د/عمرو عبد السميع : مساء الخير وأهلا بكم في حالة حوار من 1700 متر فوق سطح البحر عند هضبة أثيوبيا ينبع نهر النيل ويسير شمالا مخترقا عشر دول افريقية لمسافة 6650 كيلو متر حتي يصل الى المصب عند فرعي رشيد ودمياط في دلتا مصر السكان المحليين على ضفتي نهر النيل ومنذ ان شق هذا المجري التاريخي قدسوه واستكشفوه واعتبروه شريان لعلاقات التعاون والصداقة فيما بينهما قدماء المصريين الفراعنة قدسوا النيل واعتبروه الإله حابي وامتلأت المعابر والمقابر الفرعونية باللوحات الجداريه التي استكشافهم لأعالي النيل وكذلك علاقات التجارة التي ربط بينهم وبين بلاد تلك المناطق البعيدة النهاردة وبعد مرور ألاف السنين نجد نفسنا أمام حزمة من الأسئلة كيف نحافظ على علاقاتنا بدول حوض النيل كيف نحافظ على حقوقنا التاريخية والقانونية في مياه النيل كيف نجعل علاقاتنا بدول حوض النيل أوجه متعددة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وكيف نواجه محاولات البعض توفير العلاقات بيننا وبين دول حوض النيل وخنق مصر من الجنوب دي كلها الموضوعات اللي نناقشها في الحلقة الثانية من مياه النيل في حالة حوار النهر الذي وهبنا الحياة وينتظر منا ان نهبه حسن التصرف وتأكيد هوية مصر الافريقية د/ عمروعبد السميع : اسمحوا لي أولا ان أرحب بضيوفي وضيوفكم الأستاذ أسامه صالح رئيس الهيئة العامة للاستثمار المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس إدارة المقاولين العرب الدكتور محمد مجاهد نائب مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط الأستاذ عطية عيسوي خبير الشئون الافريقية في الأهرام الأستاذ محمد حمدي الكاتب الصحفي بالأهرام الدولي الأستاذ أسامه هيكل نائب رئيس تحرير جريدة الوفد وأبنائي وبناتي شبات وشباب مصر وأهلا وسهلا بكم د/ عمروعبد السميع : أستاذ أسامة الحقيقة احنا على أعتاب الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف الى أثيوبيا يوم 22 و23 أكتوبر احنا عارفين رئيس الوزراء واخد معه عدد كبير من الوزراء و40 من رجال الاعمال انا عاوز نفتش كده في حقائب الوزراء وبالذات وزارة الاستثمار ونفتش أيضا في حقائب رجال الاعمال واخدين اية د/ أسامة صالح : طيب خلينا الأول نتكلم على الخلفية التاريخية وأهمية الدور الذي تلعبه مصر بالنسبة لافريقيا طبعا مصر كان لها الريادة كبوابة بشكل عام للعلم والثقافة والتنوير لافريقيا وفي السنوات الأخيرة بدأت اهتمام مع اهتمام دول عالم اخري لتواجد الاستثمارات بشكل جيد ومفيد للقارة الافريقية مصر شافت ان دي مرحلة هامة جدابالنسبة لها انها تكون بوابة أو القاعدة لتنطلق منها هذه الاستثمارات لافريقيا وبدأنا نبني الجذور أو الجسور اللي نقدر عن طريقها تعبر لهذا الهدف هناك أهمية لا تخفي على احد وهي أهمية حوض النيل ففي هناك عدد من الدول الهامة جدا استراتيجيا لمصر منذ الزمن البعيد ومصر دائما تؤسس علاقات جيدة على مستوي سياسي واقتصادي مع هذه الدول وهذا الدور يمكن في فترة من الفترات د/ عمروعبد السميع : توعك ؟ د/ أسامة صالح : الى حدا ما وحصل في الفترة اللي فاتت عملية إحياء له وخاصة بعد دخول بعض الدول وخاصة من أسيا وأوروبا د/ عمرو عبد السميع : عاوزين نخش لملامح الأحياء المصري ؟ د/ أسامة صالح : هنقول ان مصر دول زي الصين مثلا مهتمة بالاستثمارات جدا في افريقيا مصر تستضيف خلال الشهر القادم مؤتمر هام جدا وهو مؤتمر الصين وإفريقيا وهو لبحث المشروعات اللي ممكن الصين أو المشروعات الكبيرة العملاقة اللي الصين هتبتدي تساهم بها للاستثمار في افريقيا د/عمرو عبد السميع : يعني احنا هنخش الى علاقات اقتصادية واستثمارية لافريقيا عن طريق عباءة الصين يعني احنا هنخش الى علاقات اقتصادية واستثمارية لافريقيا عن طريق عباءة الصين ؟ د/ أسامة صالح : لقة مش عن طريق عباءة الصين احنا نتبني تقوم بدورنا كدور الأب وتقوم بدورنا القاعدة الكبيرة اللي احنا نقدر تستفيد بها وان احنا نقدر تكون القاعدة اللي بنورد أو علشان يبقي في تواجد هام واستراتيجي لمصر د/عمروعبد السميع : برضه انا رايح لتفتيش الحقائب اللي انا سالت عنها حقيبة وزارة الاستثمار وحقائب رجال الاعمال رايحين أثيوبيا معاهم اية ؟ د/ أسامة صالح : في مشروعات كثيرة جدا المصريين وبخاصة رجال الاعمال في أعمال البنية الأساسية وبعض إعمال زى الأنشطة الخدمية زى التامين زي برضه بعض الصناعات زي صناعة الكابلات اللي هي تخص البنية الأساسية بعض شركات المقاولات العملاقة وعلى رأسها طبعا المقاولون العرب بتقوم بدورها في انهار توجد فواخد جديدة علشان نتوسع في أعمالها وهتبقي دي فائدة كبيرة وغريبة لينا في افريقيا بالإضافة طبعا ما ننساش ان دي لها أهمية اقتصادي اخري ترجع للبلد النهاردة لما بيحصل الشركات دي لها فوائض وعوائد وأرباح بترجع تاني لمصر في أشكال إرباح محولة من الخارج بعملات أجنبية وده يساعد على د/عمرو عبد السميع : حجم اللي احنا طارحينه من خلال هذه الزيارة يمثل زيادة أد اية في الاستثمارات المصرية أو في العلاقات الاقتصادية المصرية مع افريقيا ؟ د/ أسامة صالح : هو الحقيقة عاوز اقول هو يمكن في افريقيا لحد دلوقتي مايبقاش في حصر مؤكد باللي هو مطلوب بشكل منتظم يعني ولكن بيقي هناك دائما الفرصة للتواجد مع رجال الاعمال الموجودين النظير في القارة الافريقية ويبدأ يحصل خوار ويمكن يشوفوا فرص يستفيدوا بها من الخبرات المصرية ويبقي برضه في طرح لأفكار مصرية لمشروعات بنية أساسية والى آخرة من اللي هيفيد في المستقبل القريب للتعاون المصري الإفريقي د/عمروعبد السميع : في هذا الإطار الحقيقة احنا عندنا اليتين بنشتغل بهم في التعاون الاقتصادي والاستثماري مع افريقيا آلية هي آلية صندوق الدعم الفني لافريقيا وده يمكن أتكلمنا فيه مع السفيرة مني عمر من وزارة الخارجية في الحلقة الماضية والآلية الثانية هي الكوميسا أو السوق المشتركة بين دول شرق افريقيا ودول حوض النيل مصر تتحرك أزاي على الإلية ؟ د/ أسامة صالح : الحقيقة ده من أهم المحاور اللي بنتحرك فيها ويمكن مصر متبنية المكتب الإقليمي لتنمية الاستثمار في افريقيا تستضيفه هيئة الاستثمار ووزارة الاستثمار وزير الاستثمار اهتم جدا جدا بأنه يكون على أجندته في الرحلات الهامة الخارجية التي يقوم بها بالترويج لمصر ان يكون هناك دائما مندوبين من الكوميسا يمكن أخر أربع رحلات هامة كان موجود فيها مندوبي الكوميسا وده برضه علشان دعم د/ عمرو عبد السميع : كانت رحلات فين ؟ د/ أسامة صالح : عندك الصين وهي كانت قريبة جدا ماليزيا في أسيا وجنوب افريقيا حصل برضه هناك لقاء وكان برضه موجود الكوميسا وفي بعض حصل في بعض الدول العربية في الخليج وبكل يبقي في مؤتمرات هامة د/ عمرو عبد السميع : طيب غير ان وزير الاستثمار قد يحرص على وجود الكوميسا في الجولات الترويجية والاستثمارية المختلفة احنا دخلنا الكوميسا من 1998 يعني بقلنا 11 سنة انا عاوز اعرف احنا حققنا اية في هذه الفترة ؟ د/ أسامة صالح : خليني برضه أقولك على الفائدة اللي تعود على الطرفين د/ عمرو عبد السميع : طيب ما تجاوبني على سؤالي أحسن وبعدين تقولي الفائدة على الطرفين د/ أسامة صالح : ما هو لازم الفائدة وبعدين نخش على الطرفين د/ عمرو عبد السميع : طيب خلاص تقول الفائدة وبعدين نخش د/ أسامة صالح : مصر برضه مازال دورها الرائد زي ما بنقول دائما هام جدا يعني التجربة المصرية الموجودة في افريقيا وهي المختلفة تماما في وجود الشباك الواحد لتأسيس الشركات من التجارب المفيدة جدا لكل دول افريقيا تيجي مصر علشان تتدرب عليها د/ عمرو عبد السميع : الشباك الواحد لتأسيس الشركات يعني تعمل إجراء من خطوة واحدة بدلا ما كنت تلف على عدد من الإدارات علشان تأسس شركة في مصر د/ أسامة صالح : مش إدارات وبس ده وزارات د/ عمرو عبد السميع : دلوقتي مفيش أسهل من التأسيس لشركة . د/ أسامة صالح : أسامة أنت بتعدي على وزارات وهيئات وجهات اخري كثيرة في الدولة دلوقتي أصبحت موجودة تحت مظلة واحدة في هيئة الاستثمار وتقدر من خلالها يعني تأسيس الشركات احنا بنقول أقصاه 72 ساعة الحقيقة 3 أيام يمكن الحقيقة تأسس في يوم ونصف في المتوسط في دول كثيرة جدا ومن على رأسها دولة الكويت وتحرص جدا انها تيجي تشوف التجربة وتأخذ التدريب وده طبعا يبين مساعدة مصر في إنشاء الكوادر الافريقية د/ عمرو عبد السميع : دربتوا أد اية من الكوادر الافريقية في هيئة الاستثمار ؟ د/ أسامة صالح : هو لحد دلوقتي في دولتين جم مصر نيجريا وتنزانيا وهيبتدي نستضيف لان برضه علشان العمل يسير الى حد كبير بكثافة علشان التعديلات ولكن في برنامج في العام القادم لاستضافة أكثر من دولة في هذا المجمع لتدريبها وإعطائها التجربة المصرية في هذا انا دائما تحرص ان تكون مصر هي بوابة لافريقيا من كل النواحي زي ما قلنا النواحي الثقافية و الاستثمارية والنواحي اللوجيستية وبنحاول دائما نقول أو نحط مصر في هذه المكانة دائما د/ عمروعبد السميع : موقع مصر تحط مصر في موقع مصر ؟ د/ أسامة صالح : موقع مصر بحيث انها دائما لما أنت تبقي القاعدة أنت تستفيد وتفيد ويبقي في المصلحة دائما متبادلة مش مصلحة من جانب واحد د/ عمروعبد السميع : في هذا السياق الدكتور محمود محي الدين وزير الاستثمار في أغسطس سنة 2008 اتكلم في لقاء شباب الجامعات في إسكندرية وقال لهم ان مسالة الاستثمار في افريقيا مسالة تتعلق بالأمن المصري والمصالح المصرية وان احنا لابد ان نزيد حجم الاستثمارات ونطاقها الجغرافي طيب احنا نعمل ده أزاي واحنا نواجه منافسة دلوقتي من الصين ومن الهند من أوروبا ومن أمريكا ومن إسرائيل د/ أسامة صالح : احنا النهاردة زي ما قلت برضه اية احنا لسة بنتكلم عن مؤتمر الصين وإفريقيا احنا نستضيف الكل علشان يبقي دائما القاعدة تنطلق من مصر ومصر دائما تشوف الفرصة اللي هي تقدر د/ عمروعبد السميع : أستاذ أسامة الكلام ده واقعي يعني الصين تنطلق من مصر علشان تخش افريقيا هي كانت انطلقت قبل كده من مصر ؟ د/ أسامة صالح : انطلقت قبل كده واحنا بنحاول زي ما بنقول نخلي مصر هي القاعدة اللي بنطلق منها د/ عمرو عبد السميع : احنا بنحاول نعيد ترتيب الأمور بحيث ان مصر .. د/ أسامة صالح : بالظبط وزي ما احنا قلنا قبل كده نعيد موقع مصر على الخريطة الافريقية د/ عمروعبد السميع : تمام أيضا في هذا السياق احنا نعرف انه الصادرات المصرية الى افريقيا 980 مليو ن دولار والواردات من افريقيا حول هذا الرقم تقريبا أيضا شوفت بيان طلع من وزارة التجارة المصرية بيتكلم عن انه السبب في هذا الضعف التجاري بيننا وبين افريقيا هو انه مفيش خطوط ملاحة منتظمة وان في تنافسية كبيرة هو ان في معدلات خطر كبيرة انا الحقيقة معلش يعني مش بشتري الكلام الحكومي المزفلت ده ليه لان احنا كان عندنا قبل كده شركة واحدة اسمها شركة النصر للاستيراد والتصدير وشركة المقاولون العرب بيشتغلوا لحد قال لنا عوائق ولحد قال تنافسية ولحد قلنا خطوط ملاحة ولحد قال لنا الكلام دة كلة اية الحكاية د/ أسامة صالح : هي الدنيا تتغير عموما د/ عمرو عبد السميع : أتغيرت ازاي ؟ د/ أسامة صالح : هو طبعا بلا شك حجم الصادرات المصرية انا أديلك الرقم بالظبط لافريقيا 820 مليون دولا ر د/ عمرو عبد السميع : يعني اقل من الرقم اللي عندي ؟ د/ أسامة صالح : لقة انا مستبعد الدول العربية الافريقية الرقم اللي عند سيادتك يشمله الدول العربية د/ عمرو عبد السميع : يعني الدول العربية الافريقية مش محسوبة تماما أسامة إجمالي الواردات 700 ده رقم في حد ذاته لما يبقي الدول العربية الافريقية 100 مليون بس صادرات اللي هي فارق ما بين 980 و 820 اللي حضرتك قلتهم تبقي حاجة تخوف يعني تخوف من وجهة نظر اخري ؟ د/ أسامة صالح : المهم يعني عندنا إجمالي الاستثمارات المصرية في افريقيا حوالي 431 مليون جنة في تواجد 20 دولة افريقية بهم شركات مصرية في مجالات المقاولات ومجالات التجارة زي ما قلت ان الكوميسا تقوم معها بدور إعادة وضع مصر على الأهمية الخاصة للاستثمار في افريقيا الموضوع اللي اكبر من كده كمان ان في مؤتمر السنة القادمة 2010 في منتصف العام مؤتمر قمة الكوميسا تستضيفه مصر و هيبقي في دول افريقية مثله على مستوي عالي جدا وهيكون ده انطلاقة جديدة لمصر برضه د/ عمرو عبد السميع : تجهزوا لمثل هذه المؤتمرات قبلها بقى اية بالظبط ؟ د/ أسامة صالح : بسنوات يعني أقولك د/عمرو عبد السميع : طيب انتوا مجهزين للمؤتمر ده ازاي الي هو 2010 القادم ؟ د/ أسامة صالح : ده مؤتمر مهم جدا على أساس انه هيبقي في إعادة النظر كل ما تم في الفترة اللي فاتت والنظر الى الأمام والمستقبل هناك مشروعات عديدة تطرح و هيكون فيها بعض استضافة لمستثمرين كبار جدا وبنوك استثمارية على مستوي العالم وتبقي فرصة كبيرة جدا انه يحصل حوار الأفريقي على مستوي د/ عمرو عبد السميع : الأجندة بتاعتكم للحوار ده اية نقط كده ؟ د/ أسامة صالح : هو طبعا اللي بيعد معنا الموضوع الكوميسا احنا في صدد الانتهاء من هذه الأجندة ولكن طبعا د/ عمرو عبد السميع : مين اللي بيعد معكم بقي ؟ د/ أسامة صالح : المكتب الإقليمي بتاع الكوميسا هنا موجود في مصر الموضوع الأساسي هو موضوع تطوير البنية الأساسية في افريقيا وزيادة النظر في كيفية استغلال الاستثمارات الوافدة الى افريقيا وتطوير التعاون بين دول المنطقة د/ عمرو عبد السميع : في كلمة واحدة رجال الاعمال المصريين من الجيل الحالي عندهم الوعي السياسي اللي يخليهم يحطوا القضية بتاعة الاستثمارات في افريقيا كأولوية أولي ؟