اختيار باراك أوباما يوم الجمعة لنيل جائزة نوبل للسلام للعام 2009 بعد أقل من تسعة أشهر من توليه رئاسة حافلة بالأحداث كان شرفا غير متوقع أثار الثناء والاستغراب في مختلف أنحاء العالم. بطبيعة الحال الجائزة بالفعل مُنحت - حتى لو كان الامر مثيرا للجدل - من أجل الإنجاز. قدمت الجائزة للرئيس الحديثة ولايته و البالغ من العمر 48 عاما ، تقديرا "لبذل جهود استثنائية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب و هو ما بدا وكأنه نوع من الصلاة والتشجيع من قبل لجنة نوبل املا في المستقبل ، ولمزيد من التراضي للقيادة الأمريكية. ولكن سرعان ما اعتبرت الجائزة مسؤولية سياسية محتملة - وربما عبء أكثر منها مجد - بالنسبة لأوباما. فالجمهوريون ادعوا أنه قد فاز بها كنتيجه لسلطته ومهاراته الخطابية أكثر من انجازاته الفعلية وحتى بعض الديمقراطيين فيما بينهم تساءلوا عما إذا كان يستحق ذلك. اختيار لجنة نوبل للسيد أوباما نظر اليه باعتباره رفضا ولا سيما في أوروبا للسيطرة غير الشعبية لسلفه جورج بوش. ولكن اللجنة ومقرها النرويج أكدت انها اتخذت قرارها بناء على الجهود الفعلية لأوباما نحو نزع السلاح النووي فضلا عن المشاركة الاميركية مع العالم وزيادة اعتمادها على الدبلوماسية والحوار. ثوربيورن ياجلاند Thorbjorn Jagland ورئيس لجنة نوبل قال " يتعين علينا أن نسأل من الذي فعل أكثر في السنة السابقة لتعزيز السلام في العالم؟ واضاف ثوربيورن ياجلاند في أوسلو بعد اعلان الجائزة "ومن الذي قام بأكثر من باراك أوباما؟" باراك أوباما ، الذي وصف بأنه "مندهش للغاية" عندما تلقى النبأ ، قال انه هو نفسه لم يكن مقتنعا تماما ، مشيرا الى ان هذه الجائزة " اشعرته بتواضع عميق" . وقال الرئيس في حديقة الورود بالبيت الأبيض "بصراحة لا أشعر بأنني تستحق أن اكون في صحبة هذا العدد من الشخصيات التي نالت شرف تكريمها بهذه الجائزة الرجال والنساء الذين ألهموني وألهموا العالم كله من خلال سعيهم لسلام الشجعان ". وقال ، على الرغم من ذلك فانه " سقبل هذه الجائزة باعتبارها دعوة إلى العمل ، وهي دعوة لجميع الدول لمواجهة تحديات القرن 21الحادى و العشرين " هذا و قال البيت الابيض ان أوباما يعتزم السفر الى أوسلو لقبول الجائزة يوم 10 ديسمبر وانه سيتبرع بالجائزة المالية و البالغة 1.4 مليون دولار للأعمال الخيرية الرئيس أوباما ، سيكون الرئيس الاميركي الثالث الذىليفوز بهذه الجائزة ، و هو ما يضعه فجأة في صحبة من زعماء العالم مثل ميخائيل جورباتشوف ، الذي فاز بها للمساعدة في انهاء الحرب الباردة ، ونيلسون مانديلا ، الذي سعى لوضع حد لنظام الفصل العنصري. .. و لكن ايضا هناك شخصيات اقل بروزا حازت على الجائزة. لقد كان رد الفعل داخل الادارة الامريكية موحد و هو " ضبط النفس" وربما يعكس الفوز المحرج بالجائزة الكبرى وسط جدل في جميع أنحاء العالم حول ما إذا كان يستحقها.