على وقع هدير المروحية التي تحمل مساعدات، يقف سكان اقليم داربانغا شرق الهند خارج منازلهم التي اغرقتها الفيضانات. ويقول احد سكان المنطقة المنكوبة اشيش ثاكور: «الناس يتقاتلون على الطعام كالكلاب». ويضيف المزارع وهو واحد من ملايين المشردين جراء الفيضانات التي تضرب جنوب آسيا، «ببساطة، لم يعد ثمة شيء ليؤكل».وفوقه، تنجح المروحية المكلفة تأمين مساعدة طارئة في الهبوط اخيراً رغم الامطار الغزيرة. ويتابع ثاكور حاضنا ولديه الجائعين وزوجته المرتعشة «حتى مروحيات الاغاثة تخفق في الهبوط (...) لقد خارت قواي». وداربانغا واحد من 14 اقليماً الاكثر تضرراً بالفيضانات في ولاية بيهار، شمال شرق الهند. وعدد المنكوبين فيه وحده يناهز سبعة ملايين نسمة. وأفادت السلطات المحلية ان نحو 12 مليون شخص في الهند يفتقرون الى مياه الشفة والمواد الغذائية والطبية. وككل صيف، اغرقت الامطار الموسمية قسماً من جنوب آسيا، وقضى اكثر من 1100 ضحية من جراء الفيضانات منذ بداية موسم الامطار في يونيو (حزيران). وفي بنغلادش هناك حوالي ستة ملايين شخص معزولون او مشردون. ولم توفر الامطار النيبال حيث اطلقت الاممالمتحدة عملية اغاثة تستهدف مساعدة مئات الاف المنكوبين. وشرح اوبندرا شارما، المسؤول عن السلطات المحلية في داربانغا، الصعوبات التي تواجه فرق الانقاذ والسلطات المحلية، قائلاً «توقعنا حدوث فيضانات وقمنا بتخزين الاطعمة لكننا لم نتصور انها ستكون بمثل هذه الخطورة». واوضح ان نحو 700 قرية، من اصل 1200 يضمها الاقليم «غرقت جزئيا او كليا»، ما يعني تضرر اكثر من مليوني شخص. واضاف شارما «قياسا ب280 مليمتراً سجلناها طوال موسم الامطار العام الماضي، بلغ معدل الامطار في يوليو (تموز) وحده 873 متليمتراً». وبدت عليه الحيرة وهو يقول: «الامطار لا تتوقف. وسائل النقل مقطوعة بالكامل برا وجوا وحتى القطارات، وحدها الهواتف لا تزال تعمل». وقال دابلو شانكار من قرية ليهيرياساراي: «بلدتنا بكاملها تحت المياه. لا طعام ولا حليب في السوق». وعلق براسان كومار من قرية شوغولي المجاورة متطلعا الى السحب السوداء التي تضيق بها السماء «السلطات اختفت والمروحيات ما عادت تأتي». وأضاف: «قريبا سنأكل التراب، نحن خمسة، ولم نحصل على لقمة واحدة منذ اربعة ايام». وأقر شارما، المسؤول عن الاقليم، بان المطاعم الطارئة التي اقيمت للاشخاص المعزولين والبالغ عددها 396 ليست كافية على الاطلاق. ويختصر متطوع من احدى الوكالات الانسانية الوضع بقوله «نحتاج الى المساعدة وفي اسرع وقت».