تزداد حالة الرعب التي تسيطر علي أولياء الأمور مع اقتراب افتتاح المدارس, والجامعات عقب إجازة عيد الفطر المبارك, بسبب سرعة انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير, وارتفاع معدلات الإصابة, وزيادة نسبة الوفيات, وما صاحب ذلك من إعلان منظمة الصحة العالمية تحور الفيروس إلي داء يستهدف الجهاز التنفسي, ويؤدي إلي فشل وظائفه. هناك أصوات كثيرة تنادي بتأجيل الدراسة, خوفا من الازدحام والتكدس في الفصول والمدرجات غير أنني اتفق مع وزارتي الصحة والتعليم بضرورة الالتزام ببدء الدراسة في موعدها لأن التأجيل ليس حلا, وإنما الحل يكمن في ضرورة اليقظة الكاملة في مواجهة الخطر بدون تهوين أو تهويل. المشكلة الحقيقية تكمن في صغار المسئولين من مديري المدارس, ومديري الإدارات الصحية والمسئولين في الجامعات, لأنهم يدمنون الإهمال والفوضي, ويتركون الأشياء للمصادفة حتي تقع الكارثة لا قدر الله وهذا هو مكمن الخطر. أتمني لو طبقت وزارة التربية والتعليم والجامعات شعار إلزم بيتك للطلاب المرضي بنزلات البرد, وعدم السماح بدخولهم الفصول والمدرجات بالتنسيق مع طبيب المدرسة أو الكلية, وأن يتم الإبلاغ عن الحالات المصابة فورا للتأكد من إصابتهم بالفيروس من عدمه, وفي كل الأحوال لا يتم السماح للطلاب المصابين بنزلات برد بالانتظام في الدراسة, إلا بعد اكتمال شفائهم, وأن تكون هناك مرونة في نسب الغياب, ومراعاة ظروف الطلاب المرضي في أعمال السنة, والامتحانات الشهرية علي اعتبار أن هناك ظروفا استثنائية يجب مراعاتها حتي لا نضطر إلي إغلاق المدارس أو وقف الدراسة لفترة زمنية قد تطول أو تقصر. نفس الشعار يمكن تطبيقه في أماكن العمل, وفي المساجد وفي كل أماكن التجمعات بحيث يتم توعية المواطنين بمخاطر المرض, وكيفية علاجه, والإبلاغ فورا عن الإصابات, ومنع المصابين من مخالطة غيرهم حتي يتم علاجهم. التساهل في الإجازات المرضية أفضل من حدوث كارثة, والحذر أفضل من المغامرة, والتزام البيت قد يكون طوق النجاة في الشتاء القادم, الذي نأمل أن يمر بسلام. *الأهرام