أزمة دبى وإعلانها عن عجزها فى الوقت الراهن عن سداد ديون شركات تابعة لها شغلت الصحافة الإماراتية اليوم وقد كتب ظاعن شاهين في جريدة البيان بعد أربعة أيام من إعلان دبي تأجيل دفع المستحقات المترتبة على شركة دبي العالمية لزمن قصير الأجل، ووفقا لمبادئ السوق المتعارف عليها دولياً في أسواق الدين العالمية، بدا واضحاً أن ما أثاره الإعلام الأجنبي وإعلام الحاسدين ليس له هدف سوى المس بنجاح دبي الذي حققته خلال أقل من عقدين. وتسائل ظاعن شاهين: ما معنى أن يتناول ذلك الإعلام المسموم تسريبات من هنا وهناك منسوبة لمصادر مجهولة، ويستعرض بالتهويل والعويل مشكلة مالية محددة الأبعاد تمر بها واحدة من بين عشرات الشركات العملاقة الناجحة التي تمتلكها الحكومة، ثم يتعرض بالغمز واللمز للعلاقة الاتحادية التي تربط بين أبوظبيودبي تحديداً، متناسياً، ذلك الإعلام المسموم المأجور أن ما تملكه كل إمارة هو للأخرى. وذكر شاهين أن هناك استثمارات عملاقة مشتركة بمليارات الدولارات بين الإمارتين تتجاوز بأضعاف ديون شركة دبي العالمية، مثل مشروع «دوكاب للكابلات» الذي شهدنا قبل أيام افتتاح مصنع مشترك جديد له، ومشروع «إيمال للألمنيوم» الأكبر في العالم، ومشروع «دولفين» للغاز ومشروع ميناء الطويلة في أبوظبي الذي تديره موانئ دبي، ومشاريع أخرى بين «مبادلة» و«دبي للصناعات الجوية» وغيرها الكثير. وفي جانب آخر تجاهل ذلك الإعلام ما أعلنه بنك «إتش إس بي سي» أكبر بنوك بريطانيا والعالم أمس الأول عن استمرار علاقته الاستراتيجية مع دبي، والنفي الذي أعلنه أمس بنك الخليج الأول، وهو بنك مقره أبوظبي، حول ما تناقلته الأنباء عن انكشافه بمليارات الدولارات على شركة دبي العالمية، وإعلان مصرف الإمارات المركزي أمس دعمه لكل البنوك الوطنية والأجنبية العاملة في الإمارات، وما أعلنته أمس أيضاً «طيران الإمارات» الأنجح في العالم عن عدم تأجيل أي من صفقاتها لشراء عشرات الطائرات العملاقة. كل ذلك ولم نر لتلك الإعلانات أي صدى في ذلك الإعلام المسموم الحاسد الحاقد على نجاح الإمارات حسبما ذكر ظاعن شاهين، رغم كل ما تحمله تلك الإعلانات من رسائل طمأنينة للأسواق، وأن الأوضاع تحت السيطرة، إضافة إلى تكاتف المؤسسات الاتحادية في مواجهة أي طارئ تتعرض له أي من إمارات الدولة، لكن ذلك الإعلام الذي تحركه أياد تصب الزيت على نار ستلفح يوماً مشعليها آثر التعفير على نفسه مثل الدجاجة. كيف، ولماذا، ولمصلحة مَنْ يتجاهل الإعلام الأجنبي والمسموم ذلك، ويحدق فقط في أزمة قصيرة الأجل جار معالجتها ضمن إطارها التجاري؟.. إن المراقب بموضوعية للذي حدث في الأسواق العالمية بعد إعلان دبي لن ينقصه الذكاء للقول إن إجراء دبي إجراء سيادي، مارسته الكثير من الحكومات عبر العالم في كثير من الأوقات، وقال ظاعن شاهين إن التعامل الإعلامي هو تعامل انفعالي تهويلي أضر بالأسواق. إن من يتناسى نجاحات دبيوالإمارات هو كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل، أو أنه صاحب عين حاسدة قصيرة النظر أيضاً. وهو كمن يرى في تعطل سيارة في شارع الشيخ زايد، ذي الشهرة العالمية، نهاية العالم، دون أن يرى أو يلاحظ أن شارع الشيخ زايد، كان ولا يزال للآلاف، أفراد ومؤسسات وطنية وأجنبية بداية العالم. وهو بقصر نظره لم يشاهد سوى قدميه فقط، ولم ير أو يلحظ أن شارع الشيخ زايد من سبعة مسارات تحيط بها أبراج عملاقة تزدحم بها الشركات العالمية، ويمر أمامها أحدث قطار؛ معلناً أن القافلة تسير. ما نعرفه ونقوله ونحن مطمئنون له تماماً إن ما يحدث ليس كرة ثلج متدحرجة، بل كرة ثلج تذوب ويجري التعامل معها بهدوء وروية دون صخب، حتى تعود مياهها إلى مجاريها. وما نحن مطمئنون له أيضاً أن دبي بخير، ونهضتها مستمرة وهي بقيادتها الواعية الرشيدة قادرة على معالجة مثل هذا الموقف العابر.