إن القرن الحادي والعشرين يشهد حاليا ثورة فعلية طالما حلم بها علماء القرن الماضي: لقد أصبح علماء العصر الحالي يمتلكون أدوات قادرة على مشاهدة واستخدام الأشياء متناهية الصغر... وقد بدأوا استخدام هذه الأدوات في تطبيقات غير عادية. إن مجهر التأثير النفقي والليزر هما من تطبيقات ما يطلق عليه علوم النانو. إن عالم النانو هو عالم تقاس فيه الجزيئات بوحدة النانومتر -جزء من مليون من الملليمتر- وهي جزيئات لا تنحصر أهميتها في كونها أصغر خمسين ألف مرة من قطر شعرة الرأس فحسب، بل في أنها لا ينطبق عليها القوانين الفيزيائية والميكانيكاية والحرارية والبصرية والكهربائية والمغناطيسية والكيميائية التي تحكم عالمنا. إذا دخلنا عالم النانو متر أصبحنا خارج قوانين الفيزياء الكلاسيكية (كقوانين الجاذبية أو تناسب السرعة مع الطاقة) ودخلنا عالم الفيزياء الكمية، وهو علم مجهول للكثيرين لكن له تطبيقات عملية في العديد من المجالات. فمن الممكن مثلا تدمير ورم سرطاني كليا بدون الإضرار بما يحيط به، وقد استخدم بالفعل هذا التطبيق. كما يمكن تصنيع دراجة أمتن مائة مرة وأقل وزنا ست مرات من دراجة مصنوعة من الفولاذ.أو إنتاج ألواح ضوئية أكثر مرونة وأقل سعرا وأسهل في الحمل من الألواح الشمسية التقليدية. أما على صعيد التطبيقات الإلكترونية يكفينا أن نلقي نظرة على الأشياء المحيطة بنا (الإسطوانات الصلبة للكمبيوتر، الهواتف المحمولة، فرامل ABS المتطورة، أجهزة MP3)والتي غيرت حياتنا بشكل جذري. كل ذلك ليس سوى بداية فمعظم علوم النانو ما زالت في المرحلة التجريبية مع ما تثيره من جدل حول مخاطرها على الطبيعة والإنسان والحريات. لكن العولمة تلزمنا ألا نتوقف أبدا عن استخدام المزيد من تطبيقاتها.