استمعت محكمة أمن الدولة العليا طوارىء الثلاثاء على مدى أكثر من ساعتين إلى مرافعة نيابة أمن الدولة العليا فى قضية تنظيم حزب الله اللبناني بمصر وعددهم 26 متهما والتى طالبت بتطبيق أحكام قانون العقوبات ضد المتهمين والتى تقضى بمعاقبتهم بالإعدام . وقررت المحكمة تأجيل محاكمة المتهمين لجلسة 20 فبراير/شباط لبدء الاستماع إلى مرافعة الدفاع. ووصفت نيابة أمن الدولة العليا -خلال مرافعتها- المتهمين بأنهم "خونة ومرتزقة" سعوا لزعزعة أمن واستقرار مصر والإضرار باقتصادها القومي،وانهم أردوا أن "يطعنوها طعنة تصيبها في الصميم لولا عناية الله وتمسك شعبها بقيمه مما أدى إلى إحباط مخططاتهم العدوانية". وقالت النيابة إن المتهمين قادتهم الخيانة وحب المال للتخابر على مصر ولأن يسلكوا طريق الجريمة الذي وصل بهم إلى الحسرة والندامة، حيث نهاية كل مجرم، موضحة أن المتهمين تستروا خلف شعارات دعم المقاومة الفلسطينية لارتكاب جرائمهم المؤثمة وإشباع غرائزهم الإجرامية. وأوضحت النيابة أن التخطيط لارتكاب هذه الجرائم ضد مصر إنما جاء من دولة أجنبية تريد فرض سيطرتها على الأمة العربية والإسلامية.. وما منظمة حزب الله في لبنان إلا أداة منفذة للأغراض الدنيئة لتلك الدولة، بحسب ما أوردته النيابة في مرافعتها. وأضافت أن المتهمين الأول والثاني اللبنانين دخلا مصر خلسة وبأسماء مزورة وهما محمد قبلان (الهارب خارج البلاد) والذي سبق له دخول مصر بعدة أسماء، والثاني محمد يوسف منصور "سامي شهاب" وانهما مسئولين عن قسم مصر بحزب الله اللبناني، حيث حضرا إلى مصر للتخطيط لأعمال إرهابية عدائية على أرضها. وأشارت النيابة إلى أن هذين المتهمين قاما بتجنيد العناصر الأخرى من المتهمين، وأمدوهم بالأموال ودربوهم على استخدام السلاح والمفرقعات وأعمال الاستطلاع والتخابر وجمع المعلومات وذلك منذ عام 2004 وحتى إلقاء القبض عليهم في نوفمبر 2008. كانت نيابة أمن الدولة العليا قد باشرت تحقيقاتها مع المتهمين فى هذا التنظيم فى ضوء بلاغ من مباحث أمن الدولة يفيد قيام قيادات حزب الله اللبنانى بدفع بعض كوادره لمصر بهدف استقطاب بعض العناصر لعضوية التنظيم لتنفيذ ما يكلفون به من قيادات الحزب للقيام بأعمال إرهابية عدائية داخل الأراضى المصرية، وتدريب العناصر المدفوعة من الخارج إلى مصر على إعداد العبوات الناسفة لاستخدامها فى تلك العمليات. وينسب الى المتهمين -والذين تتراوح جنسياتهم بين لبنانيين اثنين و5 فلسطينيين وسوداني و18 مصريا- عدد من الاتهامات من بينها التخابر مع من يعملون لصالح جهة أجنبية (حزب الله اللبنانى) بهدف القيام بأعمال إرهاب داخل الأراضى المصرية، وكذلك الانضمام لجماعة غير مشروعة كان الارهاب من الوسائل التى تستخدم فى تحقيق أغراضهم، وحيازة مفرقعات، والتزوير فى الاوراق الرسمية (جوازات سفر). وأوضحت نيابة أمن الدولة العليا في مرافعتها أن المتهمين اللبنانين عضوي حزب الله جندا عناصر مصرية وسودانية وفلسطينية وكلفوهم بمهام عديدة لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية وأمدوهم بالأموال خلال لقاءات مباشرة معهم أو بموجب تحويلات وصلت إليهم من حزب الله اللبناني,كما دربوهم على استخدام الشفرات في إرسال رسائلهم عبر شبكة الانترنت أو عبر الهواتف. وأشارت النيابة إلى أن المتهمين اللبنانيين قاما باستئجار محلات ومساكن بأسماء بعض المتهمين في مناطق نويبع وشمال وجنوب سيناء, وكذلك أماكن دخول السائحين عبر طابا تمهيدا للقيام بأعمال عدائية ضدهم وأيضا استئجار محلات وشقق بمدينة فايد بمحافظة الاسماعيلية وأماكن مجاورة لقناة السويس لرصد السفن والبوارج ومواعيد تحركاتها تمهيدا لاستهدافها بتفجيرات وأعمال عدائية حيث تم إرسال تلك المعلومات بعد جمعها إلى حزب الله بلبنان, إلى جانب قيام المتهمين, بناء على تكليف صدر لهم, بإجراء دراسة ميدانية للقرى والمدن والأوضاع الأمنية بمحافظتي شمال وجنوب سيناء لإرسالها لكوادر الحزب بالخارج تمهيدا لمخططات إرهابية على أراضي المحافظتين. ونقلت النيابة عن المتهمين عادل أبو عمرة ومحمد على وفا, في أقوالهما بالتحقيقات قيامهما بالعمل على جمع معلومات عن الأفواج السياحية إلى جانب اعتراف المتهم إيهاب موسى بجمع معلومات عن السائحين بنويبع, واعتراف حسن المناخلي بجمع أسماء لبعض السائحين وعناوينهم الالكترونية وإرسالها لحزب الله. ونقلت النيابة أيضا عن المتهم أيمن شتا اعترافه بانه كلف بجمع معلومات عن أماكن خدمات الحراسة العسكرية الثابتة والمتحركة بطريق المرشدين الذي يربط محافظتي بورسعيد والاسماعيلية في قناة السويس وذلك تمهيدا لقيام بأعمال إرهابية. وذكرت النيابة أن بعض عناصر التنظيم ومن بينهم المتهم إيهاب موسى سافروا إلى لبنان وتلقوا تدريبات في معسكرات تابعة لحزب الله اللبناني على عمليات الاستخبارات وجمع المعلومات ورصد المنشآت. وقالت إن المتهمين حفروا أنفاقا على الحدود المصرية - الفلسطينية واستخدموها في نقل البضائع والمفرقعات والأسلحة والأفراد لداخل الأراضي الفلسطينية إلى جانب تهريب اثنين من المتهمين من الأراضي الفلسطينية إلى مصر وهما محمد رمضان ونضال فتحي. وكانت مصادر قد أشارت الى ان المتهمين اعترفوا فى تحقيقات النيابة بأن عناصرهم القيادية كانت تتردد على مصر بتكليف من "حزب الله" لتشكيل فرع لهم فى مصر يتولى القيام بتجنيد عناصر موالية للحزب فى مصر للترويج لفكره ومبادئه، وكذلك رصد المترددين الاسرائيليين فى بعض مناطق سيناء خاصة نويبع، واعداد عبوات ناسفة وأحزمة تفجير تمهيدا لاستخدامها فى عمليات ارهابية.