عقد الرئيس حسنى مبارك مساء الاثنين جولة مشاورات مع سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك فى مستهل فعاليات زيارة الرئيس مبارك لدولة الإمارات التى تعد المحطة الأولى فى جولة الرئيس الخليجية التى تشمل أيضا المملكة العربية السعودية ودولة الكويت. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى بإسم رئاسة الجمهورية بأن المشاورات بين الزعيمين مبارك وخليفة والتى جرت بقصر الإمارات بأبوظبى تركزت حول الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الأهمية المشتركة للبلدين. وأضاف أن الرئيس استعرض خلال المشاورات لقاءاته التى عقدها مؤخرا مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس وكذلك مع رئيس مجلس الشورى الإيرانى على لاريجانى.. كما تطرق إلى إتصالاته المكثفة من أجل دفع جهود السلام وتجنيب المنطقة مخاطر المواجهة الغربيةالإيرانية بما تطرحه من سيناريوهات عديدة. وقال عواد إن الرئيس مبارك سيستكمل الثلاثاء محادثاته ومشاوراته مع رئيس دولة الإمارات من خلال جلسات ثنائية مغلقة أولا تقتصر على الزعيمين فقط ثم تمتد إلى محادثات موسعة بحضور أعضاء الوفدين الرسميين للبلدين.. مشيرا إلى أنه سوف يعقب ذلك مأدبة غداء يقيمها رئيس دولة الإمارات على شرف الرئيس مبارك والوفد المرافق له.. ثم يتوجه الرئيس مبارك إلى العاصمة السعودية الرياض حيث يكون فى إستقباله خادم الحرمين الشريفين. وصرح السفير عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس مبارك يحمل معه أجندة هامة تعكس عمق العلاقات المصرية مع هذه الدول الشقيقة والحرص المتبادل على التشاور والتنسيق المشترك. وأضاف فى تصريحات للصحفيين أن جولة الرئيس مبارك الحالية تتركز حول ملفين أساسيين أولهما يتعلق بالقضايا السياسية الإقليمية والذى يرتبط بالتطورات والمستجدات فى المنطقة, أما الملف الثانى فيتعلق بالتعاون الثنائى بين مصر وكل من هذه الدول الشقيقة الثلاث. وقال عواد إنه فيما يتعلق بالملف الأول فإن زيارة الرئيس مبارك تكتسب أهمية متزايدة, وذلك لأهمية القضايا التى يحتويها هذا الملف ويأتى فى مقدمتها تصاعد الجدل حول برنامج إيران النووى والسيناريوهات المتوقعة للمستقبل حول هذا الملف فى صلتها بقضايا الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط بوجه عام والخليج بوجه خاص. وأوضح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس مبارك عندما أوفد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط إلى هذه الدول الثلاث (الإمارات, السعودية, الكويت) مؤخرا إضافة إلى سطنة عمان, فقد أوفده حاملا رسائل خطية لهذه الدول الشقيقة تتعلق بأوضاع المنطقة وملف إيران النووى. وأشار فى هذا الصدد إلى أن القمة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجى بالكويت التى أولت اهتماما كبيرا بملف إيران النووى, لافتا إلى أن مواقف الدول الخليجية خلال القمة كانت متوازنة للغاية معربة عن الأمل فى تحقيق تسوية سياسية بين إيران والغرب. وقال إن الرئيس مبارك يأتى لدولة الإمارات اليوم ثم يتوجه إلى السعودية والكويت وذلك بعد أن إلتقى أمس مع رئيس مجلس الشورى الإيرانى على لاريجانى لنحو ساعتين حيث عبر له عن الموقف المسئول ذاته, وذكر له أن لإيران الحق فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية شأنها شأن كل الدول الأعضاء فى معاهدة منع الانتشار النووى ومنها مصر بالطبع إلا أن الأمر يقتضى من إيران قدرا أكبر من المرونة تثبت من خلالها أن برنامجها النووى يركز فقط على الاستخدامات السلمية للطاقة النووية حتى يتجنب الشعب الإيرانى والدولة الإيرانية مخاطر لا تحمد عقباها.