اهتمت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم بتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي انتقد فيها تصريحات نائبه موشيه يعالون ضد حركة "السلام الآن" الاسرائيلية التي ترصد التوسع الاستيطاني اليهودي في الاراضي الفلسطينية وتدعو الى حل سلمي مع الفلسطينيين ووصف نتنياهو تصريحات يعالون بأنها "غير مقبولة من حيث المعنى ولا الأسلوب" وقال مكتب نتانياهو في بيان له: "ان ملاحظات يعالون لا تمثل موقف الحكومة الاسرائيلية". وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الصادرة اليوم الخميس ان نتانياهو انتقد امس نائبه موشيه يعالون، الذي قال في اجتماع مغلق مع نشطاء يمينيين الاسبوع الماضي انه "لا يخاف من الأميركيين" وان المجموعات المناهضة للاستيطان مثل "السلام الآن" هي "فيروسات" لاسرائيل ورد وزير الدفاع ايهود باراك على هذه تصريحات يعالون بالقول: "ان السلام الآن هي جزء هام من معسكر السلام وجزء لا يتجزأ من الحوار الديمقراطي في المجتمع الاسرائيلي". وتحت عنوان "الدولة الفلسطينية: نموذج النمسا لا أندورا " كتب أبشالوم فيلان وموريس سترون في "هآرتس" يقولان أن تبني اندورا كنموذج للدولة الفلسطينية كما جاء في طرح لنتنياهو قبل عدة سنوات هوطرح غير مناسب، فإندورا يقطن فيها 70 الف نسمة على مساحة 450 كيلومترا مربعا فقط، ويرشحان النمسا كنموذج تاريخي يرونه الملائم للنموذج الفلسطيني، والنمسا يعيش فيها 8 ملايين نسمة على مساحة تبلغ 84 الف كيلومتر مربع. ولهذا الترشيح أسباب حيث التزمت النمسا بموقف محايد في الصراع القائم بين قطبي العالم بعد الحرب العالمية الثانية وتعهدت بعدم طرح مطالب بصدد الاراضي الخلافية في المستقبل وعدم السماح بقيام حركات سياسية انفصالية تسعى للتحالف مع الالمان واعادة بناء الامة الالمانية في المانيا. وبنفس الطريقة لن يسمح للفلسطينيين بالاتحاد مع اخوانهم الفلسطينيين في الاردن او في اسرائيل وعدم حيازة سلاح هجومي. مع بعض التغيرات الملائمة فلا يمكن لنموذج نزع السلاح ان يكون متماثلا، في ظل حقيقة ان اسرائيل خاضعة لتهديدات عسكرية في جبهات مختلفة. مع ذلك لا مانع من السماح للدولة الفلسطينية باداء دورها من خلال حيازة قوات شرطية داخلية فعالة. وفي جريدة"معاريف" برز التساؤل عما سيفعله حزب"العمل" بعد أن اختار نتنياهو "الجمود السياسي" على حد تعبير كاتب المقال أوفير بينس الذي يقول:- تعتقد حكومة إسرائيل أن حقيقة سريان الهدوء النسبي في "المناطق" الفلسطينية، بما فيها غزة، تتيح للجميع الجلوس مكتوفي الأيدي والتربع على أكاليل من الغار، وعدم فعل شيء كما لو أن الوقت يسير لمصلحتنا. وهي تعتقد أنه لا خطأ في عدم فعل شيء. فعندما يكون هناك "ارهاب" نقول إننا لن نخضع ل "الارهاب"، ولن ندير مفاوضات تحت النار. وعندما يسود الهدوء نقول لماذا علينا حث السلام، ذلك أن كل شيء يسير بهدوء ويوجد أمن. لكن هذا خطأ تاريخي ونحن سندفع ثمنه. ويتسائل هل ثمة حدود لحزب العمل؟ هل سينجح هذا الحزب في أن يكون مخلصا للقليل من الإيديولوجيا التي عرضها أمام الناخب، وأن يقول كفى، نحن أيضا لدينا خط أحمر، أم انه سيواصل كونه ورقة تين لحكومة اليمين المتطرفة؟ وماذا بالنسبة لرئيس حزب العمل ووزير الدفاع ايهود باراك، الرجل الذي جاء " لجعل اليمين معتدلا؟"، هل يتبين أنه ينجر خلفه؟ وفي النهاية يدعو حزب العمل كي يصحو ويُعلن لنتنياهو بشكل لا يقبل التأويل أنه إذا لم يبلور خطة سياسية تتيح استئناف المفاوضات حول السلام في غضون شهرين ثلاثة، فسيكف حزب العمل عن أن يكون سترة واقية لنتنياهو وعن تبييض صورة ليبرمان، وسيغادر الحكومة.