تمثل مسرحية (انا هاملت) مصر في المسابقة الرسمية للدورة 21 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي حيث يقدم هموم الانسان المصري المعاصر ضمن رؤية جديدة ومبدعة لاحدى اهم كلاسكيات الكاتب المسرحي الانجليزي شكسبير. وكانت لجنة التحكيم المصرية اختارته ونص "اطياف المولوية" لانتصار عبد الفتح لتمثيل مصر في المسابقة المصرية من بين 23 عرضا بينها عرضان عن هاملت من انتاج مركز الابداع وهما "هاملت هن" و"نصف ساعة هاملت". ويقدم العرض، الذي قدم معالجته الدرامية مخرج المسرحية هاني عفيفي ضمن مشروع تخرجه من قسم الاخراج في مركز الابداع بدار الاوبرا المصرية، مزجا بين شخصية هاملت الشاب الكلاسيكى وشخصية الشاب المعاصر. حيث يقدم العرض النص الاساسي للمسرحية باللغة العربية الفصحى، وحين ينتقل الى المعاصرة ينتقل الى اللهجة العامية المصرية مع تقديم مشاهد مصورة تعرض على شاشة على خلفية المسرح. وتبدأ المسرحية بعرض فيلم قصير لشاب عادى يسكن فى حارة بسيطة وسط الضجيج والعشوائية ومظاهر العنف والفوضى ويحاول النوم، في حين تنطلق في فضاء المسرح اصوات مباراة كرة قدم والتعليقات عليها في الوقت الذي يتصاعد فيه صوت مذيع يبث تقريرا عن حقوق الانسان في العالم العربي. وفي نهاية المشهد الافتتاحي يتغلب صوت مذيع مباراة كرة القدم على صوت مذيع تقرير حقوق الانسان. وفى طريقه للمترو يقوم بالوقوف عند محل كتب ويتأمل كل الكتب الموجودة ثم يقوم بشراء رواية "هاملت" لشكسبير. بعد ركوبه للمترو يقوم البطل بقراءة الرواية ويتخيل كل من حوله هم شخصيات المسرحية وهو هاملت ومن هنا جاء اسم المسرحية "انا هاملت". وتمثل مصر الأم بالنسبة للشاب وهي كأم هاملت في المسرحية التي كتبها شكسبير تشكل احد احباطاته فهو لا يحصل على حقوقه منها في ظل الوضع القائم وبنفس القدر الذي يرتبط بها بنفس القدر الذي يحاول الانفصال فيه عنها. ويمثل النظام الحاكم في مصر دور العم في المسرحية. فإذا كان العم في "هاملت" هو الذي قتل الوالد واستولى على الحكم وتزوج الام واعد كل انواع المؤامرات ليسيطر على هاملت او يتخلص منه، فان الشاب المصري المعاصر يلجأ الى سبل شتى لتعرية النظام عن طريق اغاني الراب للوصول الى الحقيقة. يذكر ان مركز الابداع منتج مسرحية "انا هاملت" وضع النص الكلاسكي لشكسبير كمادة تجريبية لثلاثة مخرجين ليضعوا تصورهم ومعالجتهم الدرامية لها لتكون مشروع تخرجهم من ورشة مركز الابداع الفنية واختارت لجنة تحكيم مصرية خاصة هذا العرض ليمثل مصر في المسابقة.