أثار صدور كتاب في الولاياتالمتحدة حول إسرائيل شارك فيه أستاذ فلسطيني في الجامعة الأمريكية في بيروت إلى جانب باحثين إسرائيليين جدلا في لبنان، حيث اعتبر البعض أن هذه المشاركة تشكل خرقا لقانون مقاطعة الدولة العبرية. وقد صدر الكتاب في نهاية 2009 في الولاياتالمتحدة عن دار نشر "زون بوكس" في نيويورك، وهو بعنوان "سلطة الإقصاء الشامل: تشريح الحكم الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة". وقال أستاذ علم الاجتماع في الجامعة ساري حنفي - الذي شارك في تحرير الكتاب إلى جانب الإسرائيليين آدي أوفير ومايكل جيفوني - إن الكتاب "يفضح النظام الاستعماري الصهيوني"، مشيرا إلى أن الباحثين الإسرائيليين مناهضان للصهيونية. وأضاف – في تصريحاته لوكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء 9 مارس/آذار 2010 - أن النائب العربي الإسرائيلي عزمي بشارة "دعا إلى نشر الكتاب باللغة العربية لتضمنه تحليلات حول الطريقة العنيفة التي سيطر بها الإسرائيليون على الفلسطينيين والتي تعتبر مهمة جدا في كفاحنا ضد هذا النظام الاستعماري". وأوضح حنفي أنه عمل في هذا المشروع قبل انتقاله إلى لبنان في 2005 أثناء وجوده في فرنسا وقبلها في رام الله. وكان حوالي 300 شخص بينهم أساتذة في الجامعة الأمريكية وطلاب وناشطون وقعوا عريضة على الإنترنت، تطالب الجامعة الأمريكية في بيروت بإيضاحات حول ورود اسمها إلى جانب اسم جامعة تل أبيب على الكتاب، وعدم احترام قانون مقاطعة إسرائيل الذي ينص عليه القانون اللبناني. وانتقدت العريضة إمكان استخدام التعاون بين حنفي والأستاذين "للإشارة إلى أن التبادل الجامعي بين لبنان وإسرائيل بات أمرا طبيعيا ومقبولا". ودفعت هذه العريضة حنفي إلى إلغاء محاضرة كان يفترض أن يدلي بها في لندن مع أوفير وجيفوني والعودة إلى بيروت. وقدم الدكتور ساري حنفي خلال لقاء نظم في حرم الجامعة - ضمه مع أساتذة وطلاب الاثنين 8 مارس/ آذار 2010 - اعتذاره عن أي إساءة قد يكون تسبب فيها. وقال "أود التعبير بوضوح عن اعتذاري لأصدقائي وزملائي هنا في لبنان وفي الجامعة الأمريكية في بيروت عن أي إساءة أو إزعاج قد أكون تسببت بهما". وأوضح – ل"فرانس برس" - أنه اعتذر كونه يتفهم المعترضين الذين "أحسوا بأنهم جرحوا في مشاعرهم"، إلا أن "الطريقة التي صور فيها الموضوع من دون السياق أي من دون أن يذكر أنني كنت في فلسطين وأن هؤلاء الناس معادون للصهيونية. وبالتالي أي قارئ للعريضة يظن أني مؤيد للتطبيع" مع إسرائيل. وأكد أنه "لن يشارك مرة أخرى طالما هو موجود في لبنان في أي بحث مع إسرائيليين".