صحيفة الغد الأرنية تناولت الأجندة الأممية لمناسبات دولية تغيب عنها أيام خاصة لإحياء ذكرى أيٍ من النكبات الفلسطينية المتلاحقة على يد الاحتلال الإسرائيلي، مقابل حضور بارز لأحداث تاريخية يهودية مصطنعة، على حساب الحقوق الوطنية المشروعة. وتقول الصحيفة:تبدأ مكاتب المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة في الأردن، كما في دول العالم، على مدى أسبوع تنظيم فعاليات الاحتفال باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا ما يسمى "بمحرقة اليهود" الذي حددته في السابع والعشرين من الكانون الثاني من كل عام. بينما لم تجد الهيئة الدولية في معاييرها ما يمكنها من "المعاملة بالمثل"، بتخصيص أيام لإحياء ذكرى "الهولوكوست الفلسطيني" على امتداد تواريخ النكبة والنكسة وما بعدهما، وصولاً إلى جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال أثناء عدوانها على قطاع غزة في 27 كانون الأول (ديسمبر) 2008، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 1300 شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، وجرح الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني. ورأى مدير مركز الإعلام الحكومي الفلسطيني غسان الخطيب ضرورة أن "يتم التعامل بالمثل، وأضاف إلى "الغد"من الأراضي المحتلة إن "الأممالمتحدة تتبنى موقفاً ايجابياً وواضحاً، عموماً، من الاعتداءات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، كما أنها تتفهم الحق الفلسطيني، بينما ادانت لجنة حقوق الانسان في الأممالمتحدة العدوان على غزة ووصفته بجرائم حرب قد ترتقي إلى مستوى جرائم ضد الانسانية". وقال إن "الشعب الفلسطيني يعد من أكثر الشعوب قدرة على تفهم المصائب التي تلم بالشعوب، حيث عانى وما يزال من مذابح متوالية وتشريد وقهر وغيرها من أشكال العذاب على يد الاحتلال، وبالتالي؛ فهو يدرك جسامة كل مذبحة يتعرض لها أي شعب، ومنها ما حدث على يد النازية من سقوط عدد مهول من الضحايا، ومنهم نسبة من اليهود". وأشار إلى أهمية "أخذ العبر اللازمة لمنع تكرار المذابح، مثل الذي يحدث للشعب الفلسطيني، ولذلك فإن التعامل المنطقي مع احياء ذكرى المذابح هو العمل على وضع حد لها"، داعياً "الأممالمتحدة إلى بذل الجهود لأجل عدم تعرض الشعب الفلسطيني للمزيد من الجرائم". وبعيداً عن الآراء المتضاربة تجاه صحة ما يسمى "بمحرقة اليهود" التي يتم الترويج لها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945، في ظل التشكيك بها من داخل عقر الكيان المحتل نفسه، ومنهم الكاتب إسرائيل شاحاك الذي كشف في احدى مقالاته السابقة عن أن "التهجير وليس الإبادة كان حلاً تنسيقياً بين المنظمة الصهيونية العالمية وحكم النظام النازي في ضوء تقديرات بهجرة زهاء 300 ألف يهودي خلال تلك الفترة". فقد عبرت مصادر مطلعة في صفوف العاملين في وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن مخاوفها من أن تكون دعوة الأممالمتحدة لمكاتبها ومقراتها العاملة في دول العالم، ومنها الأونروا، للاحتفاء بهذا اليوم "خطوة تمهيدية لفرض "الهولوكوست" كمادة دراسية في المدارس التابعة للوكالة". غير أن الناطق الرسمي باسم الأونروا سامي مشعشع نفى وجود رابط بينهما، مشيراً إلى أن القرار يعتبر "توجهاً مهماً يعكس القيم الإنسانية التي تؤمن بها الأممالمتحدة". وأضاف إلى "الغد" من القدسالمحتلة أن "ما حصل في الحرب العالمية الثانية من قتل وبطش أصاب اليهود وغيرهم يشكل وصمة عار على جبين الانسانية"، لافتاً إلى أهمية "التأكيد على محورية هذا اليوم وتخصيص يوم للتذكير بأبعاد المحرقة وتداعياتها وبالمأساة الإنسانية التي وقعت، بحيث تشكل عبرة للأمم وللأفراد حتى لا تعاد مثل تلك الأخطاء". ورداً على سؤال حول سبب عدم تخصيص الوكالة يوماً لإحياء ذكرى الجرائم التي لحقت بالشعب الفلسطيني، وكان آخرها مذابح غزة، على غرار ما فعلته مؤخراً مع اليهود، قال "يجب هنا عدم المقارنة بين ما يحصل مع الشعوب، فالأممالمتحدة تعتمد تاريخ 29 تشرين الثاني (نوفمبر) يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فضلاً عن أن قضية اللاجئين سبب وجود الأونروا وعملها". ولكن مشعشع أكد في الوقت نفسه على ضرورة "البحث عن الآليات المناسبة لوضع حد لمنع تكرار ما حدث من جرائم ومذابح". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجه أمس رسالة بتلك المناسبة أكد فيها "الالتزام بهذه القضية والتعهد بمواصلة مهمة إحياء ذكرى "محرقة اليهود" وإعلاء كرامة الإنسان للجميع"، معلناً عن تنظيم سلسلة من الفعاليات على مدى أسبوع للاحتفاء بهذا اليوم.