أصعب شيء على مايكل أورين في كونه سيصبح سفير اسرائيل لدى الولاياتالمتحدة هو التخلي عن جنسيته الأميركية وهو طقس رسمي ينطوي على التوقيع على عهد التخلي عن حقه فيها. ويقول انه مضى فى هذا الامر بمساعدة الأصدقاء من السفارة الاميركية في تل ابيب الذين " بقوا معي ، وعانقنونى عندما انتهى هذا الامر ". ولد في شمال ولاية نيويورك وترعرع في ضواحي ولاية نيو جيرسي وتلقى تعليمه في جامعتي برنستون وكولومبيا والسيد أورين يعتبر نفسه امريكى اصيل . ولكن بعد ان عاش معظم حياته كراشد في إسرائيل – خدم جولات متعددة في الجيش الإسرائيلي من بينها كان مظلي خلال حرب لبنان عام 1982 - كما انه يعتبر نفسه اسرائيلي اصيل . و قال السيد أورين ، 54 عاما خلال افطار في مقر اقامته المنعزل باحد الشوارع ذات الحراسة الجيدة "قراري بالانتقال الى اسرائيل كان تاثر كثيرا بتجربتي الأمريكية لقد شعرت بالكثير من الفخر لكونى أميركي في إسرائيل. لم اعتقد ابدا ان هناك أي تناقض في ذلك ". دولة إسرائيل ،على ايه حال لا تسمح للمواطنين المزدوجى الجنسية لتمثيله في الخارج. لذلك عندما طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من السيد أورين في الربيع ليكون رجله في واشنطن كان مضطرا الى اتخاذ خيار. انه الآن أحد الرعايا الأجانب على الأرض التى ولد بها ، والسيد اورين يتخلى عن جذوره الأمريكية لخدمة قضية إسرائيل في وقت كانت فيه العلاقات بين البلدين قد توترت بسبب الخلاف حول بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية. انه شخص لبق وجه تليفزيونى ، من الغارقين في الثقافة الأميركية انه متحدث باسم سلس. لكنه يواجه جمهورا متشككا بشكل متزايد. هذا الأسبوع وبعد ان اعرب الرئيس أوباما عن نفاد صبره من عدم إحراز تقدم في محادثات السلام خلال اجتماعه في نيويورك مع السيد نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كان السيد أورين متوفرا لعقد مجموعة من المقابلات وسائل الاعلام الاخبارية لامدادهم بملخص للاخبار . فقال موضحا " لقد كانت هناك فجوة تضيق بين الولاياتالمتحدة واسرائيل بينما فتحت ثغرة أخرى آخذة في الاتساع بين الاسرائيليين والفلسطينيين والولاياتالمتحدة." هذا هو نوع من الصياغة المرتبة للسيد أورين و التى قد تكون قد استخدمت في واحدة من عشرات المقالات الرأي التى كان قد كتبها لصحيفة نيويورك تايمز وصحف أخرى وكخبير بمنطقة الشرق الأوسط. كتب ايضا العديد من الكتب من بينها دراسة حول حرب عام 1967 أثنى عليها بنطاق واسع ، ودراسة عن تورط أمريكا في المنطقة الذى يعود تاريخه الى القرن السابع عشر . ولكن السيد أورين يضع الآن عقله وقواه الاقناعية في خدمة حكومة يمينية اسرائيلية لا تتفق مع البيت الابيض. وانطلاقا من كتابات السيد أورين ومحاضراته ، ليس من الواضح تماما انه يتفق مع رؤسائه الجدد ايضا. انه من المؤييدين فى اسرائيل لفك الارتباط من جانب واحد من قطاع غزة وهو القرار الذي أدى إلى انسحاب السيد نتنياهو من حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في عام 2005. كما قال انه يجب على إسرائيل أن تنسحب من مستوطناتها في الضفة الغربية لانقاذ نفسها كدولة يهودية. واعلن السيد أورين في محاضرة في مارس في جامعة جورج تاون حيث كان أستاذا زائرا في الدراسات اليهودية وحتى تعيينه سفيرا "أنا آخر المؤمنون بفكر السياسة الأحادية " حيث تساءلت بعض الصحف عما اذا كان من " الحمائم" اكثر من اللازم لخدمة السيد نتنياهو. بينما قلق آخرون بانه من "الصقور" اكثر من اللازم مستشهدين بمقال كتبه خلال الانتخابات الاميركية الاخيرة والذي توقع - ببصيرة ، كما تبين لاحقا -- ان فوز باراك أوباما يمكن أن يؤدي إلى الاحتكاك مع اسرائيل. اليوم ، السيد اورين يبدى تردد لمناقشة وجهات نظره بشأن المستوطنات أو لانتقاد سياسات السيد أوباما. لكنه يصر قائلا " لا يمكن أن اخدم فى هذه الحكومة اذا لم أشعر أن مواقف الحكومة تتوافق عن كثب مع ما أشعر به لفترة طويلة ، منذ وقت طويل." بالتأكيد ، والسيد أورين على صلة وطيدة بالتواريخ الصهيونية من طفولته وهو امر كان لا مفر منه. و قد كان والده مدير مركز الطبي فى نيوارك التابع ل "بيت اسرائيل" . و فى الخامسة عشرة من عمره ، وقال السيد أورين لوالديه انه يريد الانتقال الى اسرائيل للعمل في احدى المزارع التعاونية. و قد كان والديه مذعورين لكنهم لم يمنعوه عندما تحدث عن طريقه الى العمل في احدى مزارع البرسيم . فى اسرائيل شغل وظيفة راعى البقر في مرتفعات الجولان فضلا عن المجد الرياضي الذى احرزه باعتباره مجدف في دورة الالعاب المكابيه ، حيث يتنفاس الآلاف من الرياضيين اليهود من جميع أنحاء العالم كل أربع سنوات. قال السيد وقال اورين "وفكرة الانتقال الى اسرائيل كانت غريبة تماما بالنسبة لنا جميعا" ، واضاف "لكن بالنسبة لشخص جاء من تربية حقا عادية في الضواحي ، كان هذا امرا مثيرا و مغامرة يمكن أن تحدث لك ". بعد حصوله على شهادتين في كولومبيا عاد الى اسرائيل في العام 1979 وانضم الى الجيش. و بعد خدمة امتدت منذ ثلاثة عقود بالاشتراك مع قوات الدفاع الإسرائيلية كان المتحدث باسم الجيش خلال حرب 2006 في لبنان والحملة الاسرائيلية على حركة حماس في قطاع غزة عام 2008. في سن الثالثة و العشرين حصل السيد أورين على الجنسية الاسرائيلية. مثل كثير من اليهود الذين يهاجرون إلى إسرائيل وقال انه تم تغيير اسمه :الى "اورين" و الذى يعني "شجرة الصنوبر" باللغة العبرية. كما التقى زوجته سالي التي تنحدر من عائلة صهيونية في مدينة سان فرانسيسكو. وفي عام 1995 قتلت شقيقتها الصغرى في هجوم إرهابي على متن حافلة في القدس. و يقول السيد اورين ان الولاياتالمتحدة خلقت بالثورة الكبرى والألم واسرائيل ليست استثناء مضيفات ان الاثارة والتحدي الكبير من الذين يعيشون في إسرائيل هو بمثابة التقدم في العمل. انهم مثل الذين كانوا يعيشون في هذا البلد الولاياتالمتحدة في عام 1776.