قبل أربعة أيام فقط من بداية شهر رمضان الكريم، لا تزال بعض الشاشات والقنوات تتعاطى مع توقيت عرض المسلسلات بصفته سراً ممنوعا الكشف عنه تحت طائلة المسؤولية. تنتظر كل قناة منافسيها لمعرفة برمجتهم وذلك إما لتجنب تضارب توقيت عرض المسلسلات، أو على العكس، أي ل«حرق» وخلق مواجهة بين المسلسلات القوية على قاعدة «كسر» نقطة قوة الغريم بواسطة عرض مسلسل أكثر جماهيرية في التوقيت نفسه. اللافت ان سؤال القنوات عن البرمجة الرمضانية يُحيل دائماً إلى قسم التسويق القابض على أسرار المضاربات التلفزيونية. في هذا الإطار، لا تزال قناة «الجديد» تتحفظ بشدة على أوقات العرض، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قناة «أل بي سي» الأرضية، بينما خرجت إلى العلن برمجة «المستقبل» و«المنار» و«أن بي أن» و«أو تي في»، في حين بقيت قناة «أم تي في» الأكثر إرباكاً قبل أيام من رمضان وذلك بعدما اعتذرت الزميلة ريما نجيم عن تقديم برنامج «الأوائل» الذي كان من المفترض ان يكون يومياً على الشاشة ما ترك فراغاً برامجياً واضحاً. هكذا، لم تتوضح حتى اللحظة معالم البرامج التي ستطل بها «أم تي في» اللبنانية التي تعود هذا الموسم بعد غياب قسري دام سنوات. حال الفضائيات العربية بالنسبة إلى التخبط في البرمجة ليست أفضل، فقناة «أبو ظبي» لم تفصح بعد عن أوقات عرض مسلسلاتها، وكذلك هي الحال مع قناة «دبي» وسلسلة قنوات «أي آر تي» وقناة «روتانا خليجية» التي تقدم هذا العام مجموعة كبيرة من المسلسلات الخليجية والسورية والمصرية. برمجة «المستقبل» كانت قناة «المستقبل» من أولى القنوات (محلياً) التي أعلنت عن توقيت عرض برامجها، مع ملاحظة اختيارها ثلاثة مسلسلات مصرية دون الانتاج السوري هي «عشان ما ليش غيرك» من بطولة إلهام شاهين و«حرب الجواسيس» مع سامية فهمي و«ما تخافوش» مع نور الشريف، وبررت القناة خيارها على اعتبار انها «المسلسلات الأكثر أهمية والأضخم إنتاجاً هذا العام» لا بل ذهب البيان الترويجي للقناة إلى القول ان «عرضها جميعها على شاشة «المستقبل» يمثل إنجازاً غير مسبوق» برغم ان في جعبة قنوات أخرى ما يفيض عن الاختيارات هذه. وانتقالاً إلى الإنتاجات المحلية، يقدم تلفزيون «المستقبل» سهرة يومية يقدمها كل من ميشال قزي وكارين سلامة شلهوب ولين سليمان ونيلي عبد النور وزينا جانبيه ورانيا سلوان تحت عنوان «طال السهر»، بحيث يستضيف ميشال وكارين ضيوفهم من الفنانين في الاستوديو، مع جولات للكاميرا في الساحات العامة والمواقع السياحية لنقل الأجواء الرمضانية في لبنان. ومع اعتذار نجيم عن تقديم «الأوائل» على «أم تي في»، يبدو ان المنافسة ستنحصر بين «أل بي سي» و«المستقبل» ولو ان الكفة تميل لصالح الزميل نيشان ديرهاروتينيان في برنامجه ذي الميزانية العالية أي «المايسترو». ويبدو ان برنامج «نجوم عالطريق» سيحمل صيغة تجوال الكاميرا في شوارع لبنان لاختيار أشخاص يطلب منهم أداء أي عمل فني يبرعون فيه للفوز بعشرة آلاف دولار أميركي نقداً. وبعد أن يتم تجميع هذه اللقطات، تعرض في الاستوديو حيث يختار الحضور الفائز، على ان يكون هناك تصفية خاصة نهاية شهر رمضان. وكالعادة، يبرز خيار «المستقبل» في البرامج الدينية، إذ يقدم برنامج «القارئ العربي» مسابقة يومية في تلاوة القرآن في حرم مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا، ويشارك في هذا البرنامج 14 متسابقاً في فئة التجويد ومثلهم في فئة الترتيل. وفي الإطار نفسه تقدم القناة «سيرة الأنبياء.. قصة وعبرة» عن الأنبياء إبراهيم ويوسف وموسى وعيسى، على ان تتضمن الحلقات حوارات الدكتور أسامة الرفاعي مفتي عكار والمصري راغب السرجاني.. فهل ستستقطب «المستقبل» نسبة عالية من المشاهدين في رمضان هذا العام بفضل هذه التركيبة البرامجية؟ الأيام القليلة ستتكفل بالاجابة.