تسبب إتصال هاتفي ببورصة نيويورك من مستثمر يشكو تعرضه للتو للخداع في إشعال شرارة سلسلة من الاحداث دفعت السلطات الامريكية الى توجيه اتهامات بالاحتيال ضد الممول الكويتي حازم البريكان الذي عثر عليه في وقت لاحق ميتا في منزله. ففي ساعة مبكرة من يوم 20 يوليو/ تموز 2009 اتصل مستثمر ليبلغ الجهات التنظيمية في البورصة بأنه اشترى أسهما في "هارمان انترناشونال اندستريز" بناء على تقارير إخبارية نشرت على بعض المواقع الصغيرة على شبكة الانترنت أفادت بأنها هدف لعملية استحواذ، وبدأ المتصل يشكك في صحتها. واشارت هيئة تنظيم بورصة نيويورك - وهي الجهة الاشرافية- ان المعلومة عززت شبهات بشأن أنشطة تداول كانت وسائل المراقبة الداخلية تلتقطها فيما يتعلق بأسهم هارمان التي قفزت بما لا يقل عن 33 % قبل فتح الاسواق صباح الاثنين. وللتأكد من صحة التقارير، قامت شرطة بورصة نيويورك بعمل مسح للأخبار بشأن الشركة المدرجة، واتصلت بشركة هارمان الا انها لم يكن لديها علم بالتقرير، وأصدرت بيانا علنيا بذلك قبل فتح الاسواق الامريكية. واتصلت هيئة تنظيم بورصة نيويورك بلجنة الاوراق المالية والبورصات الامريكية تطلب المساعدة لتحديد مصدر الأخبار التي حركت السوق، كما بدأت وسائل الاعلام واسعة الانتشار في جمع المعلومات بشأن الفاكسات غير العادية التي تلقتها بعضها في مطلع الاسبوع. وعقب فحص الهيئة سجل التعاملات الاخيرة على أسهم "هارمان" حددت سريعا قائمة مصغرة بشركات السمسرة التي نفذت عمليات شراء كبيرة ثم باعت الاسهم محققة أرباحا كبيرة الاثنين. وبعد 24 ساعة من استقبال المكالمة الهاتفية حددت الجهات التنظيمية وهي لجنة الاوراق المالية، والبورصات وهيئة تنظيم بورصة نيويورك وبورصة خيارات مجلس شيكاجو - التي تشرف حاليا على أسواق الخيارات الامريكية - البريكان على أنه مالك حسابات السمسرة والتي اشترى عن طريق بعضها عقود خيارات أسهم. ووصف جون ماليتزيس نائب الرئيس التنفيذي لمراقبة السوق بالهيئة الاشرافية عملية تلاعب بال"بارعة"، وأضاف انها طريقة قديمة تقوم على اطلاق شخص شائعة لا أساس لها وذلك من أجل الاستفادة من التأثير الذي ستحدثه الشائعة على سعر السهم. وتلى ذلك بثلاثة أيام، رفعت لجنة الاوراق المالية والبورصات الامريكية دعوى قضائية ضد حازم خالد البريكان المقيم بالكويت تتهمه بجمع أرباح مريبة تتجاوز 5 ملايين دولار من وراء ترويج تقارير مخادعة خاصة بالاستحواذ على هارمان، وكذلك تكسترون التي ثارت حولها شائعة بشأن عروض زائفة في ابريل/ نيسان 2009 . وعقب ذلك باربعة أيام لقي الكويتي حازم البريكان الرئيس التنفيذي لشركة الراية للاستثمار حتفه الأحد باطلاق النار على نفسه. وارجع ماليتزيس الرئيس التنفيذي لمراقبة السوق السبب وراء تضخيم حجم القضية هو اكتشاف أن المستثمر المعني خارج الولاياتالمتحدة، وأضاف "حيثما نرى حسابا أجنبيا .. يمثل هذا أولوية قصوى بالنسبة لنا وللجنة الاوراق المالية والبورصات، مشيرا الى أن اللجنة تنظر "بحساسية شديدة" الى أي عملية احتيال أجنبية محتملة. ولفت الى ان المخاطرة في هذا أننا اذا لم نتحرك سريعا فلن يمكننا تجميد الاصول، فالوقت المتاح أمام اللجنة هو منذ وقت حدوث التداول،وبوجه عام حتى التسوية، فبمجرد تسوية المعاملة تنقل السيولة الى الحساب،وبلمسة واحدة يذهب الى خارج الولاياتالمتحدة. وحصلت لجنة الاوراق المالية والبورصات في وقت لاحق على أمر قضائي بتجميد الاصول في حسابات البريكان في الولاياتالمتحدة وثلاثة كيانات أجنبية ذات صلة. وفي دعواها القضائية حددت اللجنة شركات السمسرة المرتبطة بالبريكان على أنها وحدة بيرشينج التابعة لبنك أوف نيويورك ميلون كورب وسيتي جروب جلوبل ماركتس التابعة لمجموعة سيتي جروب وشركة جي.بي مورجان تشيس اند كو وبنك ستيت ستريت التابع لمؤسسة ستيت ستريت. ولا يزال من غير الواضح الدور الذي لعبته شركات الوساطة - التي عليها التزام عام بمراقبة عمليات التلاعب - في كشف التعاملات المريبة، وقال متحدث باسم بيرشينج ان البنك "يستجيب لطلبات الجهات التنظيمية. واوضحت الكسندرا راداكوفيتش نائبة الرئيس لمراقبة السوق التي قاد فريق تابع لها تحقيقات هيئة تنظيم بورصة نيويورك بخصوص هارمان انه لم تكن لدينا الوفرة في الوقت التي تمكننا في السياق الطبيعي للعمل من ارسال خطابات لشركات السمسرة لطلب معلومات بشكل الي، كان بالاساس عملا مألوفا جدا يتم عبر الهاتف ،عملا استقصائيا.