في شهر سبتمبر 2005 تصدعت القشرة الأرضية في شمال لافار وهي منطقة صحراوية تبعد مائة كم جنوب الحدود الأثيوبية الإريترية، ويمتد هذا التصدع الذي يبلغ عرضه 5 متر بطول مسافة 60 كم ويتراوح عمقه بين 2 و12 كم. وبحسب جريدة"لو فيجارو" الفرنسية ، قدر العلماء أن حوالي 2 كم مكعب من ماجما البازلت (صخر ناري) قد قذفت داخل هذا الشق إثر حدوث سلسلة من الزلازل وفورة بركان داباهو الذي ترتفع فوهته إلى 1442 مترا. منذ ذلك الحين تتابع ظهور تشققات أقل حجما في الجنوب. إن منطقة لافار تعتبر من ضمن أربعين نقطة ساخنة على الكرة الأرضية وهي نقاط تندفع إليها المعادن المنصهرة ذات الكثافة الأقل من مركز الكرة الأرضية إلى السطح ذي الكثافة الأعلى فتخترق المناطق الضعيفة من القشرة الأرضية. إن هذه المنطقة تقع عند نقطة التقاء ثلاثة محاور كبرى: في الشمال الشق المحيطي في كل من البحر الأحمر وخليج عدن الذين يباعدان بين القارة الإفريقية والجزيرة العربية بمسافة 1,5 سم سنويا، اما في الجنوب فيوجد الشق القاري في شرق إفريقيا الذي سيؤدي بعد عدة ملايين من السنين إلى انفصال الصومال عن القارة الإفريقية وذلك بافتراض استمرار نشاطه على ما هو عليه. الشقوق عبارة عن حفر تكتونية تتركز بها تغيرات الطبقات الأرضية الناتجة عن تباعد الكتل القارية. إن أغلبية الشقوق البركانية توجد في قاع البحار والمحيطات، أما شق لافار فيعد فرصة لا تعوض للباحثين لأنه يقع على سطح الأرض وبالتالي هو المكان الوحيد على الأرض الذي يتيح مراقبة تمزقات قارة دون الحاجة للغوص عدة كيلومترات تحت البحر. ويتوقع إيريك جاك من معهد البحوث الفيزيائية بباريس أن يصل عرض شق لافار بالقرن الإفريقي إلى 30 كم خلال مليون سنة وأن يتكون بطول سلسلة جبال ماندا هارارو. علاوة على ذلك يتساءل الباحثون حول النقطة التي سيلتقي فيها شقا البحرالأحمر وخليج عدن فتقول إيزبيل مانيجتي من معهد جرونوبل إنه من المحتمل أن تنشق سلسلة جبال داناكيل التي تقع بطول السواحل الإريترية إلى نصفين لتسمح بالالتحام بين شقي البحر الأحمر وخليج عدن.