب المسائل الرياضية التي صادفها الرياضيون خلال القرن العشرين، وقد أعلن بريلمان أنه يرفض الذهاب لاستلام "جائزة الألفية" التي منحها له معهد كلي للرياضيات (مليون دولار)، إنها المرة الثانية التي يرفض فيها هذا الرياضي اللامع استلام جائزة. ترجع القصة التى نشرتها جريدة لوفيجارو الفرنسية إلى عام 2002 وكان جريجوري بريلمان، الذي عرف عنه التحفظ، باحثا في معهد ستيكلوف للرياضيات بسان بترسبورج، وقتها قرر بريلمان نشر أبحاثه حول "معضلة بوانكاريه" على الانترنت مجانا ليستفيد منها الباحثون في الرياضيات. شاع الخبر في الأوساط العلمية وقد أقر أكبر علماء الرياضيات صحة حل بريلمان للمسألة التي حيرت علماء الرياضيات على مدار القرن الماضي. وتعد هذه المعضلة من ضمن "أصعب سبع مسائل رياضة عرفتها الألفية" وكان قد صاغها العالم هنري بوانكاريه عام 1904 ومفادها تحديد ما إذا كان ممكنا تكوين دائرة من ثلاثة أبعاد بواسطة شكل ما. جريجوري بريلمان لم يتقبل وضعه الجديد بعد ان ذاع صيته فقرر في 2005 الاستقالة من وظيفته في معهد ستيكلوف حيث كان يعمل منذ خمسة عشر عاما. في 2006 منحه الاتحاد الدولي للرياضيات جائزة "فيلدز" التي تضاهي نوبل وتمنح كل أربعة أعوام لكن لم يذهب بليرمان لاستلامها. عندما ذهب الصحفيون لمقابلته تحدث لهم جريجوري بليرمان من خلف باب منزله المغلق قائلا إنه " لا يريد أن يعرض على الناس كأنه في حديقة الحيوان" وأضاف أنه "ليس بطلا في الرياضيات ولا عبقريا لذلك لا يريد أن يراه احد". تقول واحدة من جيرانه " ذهبت مرة إلى منزله وأصبت بالذهول ووجدته يعيش في ظروف أكثر من بدائية فمنزله مكون من منضدة وكرسي وسرير بمرتبة شديدة الاتساخ"، ويقول أقربائه إنه ربما يكون قد توقف عن القيام بأي أبحاث في مجال الرياضيات".