استأثر تحرك مجموعة ال 26 بالاهتمام السياسي عموما، والنيابي خصوصا، لليوم الثاني على التوالي، فيما استمر بعض النواب في التعبير عن انزعاجهم ومخاوفهم من هذا التحرك، رغم وضوح أهدافه. وذكرت مصادر نيابية لجريدة القبس الكويتية ان تخوف هؤلاء النواب ينطلق من خشيتهم من تحول هذا التجمع الى تيار سياسي فاعل في المستقبل، وسط معلومات عن رغبة عدد كبير من الشخصيات في الانضمام اليه، وهو ما يرجح ان تبحثه المجموعة قريباً. وكانت مجموعة ال26 اصدرت بياناً اعتبرت فيه ان مهمتها هي «التنبيه الى استنزاف ثروة البلاد وتبديدها، والدعوة الى ترشيد استخدامها، وضرورة مكافحة الفساد باشكاله المتعددة، وتحقيق التنمية الشاملة، وتكوين رأي عام لتحقيق ذلك». وشددت المجموعة على ان المواطنة، وهي الاساس في مكونات الدولة، مشروطة بالتوازن بين الواجبات والحقوق، والاخلال به يحول الوطن الى غنيمة تقتسم وتنهب، مؤكدة ان مرجعية المواطن هي سيادة القانون. وحذرت المجموعة من اختلال حاد وخطير في التوازن بين الحقوق والواجبات، سواء لجهة اختراق القوانين، او اقتسام الثروة بتشريع او قرار حكومي، وبالتالي استنزاف ثروات الوطن. ونددت بما يشاع من وهم بان اقتسام خيرات البلاد بقوانين وقرارات حكومية هو مشروعات شعبية، والواقع هو العكس، ويدمر قيم العدالة والمساواة والعمل والانتاج، ودعت الى وقفة جادة للبدء بتصحيح هذا المسار. كما دعت السلطتين التنفيذية والتشريعية والمجتمع المدني الى مراعاة هذه المخاطر والتشريعات والقرارات المستقبلية. وأكدت المجموعة انها لا تطرح نفسها كتنظيم سياسي أو بديلاً عن التنظيمات، ومنظمات المجتمع القائمة. ردود الفعل وفي الوقت الذي تشهد فيه الساحة النيابية نشاطا مكثفا بالنسبة للجان البرلمانية، تواصلت ردود الفعل على تحرك مجموعة ال26، وكان لافتا تعليق نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الاسكان الشيخ أحمد الفهد على ردود الأفعال على المقابلة بالقول «عندما يصل الأمر إلى سمو الأمير يجب أن يجاوب عنه الديوان الأميري وألا نتطرق إليه، وهذه قناعتي الشخصية». واعتبر النائب علي الراشد ان الشخصيات التي تتألف منها مجموعة ال26 هي شخصيات تتمتع بالحس الوطني العالي وبالمسؤولية، مشددا على أن ما قامت به يعكس حرصها وخوفها على مصلحة الكويت. أما النائب د. ضيف الله بورمية فوصف هذا التحرك بأنه محاولة للتقرب من الحكومة، ولا سيما أن من يتزعمهم هو أحد الوزراء السابقين وينتمي لإحدى الجماعات المتأسلمة ويتميز بالخداع السياسي ويسعى «لإفقار» المواطن الكويتي. من جانبه، استغرب النائب محمد المطير الاحتقان الذي أطّر به البعض هذه المقابلة «وكأنها دخيلة على العلاقة بين الحاكم والمحكوم». وأشاد المطير بالشخصيات التي تشكلت منها مجموعة ال26، لا سيما أن لهم دورا كبيرا في بناء البلد، ويجب أن نحترم مساعيهم ونقدرها حتى لو اختلفنا معهم في الرأي. من ناحيته، أشار النائب د. وليد الطبطبائي إلى أن هذه المقابلة تثبت عدم اقتناع مجموعة ال26 بأداء السلطة التنفيذية، وهو ما يدل على فشل الحكومة في معالجة الأزمات.