نقلا عن الاهرام 5/11/07 آثار سيناء التي تم استردادها بعد حرب رمضان أكتوبر1973 ويقدر عددها بالآلاف, وتضم الآثار الواقعة علي طريق العائلة المقدسة ودرب الحج القديم, تعاني الإهمال الجسيم وعدم تنفيذ تعليمات المجلس الأعلي للآثار مما ينذر بانهيار بعضها وتدهور بعضها الآخر! البداية كانت في منطقة آثار الفرما الأثرية التيتجري بها الحفائر منذ نحو23 سنة حتي الآن ومع ذلك لم تمتد إليها يد الترميم إلا نادرا وهي محرومة منالترميم الشامل بما فيها قلعة الفرما والمناطق المحيطة بها حيث إن الترميم الشامل لابد أن يتم فور الانتهاء من الحفائر. الأمر نفسه يتكرر في منطقة الخوينات الأثرية التيأصبحت مهددة بالانهيار التام بسبب وقوعها بالقرب من ساحل البحر في منطقة انحسار المياه البحرية وارتفعمنسوب الأملاح فيها ليمتد أكثر من مترين أسفل الخان, وقد تكررت الانهيارات في السور الخارجي وبعض العناصر المعمارية الموجودة به, كما تعرضاالقصر الوحيد به للانهيار التام خلال العام الماضي دون أن يتحرك أحد, مع أن هذه المنطقة تقع بالقرب من منطقة الفلوسيات الأثرية في قلب محمية الزرانيق التي تعتبر مزارا سياحيا مهما في شمال سيناء. لكن منطقة الفلوسيات تتعرض أيضا خصوصا القلعة الأثريةالقديمة بها, للانهيار التام بسبب عدم امتداد أيدي الترميم إليها سواء الترميم الدقيق أو المعماري كما تعاني ارتفاع منسوب المياه الجوفية بصورة خطيرة تهددها بالانهيار. أما بالنسبة لقلعة العريش التي تعتبر الآن الوحيدة بمدينة العريش فقد ارتفعت درجات الانهيار فيها لتصل إلي80%, أما نسبة ال20% الباقية من مبانيها فهي مهملة ولم يمتد إليها كذلك الترميم مع أنها مرت بأحداث تاريخية وفيها تم توقيع اتفاقية العريش بين الانجليز والفرنسيين التي بموجبها تخلت فرنسا للانجليز عن كل حق لها في مصر مقابل ترك الانجليز لفرنسا حرية العمل في تونس ومراكش والجزائر بشمال إفريقيا( اتفاقية العريش)1800/1/24. وفي منطقة القلس الأثرية الموجودة علي الناحيةالموازية للبحر من بحيرة البردويل تعرضت فيها مقبرة قائد الجيوش الرومانية بومباي للانهيار التام بسبب موجات المد والجزر بالبحر حتي تسبب نحر المياه في تغطية كاملة وانهيار تام للمقبرة تحت تلال من الرمال أدت إلي اختفائها تماما. أما بالنسبة لقلعة الغوري بسهل الطينة فقد تعرضت كذلك لدرجات من الانهيار تعدت نسبة ال50% بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية ووقوع القلعة في منطقة طينية رخوة كانت قديما جزءا من فرع النيل البيلوزي القديم الذي اندثر حاليا. قلاع.. ومزارات: أما قلعة نخل بوسط سيناء التي تعتبر قلعة تحصين لحماية المياه التي كان يمر عليها الحجاج في أثناء ذهابهم إلي الأراضي الحجازية المقدسة فقد تعرضت هي الأخري في أماكن عديدة من السور الخارجي والمنشآت لداخلية والأسقف والجدران للانهيار التام بصورة تشكل خطورة علي القلعة نفسها. أما لوحة نقش الغوري برأس النقب والموجودة كذلك علي درب الحج القديم وترجع إلي العصر الإسلامي وتم الكشف عنها مصادفة في أثناء تفجير أحد المحاجر لشق طريق لمرور السيارات, فقد تعرضت أيضا لعوامل النحر والتفتت وكل ما تم عمله هو احاطتها بسياج من الحديد لأسود. آثار شمال سيناء الإسلامية والقبطية والمستخرجة من الحفائر لا يوجد لها حتي الآن معمل ترميم وكل مايتم الكشف عنه يتم إحالته ونقله إلي المخزن المتحفي بالبندارية بطنطا برغم اهتمام المجلس الأعلي للآثار بالآثار الواقعة علي درب الحج, وطريق العائلة المقدسة ورصده أكثر من ثلاثة ملايين جنيه لدراسات شاملة لمشروعات ترميم قلعة الغوري بسهل الطينة وقلعة نخل بوسط سيناء تشمل الرفع المساحي والمعماري والتصوير الفوتوغرافي وحصر التلفيات وطرق العلاج والترميم والخامات المستخدمة إلا أنه حتي الآن لم يتم مشروع ترميم واحد في سيناء. كما اصدر قرار يتضمن إنشاء قسم متخصص لترميم آثار سيناء التي تمثل سدس مساحة مصر, علما بأن سيناء المكان الوحيد الذي يمثل منظومة من القلاع التي تضيف بندا جديدا لأسس السياحة وهي سياحة القلاع والأماكن المكشوفة التي تستهوي الزائر. إن القلاع كما يؤكد الخبير الأثري الدكتور محمد عبدالمقصود, يمكن أن تكون مزارات سياحية وليس أماكن للغربان والخفافيش, كما أنه بجانب تطوير كل قلعة يمكن إنشاء قري سياحية وأماكن للسياحة, حيث إن هذه القلاع سوف تأتي لنا بالخير وتثري سياحة السفاري والسياحة العلاجية والترفيهيةوسوف تنقل شمال سيناء السياحة المحلية إلي العالمية. والمطلوب الالتزام بوضع آثار شمال سيناء ضمن الأولويات القصوي, علما بأن المشروع القومي لتنمية وتعمير سيناء خصص أكثر من300 مليون جنيه حتي عام2017. المزيد من التحقيقات