هدد تنظيم القاعدة وحركة طالبان ألمانيا بشن هجمات في الداخل على خلفية وجودها العسكري في أفغانستان، وهو ما يجئ في الوقت الذي عقدت فيه الأحزاب السياسية الألمانية آخر اجتماعات حملاتها الانتخابية- قبيل الانتخابات العامة المقررة الأحد. وقد جاء ذلك التهديد من خلال شريطي فيديو ظهرا الجمعة- أحدهما ينسب إلى طالبان والآخر إلى تنظيم القاعدة. وذكر مركز "إنتل" (ومقره الولاياتالمتحدة) المعني برصد حركة الميليشيات الإسلامية على شبكة الإنترنت إن التهديدات الموجهة إلى المانيا وصلت الآن مستويات غير مسبوقة. وفي شريط فيديو حصل عليه مركز إنتل ومنسوب إلى طالبان، تحت عنوان "الدعوة إلى الحقيقة" يقوم بعض الميليشيات بالتدرب على حمل السلاح فضلا عن تدريبات بدنية. وظهر في وقت لاحق شخص ملثم وبجانبه عدة أسلحة مع لافتة وراءه، يتحدث بالألمانيا مطالبا بأن تسحب المانيا قواتها من أفغانستان مهددا بشن هجمات عليها. وأكدت وزارة الداخلية الألمانية أمس الجمعة وجود شريط طالبان، في سابع رسالة إرهابية موجهة إلى المانيا خلال أسبوعين. وجاء على لسان أحد مقاتلي طالبان باللغة الألمانية- الذي حدد الشريط هويته بأنه أيوب الألماني الذي كان يتحدث من أفغانستان: "إن عملياتكم هنا ضد الإسلام سيمنحنا نحن المجاهدون إغراء بالهجوم على المانيا". ويظهر تسجيل طالبان معالم المانية شهيرة كبوابة براندنبورغ في برلين واحتفالات أكتوبرفيست بميونيخ فضلا عن وزير الدفاع الألماني فرانز جوزيف يونج ووزير الداخلية الألماني وولفغانغ شويبله. وتأمل المستشارة أنجيلا ميركل في العودة لفترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات والتخلي عن "الائتلاف الكبير" مع منافسيها الرئيسيين من الاشتراكيين الديمقراطيين بقيادة وزير خارجيتها ومنافسها فرانك- فالتر شتاينماير. وترغب ميركل (54 عاما) في تشكيل حكومة جديدة من يمين الوسط مع شركائها المفضلين من الديمقراطيين الأحرار. وفي حين تتمتع ميركل بشعبية واسعة بين الناخبين الذين يقول 49 % منهم إنهم سيصوتون لها، فإن الناخبين الألمان يصوتون للأحزاب ولا ينتخبون مرشحين. ويتوقع على نطاق واسع أن تظل ميركل مستشارة وأن يصبح حزبها المحافظ أكبر حزب. ورغم تركيز الحملة الانتخابية بشكل أساسي على أفضل سبل الإصلاح الاقتصادي، فإن دور القوات الألمانية في أفغانستان قفز إلى الأضواء عقب إصدار القاعدة لسلسلة من التسجيلات المصورة التي استهدفت الألمان.